{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ } لكل من تسول له نفسه محاولة المساس بذرة من تراب هذه الأرض الطاهرة أو التعرض لها بأي عبث ينال من كرامتها أو يسعى إلى زعزعة أمنها كائناً من يكون أقول وبالأحمر : أمن هذا الوطن خط أحمر!! . مملكتنا منذ تأسيسها وإرساء قواعد الحكم فيها تنتهج سياسة خارجية واضحة المعالم، معتدلة جادة، بعيدة عن الضجيج وطرح الشعارات الجوفاء، وتحرص على الإعلان عن خطواتها السياسية بشجاعة واقتدار من خلال الثوابت التي ارتكزت عليها تلك السياسة، وهذا ما أكسبنا سمعة دولية مرموقة بحكم مصداقية سياسة الدولة المنطلقة من إيمانها بالسلام العالمي المبني على العدل والإنصاف. المملكة ترفض مبدأ اللجوء إلى القوة كأداة من أدوات تنفيذ السياسة، مع إيمانها في الوقت نفسه بحق الدفاع المشروع عن النفس من أجل الحفاظ على المصالح العليا. كما أنها تعتمد على أسلوب الحوار والمفاوضات سبيلا عمليا لتحقيق الأهداف، دولتنا تنبذ استخدام العنف في النزاعات وهي الأكثر تحركا في مجال حل الخلافات بالطرق السلمية، وسياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من أهم ما تنتهجه، كما أنها ترفض في المقابل أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، لكن وبالخط الأحمر عندما يتعرض أمنها واستقرارها للخطر وتكون مستهدفة تتحول لعاصفة حزم وعزم وحسم في آن واحد "اتق شر الحليم إذا غضب" . لم تفرط بلادنا في الماضي ولن تفرط اليوم ولا غداً في شبر من أراضيها ومَنْ ظن أو فكر في أن سياستها المتأنية المدروسة ضعف فيجب عليه أن يعيد حساباته بعد عاصفة الحزم المباركة التي صححت كل المفاهيم. قررت المملكة وأعلنت قرارها وقادت العاصفة ومعها دول الخليج الشقيقة والأشقاء من الدول العربية الأخرى حماية إقليمية وتلبية لطلب حكومة اليمن الشرعية وإنقاذاً للشعب اليمني الشقيق من الظلم الواقع عليه وسلطته الشرعية من قبل المليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها الهيمنة على اليمن وبسط نفوذها في المنطقة وردع العدوان الذي يشكل تهديدا كبيرا لأمن المنطقة واستقرارها وتهديدا للأمن والسلم الدوليين وبعد استنفاد كل الجهود السلمية قررت المملكة ونفذتْ. هذا القرار رسالة ردع لكل عدو يهدد أمننا وموقف شجاع سيرفع الظلم عن أشقائنا اليمنيين من قوى الظلم وحلفائهم بالداخلِ. المصابونَ بهوسِ السلطةِ وحلفاؤهم في الخارجِ صدر القرار الذي سيقلب المعادلة وسيُعيد التوازن للمنطقة العربية فهو أيضاً مشروع ناجح لميلاد تضامن عربي إسلامي متجدد. مخطط خارجي يُدار في الخفاء وبكل غباء وجرأة يحاول استهدافنا للوقوع في مستنقعات الشحناء الطائفية والمذهبية بالدسائس والمكائد التي تحاك في الظلام. هؤلاء الأغبياء خفافيش الظلام سرطان يتغلغل في جسد الأمة العربية وبوسائل دنيئة تحاول إيجاد البلبلة والفوضى لتحقق مطامع وأحلاماً خسيسة .. فهيهات هيهات أن تحقق أحلامها في وطن جعله الله آمناً مطمئناً وقبلة للمسلمين، خسئوا فلن ينالوا إلاّ الخسران والوبال بإذن الله. فرغم كل الدسائس من قبل الأعداء وأذنابهم سيظل هذا الوطن - بإذن الله تعالى - قوياً شامخاً، وسيظل آمناً مطمئناً كما أراد الله له أن يكون. القيادة والشعب لحمة وطنية فريدة من نوعها ترسم بالروح والدم حدود هذا الوطن كلنا نصبح - بحول الله وقوته - عاصفة مزمجرة وقت الحاجة في وجه الطامعين الحاقدين شذّاذ الآفاق شراذم نكرة تبيت المكر بنا بهذا الوطن الحبيب. نحن مطمئنون فالوعي المجتمعي بقيمة الأمن والأمان لدينا كبير يتجدد ويقوى، وإرادتنا وفكرنا الرافض لامتداد أي شر لبلدنا يرقى لأعلى المستويات ويسمو وينضج ليؤكد إيماننا بأن وطننا المجد والتاريخ والخلود سيظل خطاً أحمر في كل وقت وحين. جميعنا «نساء ورجالاً شيباً وشباباً» رجال أمن لهذا الوطن العظيم لكل بقعة فيه فلن يستطيع مغرض استغلالنا ضد وطننا بما يخدم مصالحه ولن يسمح نسيج هذا الوطن بأي اختراق ولن يستطيع تفكيكه كائنا من كان. دعواتنا الصادقة بالتوفيق لقيادتنا الحكيمة ولحبيبنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - ولقواتنا البواسل أيدها الله بنصره، وأدام هذا الوطن عزيزاً قوياً بقيادته وشعبه، فليخسأ الحاقدون. * تربوية - مديرة