سلمان بن عبدالعزيز «الحازم» الأول في بلده، والرجل الذي أرسى لثقافة «الحزم» منذ اللحظات الأولى لوصوله لسدة الحكم في المملكة العربية السعودية، والترتيبات التي قام فيها بشهر حكمه الأول لم يكن غيره ليعملها في سنة حكمه الأولى، وبعدها أدرك السعوديون أن «الحزم» الشخصي الذي كان يمارسه أمير الرياض حينها على نفسه لم يكن عادات شخصية أو طباعا خاصة بل فلسفة ورؤية عند الملك سلمان لإدارة الحياة والدولة، والحدث العسكري الكبير -عاصفة الحزم- ما هو إلا حلقة مهمة من سلسلة طويلة لمخرجات ثقافة «الحزم» عند الملك المخضرم سلمان بن عبدالعزيز. في قاموس سلمان بن عبدالعزيز «الحزم» لا يعني التهور لأنه إسراع بالإنجاز، و«الحزم» لا يعني القسوة لأنه حسم في لين، و«الحزم» لا يعني الاستبداد لأنه قيادة ناجحة لمعنى الشراكة، و«الحزم» لا يعني الظلم لأنه ممارسة السياسة كوسيلة لأهداف أخلاقية. محمد بن نايف ومحمد بن سلمان «الحازمان» اللذان حظيا بثقة الملك سلمان في تنفيذ مشروع «الحزم الكبير»، فثقافة «الحزم» موجودة عند كلا المحمدين، فصارا بذلك عنصرين مؤهلين بامتياز لتنفيذ هذا المشروع الكبير. والأداء الجاد والمتواصل للمجلسين السياسي الأمني والاقتصادي التنموي بقيادة الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان ترك انطباعاً مريحاً لدى السعوديين الذين يراقبون الحراك وينتظرون النتائج. أفراد الشعب السعودي «الحازمون» في موقفهم الأخير من عاصفة الحزم كانوا على مستوى الحدث، وتعاملوا بكل مسؤولية مع ما يجري، ووحدوا صفوفهم خلف قيادتهم، وطرحوا خلافاتهم الجانبية بعيداً عن مسار الطائرات العسكرية، وبذلك حظي القرار بشرعية شعبية قوية تساند من هم على الجبهات السياسية والعسكرية وتمدهم بالدعم المعنوي الذي يحتاجونه، وإشعار متخذي القرار ومنفذيه أنهم مصدر فخر وعزة وقوة لهم، ولسان حالهم كما يقول الروائي أحمد أبو دهمان: (ليس أعظم من أن تصحو على وطن شجاع).