شك لت كاميرات الهواتف الذكية خطرا على سوق الكاميرات التقليدية الاحترافية حيث انخفضت مبيعات الكاميرات التقليدية بنسبة 17% خلال الفترة الماضية.وكشفت دراسة قامت بها «NPD» عن ارتفاع نسبة الصور التي التقطتها عدسات كاميرات الهواتف الذكية بنسبة 27% مقارنة ب 17% للكاميرات التقليدية، كما تراجعت شحنات كاميرات الفيديو بنسبة 13%. وأشار متخصصون الى أن كاميرات الهواتف الذكية بدأت فعليا بتوجيه ضربة لسوق الكاميرات التقليدية وذلك بسبب وجود تطبيقات تسهل نقل الصور الى الكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي بسهولة وأن هناك تزايد في الاقبال على استخدام الهواتف الذكية من أجل التقاط الصور وتسجيلات الفيديو ومشاركة الصور، لكن بالنسبة للأحداث الهامة لا تزال الكاميرات المخصصة لغرض التصوير هي الخيار المتبع حتى الآن. وقال المدون التقني ومالك قناة «دوغن تك» على اليوتيوب محمد دوغان إنه في الوقت الحالي لا يمكن مقارنة الكاميرات المدمجة بالهواتف الذكية بالكاميرات التقليدية، وذلك يعود لعدة اسباب، أهمها أن عدسات الكاميرات الاحترافية اكبر من عدسات الهواتف وهنا ليس القصد مساحة الصورة بالميغابكسيل بل جودة ووضوح العدسة وهذا يساعد على أخذ صورة ممتازة وواضحة مع اقل عمق في «Depth of field» وخاصة في حالة التصوير في الإنارة الضعيفة، بالإضافة إلى أن الكاميرات التقليدية الاحترافية تملك ميزات غير متوفرة في الهواتف الذكية وهي إمكانية تغيير العدسة بحسب المناسبة المراد تصويرها وحسب الظروف المحيطة بموقع التصوير، كما أن اعدادات ايزو «ISO» دائما ما تكون عالية في الكاميرات الاحترافية، كما توفر تحكما افضل بالجزء المراد التركيز عليه في الصورة الملتقطة، كما أن كل من خاصية «Full frame» و«Raw image quality» التي توفرها الكاميرات التقليدية تمكن من العمل والتعديل على الصور باستخدام برامج معالجة الصور بسهولة مع حجم الصور الكبير، أما كاميرات الهواتف الذكية تمتاز بسعرها الرخيص وحجمها الصغير وارتباطها بالمنصات الاجتماعية بحيث يمكن التعديل على الصور ومعالجتها ومن ثم رفعها مباشرة على هذه الشبكات. وقال دوغان «لا يمكن اعتبار كاميرات الهواتف خيارا اساسيا للمحترفين بقدر ما يعتبرونها وسيلة مريحة وسهلة في بعض الحالات، اما الهواة فيعتبرونها خيارا اساسيا بحيث نرى ان معظم الاشخاص الذين يريدون شراء هاتف جديد يقومون بتركيز جزء كبير من عملية البحث لمعرفة افضل كاميرا هاتف متوفرة قبل الشراء، حيث إن كاميرا الهاتف أصبحت ميزة تنافسية للمفاضلة بين الهواتف الذكية الحديثة، ولا يمكن أن تصبح كاميرات الهواتف منافسا للكاميرات الاحترافية، إلا إذا كانت سماكة الكاميرا المدمجة بحدود 6 سنتيمترات على أقل تقدير، وهذا أمر مستحيل ولا يمكن الوصول لمرحلة أن يصبح الهاتف الذكي منافسا للكاميرات الاحترافية على الاقل للمدى القريب ولكن مع تطور التكنولوجيا في العالم كل شيء اصبح ممكنا». وأشار الى أنه في عصرنا الحالي توجد بعض الشركات السباقة في التكنولوجيا من ناحية جودة الكاميرات ونقاوتها والتي توفر أفضل كاميرات في الهواتف الذكية وهي شركة لينوفو ومايكروسوفت «نوكيا سابقا» وشركة سوني. ومن جانبه قال المصور المحترف في قناة «UP to Date» على اليوتيوب ماهر الأرناؤط «هناك مفهوم خاطئ لدى الكثيرين وهو أن قياس الكاميرا بالميغا بيكسل يؤثر على وضوح الصورة، لكن الواقع أن قياس الميغا بيكسل يعكس حجم الصورة فقط». وأكد أن الكاميرات الاحترافية تمتاز عن كاميرات الهواتف الذكية بعدة معايير منها حجم حساس الكاميرا، ومعالج الضوء والصورة، وقوة الزوم، بالإضافة إلى دقة الألوان والكثير من المزايا التي تتميز بها الكاميرات الاحترافية عن كاميرات الأجهزة الذكية، إلا أن كاميرات الهواتف توفر الوصول المباشر إلى الإنترنت وإمكانية رفع الصور على شبكات التواصل الاجتماعي وانستقرام، إضافة إلى وتوفر برامج التعديل على الصور في الهواتف بكثرة، وهذا ما يجعلها خيارا جيدا للهواة شريطة أن تكون الصورة جيدة ولا تحتوي على أي اهتزازات، وفي حال وجدت فإن جميع برامج تعديل الصور ستكون خيارا جيدا لحل هذه المشكلة على عكس الكاميرات الاحترافية أو التقليدية فإن كانت الصورة تأثرت باهتزاز أو استوجب تعديلها أو مشاركتها فهذا يتطلب وجود جهاز كمبيوتر لتحسين الألوان أو وضع تعديل عليها ومشاركتها. وتوقع الأرناؤط أنه يمكن للهواتف الذكية ان تكون بديلا منافسا للكاميرات الاحترافية في المستقبل القريب وخاصة بعد توفر عدسات خاصة للهواتف للتقريب وزيادة الوضوح، لكن شريطة أن يتقبل المجتمع هذه الفكرة قبل المحترفين.