ألغت الهواتف الحديثة ظاهرة تعدد الأجهزة المصاحبة أثناء السفر، فبفضل تطور تكنولوجيا الأجهزة الذكية أصبح جهاز واحد يغني المستخدمين عن اصطحاب عشرات الأجهزة الإلكترونية مثل الكمبيوترات والكاميرات ومشغلات الموسيقى والفيديو وأجهزة الملاحة والترجمة وغيرها خلال الإجازات. ويقول خبراء تقنية إن تطور الهواتف الذكية واحتواءها على وسائل اتصال حديثة معتمدة في أغلب دول العالم مثل تقنية «Wi-Fi» و»NFC» ونطاقات الاتصال مثل «HSDPA» ونطاق «HSPA+»، ساهم في قيام الشركات المطورة لتطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحة بتطوير تطبيقات تسهم في جعلها بديلة عن الكثير من الأجهزة الأخرى المستخدمة في السفر. وأشاروا إلى أن وجود تقنيات أخرى مثل تقنية «GPS» جعل الهواتف الذكية تحل محل أجهزة الملاحة، حيث تتوافر هذه الهواتف بمساحات تخزين عالية سهلة الاستخدام مما ساهم في جعلها بديلة عن ذاكرة الفلاش «Flash Memory» أو الأقراص الصلبة الخارجية «External Hard Disk». 60 بالمائة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 عاما على مستوى العالم يتصفحون الإنترنت عبر هواتفهم النقالة أثناء سفرهم، و30 بالمائة منهم يستخدمون هواتفهم للبحث عن الفنادق والرحلات الجوية. وأكد الخبير التقني محمد الجرافي وجود تطبيقات توفر خدمات مساعدة للمستخدمين أثناء السفر مثل تطبيق «Google Map» الذي يعمل على إظهار موقع المستخدم على خريطة الهاتف بدقة وإمكانية تحديد الاتجاهات والطريق والعلامات والمواقع المميزة القريبة من المستخدم مثل محطات وسائل النقل العام أو ما يتم البحث عنه كالمقهى والمطاعم والمتحف وغيرها، وتطبيق «WiFi Finder» المخصص لإيجاد الأماكن التي توفر خدمة «Wi-Fi» النطاق الذي تعمل خلاله، لتمكن المستخدم من الاتصال بشبكة الإنترنت بسهولة للعمل أو البحث أو مشاهدة البريد الإلكتروني دون الحاجة لدفع مبالغ طائلة نظير استخدام الإنترنت عبر الهاتف أثناء التجوال، كما يعرض التطبيق ما يقارب 300 ألف مركز بث من المقاهي والفنادق في أكثر من 140 دولة حول العالم، يتم تحديدها عبر خدمة «GPS». وقال ان من أهم التطبيقات التي يقوم المستخدمون بالاستفادة منها تطبيق «WeatherBug» المخصص للتعرف على الطقس والأحوال الجوية المتوقعة ومشاهدة لقطات حية ومباشرة عن مدينة، بالإضافة إلى التنبيهات التي تساعد في اختيار الموعد الأنسب للرحلات البرية أو البحرية وتخطيط الزيارات للمناطق البعيدة، وتطبيق «World Nomads» المخصص للترجمة الذي يتيح البحث عن الكلمات اليومية ومفردات اللغة التي يريد المستخدم ترجمتها، ويدعم 25 لغة من بينها العربية والأسبانية والإيطالية والألمانية والكورية، ويمكن للتطبيق ترجمة اللهجات العامية، ويسهل على المستخدمين المسافرين التواصل مع الناس والباعة والعاملين في المطاعم وفهم الإشارات واللافتات في الشوارع. ولفت الى أن الهواتف الذكية حلت مكان كاميرات التصوير المخصصة أثناء السفر، خصوصا بالنسبة لهواة التصوير الذين قد لا يحتاجون الى درجات وضوح عالية جدا للصور التي يلتقطونها. من جانبه قال محمد الغامدي أحد محترفي التصوير ان الهواتف الذكية الحديثة باتت تحتوي على كاميرات صغيرة الحجم تمتلك ميزات تضاهي الكاميرات التقليدية إن لم تتجاوزها. واشار الى ان كاميرات الهواتف تدرجت في تحسين مستويات دقتها حتى بلغت 16 ميغا بكسل، حيث اصبحت تمتلك إمكانيات تصوير مقاطع فيديو عالية الوضوح «High definition HD» وبدقة «1080P» وتقنيات التصوير العريض «Panorama» التي تعطي للصور بعدا أوسع. ونوه الى ان الهواتف الذكية تفوقت على الكاميرات الرقمية أثناء السفر بسبب توفيرها خصائص وتقنيات مختلفة مثل إضافة مثل «Wi-Fi» وإمكانية رفع الصور مباشرة بشبكات التواصل الاجتماعية، فليس هناك سبب لتحمل عناء حمل كاميرا رقمية في ظل وجود الهواتف الذكية مع المستخدم. وأوضح أن الهواتف الذكية باتت توفر برامج تحرير الصور بنفس كفاءة أجهزة الكمبيوتر أو الكاميرات المتخصصة، بالإضافة إلى العدسات المخصصة لكاميرات الهواتف الذكية التي توفر كلا من تقنيات تقريب المسافات والتكبير «Zoom» الإضافية، ودون وجود أي تشويه في الصور، بالإضافة إلى تقنيات التركيز الآلي واليدوي «auto focus»، ورغم صغر حجم الكاميرات المدمجة في الهواتف إلا أنها بدأت تتفوق في قدراتها على الكاميرات الرقمية. وفي ذات السياق كشفت دراسة قامت بها شركة جينيسيز المتخصصة في استشارات تقنية المعلومات الخاصة بالسياحة والسفر، أن ما يقارب من 60 بالمائة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 عاما على مستوى العالم يتصفحون الإنترنت عبر هواتفهم النقالة أثناء سفرهم، وأن30 بالمائة منهم يستخدمون هواتفهم للبحث عن الفنادق والرحلات الجوية. وأشار الدراسة إلى أن خدمات الحجوزات عبر تطبيقات الهواتف الذكية آخذة في الاتساع مع وجود أكثر من 25 بالمائة من نسبة ال 60 في المائة ممن العالم يتصفحون الإنترنت عبر هواتفهم النقالة أثناء السفر، لاجراء حجوزات فنادق أو رحلات جوية أو حجز مقاعد وبطاقات رحلات الطيران والقطارات.