أكد متخصصون أن عصر الكاميرات التقليدية على وشك الانتهاء خلال الخمس سنوات القادمة لصالح كاميرات الهواتف الذكية التي بدأت تسحب البساط من تحتها، وذلك لتطور كاميرات الهواتف في مميزاتها ووضوحها وأدائها. ويؤكد خبراء أن كاميرات الهواتف الذكية توجه ضربة قاضية لسوق الكاميرات التقليدية وذلك بسبب وجود تطبيقات تسهل نقل الصور إلى الكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي بسهولة، وليس غريبًا أن تبدأ شركات مصنعة للكاميرات بالانسحاب تدريجيًا من السوق مثل ما حدث لشركة كوداك العام الماضي والتي كانت رائدة في هذا المجال واكتفت بإنتاج الماسحات والطابعات فقط. وقال الخبير التقني محمد البسيمي إن كاميرات الهواتف الذكية الحديثة تعتبر منافسة للكاميرات التقليدية للهواة وذلك لأنها قد تحصل وتجذب جزءًا من سوق المستهلك العادي، وفي الواقع من يستخدم كاميرا رقمية عادية “Digital” أصبح يستطيع الاكتفاء بالكاميرا المتواجدة في الهواتف الذكية الحديثة والمتطورة التي تملك كاميرات يتجاوز وضوحها 8 ميغا بيكسل، لكن مهما كانت كاميرات الهواتف متطورة فهي لم تصل حاليًا الى نقطة بحيث تنافس الكاميرات الاحترافية على كل مستويات المستخدمين، حيث إن كاميرات الهواتف الذكية تحاول أن تكون وفق معدل تكلفة معين لأنها في النهاية جزء مكمل للمنتج وليس جزءًا رئيسيًا، بينما في الكاميرات الاحترافية تكون هي العنصر الرئيسي في المنتج ويتم التركيز على تقديم أفضل المواصفات والخصائص للكاميرا. وحول توفر الإنترنت ورفع الصور على شبكات التواصل الاجتماعي وانستغرام وبرامج التعديل على الصور في الهواتف مقارنة بالكاميرات، قال البسيمي «إن هذه الخصائص كانت ميزة تنافسية قبل عدة أعوام، لكن مؤخرًا بدأ إدراج خصائص الملاحة والإنترنت وحتى أنظمة تشغيل مثل أندرويد في الكاميرات الاحترافية، وما نستطيع قوله الآن هو بعض الهواتف أصبحت تقدم خصائص متقدمة مثل الكاميرات الاحترافية وبعضها شركات الهواتف أصبحت تضع الكاميرا في دور رئيسي للهاتف كميزة تنافسية أكثر من السابق، الهدف الرئيسي في هذه الهواتف التي تقدم كاميرا متقدمة جدًا هو الجمهور الذي لا يريد حمل منتجين مختلفين في جيبه، ويفضل أن يحمل جهازًا واحدًا يكون هاتفًا ممتازًا وكاميرا قوية في نفس الوقت». وأكد البسيمي أن الفجوة بين الهواتف والكاميرات بدأت تصغر حيث أصبح هناك مشاركة كبيرة في المواصفات بينها، لكن سيظل هناك منتجات مستقلة لكل منهم وتلبي طموح المستخدمين بشكل أفضل، فتقديم كاميرا قوية جدًا أو هاتف متقدم دائمًا ما يكون على حساب الآخر، فنجد تضحية بالمواصفات هنا أو هناك. ومن جانبه، قال المصور المحترف هيثم الدهام حول المنافسة بينهما في الوضوح والقياس «إن معيار الميغا بكسل ليس بالمقياس الدقيق للمفاضلة بين الهواتف والكاميرات لأنه قبل نزول الأجهزة الذكية كانت هناك كاميرات صغيرة ومدمجه تصل إلى 20 ميغا بكسل، أنا من أكثر الداعمين للتصوير بالأجهزة الذكية ولكن ما جعل الأجهزة الذكية تكسب هذه الشهرة السريعة هي قدرة الجميع على التصوير دون الحاجة لحمل كاميرا احترافية وفي الوقت ذاته ميزة مشاركة الجميع بالصور تلقائيًا عبر المواقع الاجتماعية مثل الانستغرام، وفي الجهة الأخرى الكاميرا الاحترافية تعتبر كبيرة الحجم وثقيلة الوزن ولكن في الوقت ذاته تتميز بالدقة في الصورة والقدرة على تغيير العدسات، وهو شيء يصعب على الأجهزة المحمولة أن تقوم به». وقال الدهام إن توفر الإنترنت وإمكانية رفع الصور على شبكات التواصل الاجتماعي وانستغرام وتوفر برامج التعديل على الصور في الهواتف، قد يعجل بنهاية الكاميرات الاحترافية، وأخذ شركات الهواتف حصة من النجاح ومن السوق وهذا ما أقدمت عليه شركة سامسونج بتقديم كاميرا مدمجة بعدسة ثابتة ونظام تشغيل اندرويد متصل في الإنترنت لا يختلف عن مميزات الهواتف الذكية. وأكد أن الهواتف الذكية ستكون بديلًا منافسًا وأساسيًا للكاميرات التقليدية وخاصة بعد توفر عدسات خاصة للهواتف للتقريب وزيادة الوضوح في خلال السنوات الخمس القادمة. وفي سياق متصل أظهرت دراسة جديدة أجرتها مجموعة «ان بي دي» لأبحاث السوق أن الانتشار الواسع لأجهزة الهواتف الذكية أدى إلى تراجع مبيعات الكاميرات الرقمية التقليدية عالميًا. وخلصت الدراسة أن مبيعات الكاميرات الرقمية الاحترافية انخفضت بنسبة 17 بالمائة حيث زادت نسبة الصور التي التقطتها عدسات كاميرات الهواتف الذكية بنسبة 27 بالمائة مقارنة ب17 بالمائة للكاميرات التقليدية، كما تراجعت شحنات كاميرات الفيديو بنسبة 13 بالمائة. وأكدت الدراسة أنه ليس هناك شك في أن الهواتف الذكية أصبحت جيدة بما يكفي في الوقت الحالي لمنافسة الكاميرات الاحترافية وأن هناك تزايدًا في الإقبال على استخدام الهواتف الذكية من أجل التقاط الصور وتسجيلات الفيديو ومشاركة الصور، لكن بالنسبة للأحداث الهامة ما تزال الكاميرات المخصصة لغرض التصوير هي الخيار المتبع حتى الآن.