يرى كثيرون أن عصر الكاميرات التقليدية التي سحرت الهواة بقدرتها الهائلة على التقاط الصور الفوتوغرافية بدقة ووضوح قد أوشك على الزوال. فكاميرات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وجهت ضربة شبه قاضية لسوق كاميرات الهواة التقليدية مع وجود تطبيقات تسهل نقل الصور الى الكمبيوترات وحتى الى مواقع التواصل الاجتماعي بين الناس ، وليس غريبا ان تبدأ شركات مصنعة للكاميرات بالانسحاب تدريجيا من السوق مثل كوداك التي كانت رائدة في هذا المجال واكتفت بإنتاج الماسحات والطابعات فقط. ويؤكد خبراء تقنية أن تطور تطبيقات التصوير الخاصة بالهواتف الذكية ساهم في جعلها منافسا قويا للكاميرات التقليدية، حيث إن بعض البرامج مثل «instagram» و «camera360» و «cymera» و»pix» تقوم بزيادة وضوح الصور إضافة إمكانية التعديل وإضافة المؤثرات عليها قبل وبعد عملية التصوير ومشاركتها في شبكات التواصل الاجتماعي ومعارض الصور الإلكترونية، وهذا ما تفتقده الكثير من الكاميرات التقليدية التي لم يعد مصنعوها مهتمين إلا في زيادة الوضوح ، متناسين الإضافات التي أصبحت جزءا من حياة المصورين والمستخدمين، كإمكانية رفع الصور إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر مباشرة من الكاميرا دون الحاجة إلى نقلها لجهاز الكمبيوتر، وبرامج التعديل والإضافات على الصور التي تكاد تكون معدومة من الكاميرات التقليدية. وحول تطبيقات الهواتف الذكية الداعمة للتصوير قال عدنان طالب أحد العاملين المتخصصين في مجال التصوير: إن متاجر التطبيقات تعج بالكثير من البرامج الخاصة بتعديل الصور وإضافة المؤثرات ومشاركة الصور مثل تطبيق « Pixel Pipe « الذي يسهل عبره تحميل الصور ومقاطع الفيديو على جميع المواقع الاجتماعية التي تتشارك بالصور والبريد الالكتروني في الوقت ذاته، ويمكنها تحميل الصور على ما يقارب 95 موقعا بالجودة والوضوح الكاملين، بالاضافة الى تطبيق « Snapture « الذي يستطيع التقاط ثلاث لقطات متتالية لتصوير الأحداث الرياضية والصور سريعة الحركة، ويوفر آلية تقريب وتكبير بقدرة خمسة أضعاف «5X». مبيعات الكاميرات الرقمية انخفضت العام الماضي بنسبة 17 بالمائة مقارنة بعام 2010 ، حيث زادت نسبة الصور التي التقطتها عدسات كاميرات الهواتف الذكية بنسبة 27 بالمائة. وتابع عدنان: إن تطبيق « Night Camera « يمكن له استعادة تفاصيل الصور التي تم التقاطها في الضوء الخافت، وتحريرها وإضافة التحسينات عليها، إضافة إلى تطبيق « Photogene « الذي يمكن من خلاله تقطيع وإزالة بعض أجزاء الصور، كما يمكن تصحيح الألوان وتعديل تباينها وإضاءتها، كما يضيف هذا التطبيق إلى عملية تحرير الصور بالقدرة على إضافة الفقاعات والأشكال الأخرى من الإطارات والتأثيرات الخارجية.» من جانبه قال الخبير التقني عبدالرحمن المكري: إن الكاميرات التي تحملها الهواتف الذكية الحديثة تحتوي على خصائص تضاهي الكاميرات التقليدية إن لم تتجاوزها. وأضاف: جاء الوقت الذي تواجه فيه الكاميرات التقليدية منافسا قويا بعد أن واصلت كاميرات الهواتف ارتفاع دقتها بشكل متزايد حتى بلغت 41 ميغا بكسل، وبإمكانيات عالية في تصوير مقاطع فيديو التي بلغت «1080P» بتقنية «Full HD» ، كما ان الملحقات الخاصة بالهواتف الذكية اصبحت تحتوي على عدسات تقريب متطورة وفلاش خارجي أقوى من الفلاش الداخلي المدمج». وأشار إلى أن كاميرات الهواتف الذكية بدأت تسحب البساط من تحت الكاميرات التقليدية فسرعة عجلة التكنولوجيا ساهمت في تطوير وانتشار الهواتف بكاميرات قد تفوق بعض كاميرات الهواة وعدم توفير الكاميرات التقليدية للخصائص المتوفرة في الهواتف الذكية مثل البلوتوث و»WiFi» والاتصال بالشبكات الاجتماعية وغيرها، والتي ساهمت في جعل الهواة يصرفون النظر عن شراء كاميرات تقليدية، لان هذه الميزات وغيرها أغنتهم عن البحث عن أقرب جهاز كمبيوتر أو قارئة بطاقات الذاكرة لنقل الصور من الكاميرا إلى الكمبيوتر ومن ثم إلى شبكات الإنترنت أو حساباتهم في الشبكات الاجتماعية ومعارض الصور الإلكترونية. من جانبه أشار المصور المحترف محمد الغامدي الى أن كاميرات الهواتف الذكية لم تستطع حتى الآن إنتاج صور ذات جودة احترافية، لصعوبة التقاط الصور بسرعة غلق عالية وتحت ضوء خافت وبقياس عدسات أصغر بكثير من الكاميرات الاحترافية ، كما لا يحمل برنامج تحرير الصور في الهواتف الذكية نفس كفاءة أجهزة الكمبيوتر أو جودة الصور الملتقطة الكاميرات المخصصة للمحترفين، إضافة إلى صعوبة المحافظة على نظافة وسلامة العدسة في الهواتف كونها من أكثر الأجهزة التي تتعرض للسقوط والصدمات لأنها ملازمة للمستخدم أينما ذهب . وخلص الغامدي إلى أن المعركة ما زالت مستمرة بين سوقي الكاميرات الاحترافية والاجهزة الذكية، مشيرا الى ان الغلبة ستكون في نهاية المطاف لمن يبتكر تكنولوجيا قادرة على مواكبة متطلبات المستخدمين سواء المحترفين او الهواة . وقال: يصعب التنبؤ حتى الآن بنهاية وشيكة للكاميرات الاحترافية التي لا تزال بلا منافسين جديدين لتقنياتها حتى الآن. وفي سياق متصل أظهرت دراسة أجرتها مجموعة «ان بي دي» لأبحاث السوق أن الانتشار الواسع لأجهزة الهواتف الذكية أدى إلى تراجع مبيعات الكاميرات الرقمية التقليدية. وأشارت الدراسة إلى أن مبيعات الكاميرات الرقمية انخفضت العام الماضي بنسبة 17 بالمائة مقارنة بعام 2010 ، حيث زادت نسبة الصور التي التقطتها عدسات كاميرات الهواتف الذكية بنسبة 27 بالمائة مقارنة ب 17 بالمائة في 2010، كما تراجعت شحنات كاميرات الفيديو بنسبة 13 بالمائة.