الآن، يدفع عوام الحوثيين المساكين ثمن رعونة قيادتهم وخطابات عبدالملك الموهومة وخدع حرس الثورة الإيراني لهم، وعمى علي عبدالله صالح، وماكينة التضليل الإعلامي التي أوهمتهم أنهم الأبطال وأنهم، بعد أن يسيطروا على اليمن وبعد أن ترفرف رايات الولي الفقيه المجيدة على صنعاء والحديدة وتعز وإب ومأرب ولحج وحجة والضالع وحضرموت وعدن، يتوجهون، بكل بساطة، إلى مكةالمكرمة ويحررونها من «النواصب»، وأيضاً، إذا ما رغبوا، يأخذون الحجر الأسود إلى صعدة ويبنون قليسهم هناك. خاصة أن علي لارجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، وهو في قمة نشوة سكرته العنصرية وطائفيته الصفوية، قد قال، العام قبل الماضي، كلاماً قريباً من هذا القبيل، حينما هدد باحتلال الكويت، وضم العراق، و«انحسار العرب إلى مكة كما كانوا قبل 1500 عام». ولا نستغرب أنه بهذا يقصد إهانة العرب واحتقار مكةالمكرمة، وإعلاء شأن الفرس و«كعبتهم».. ملاحظة: يجب التفريق بين الفرس باعتبارهم عموماً أمة كريمة وناهضة ومعطاءة، والصفوية العنصرية الحاقدة المتطرفة التي جعلت من سب الصحابة وكره العرب ديناً، بمن فيهم العرب الشيعة الذين توظفهم الصفوية وتستغلهم وتجعلهم خدماً لأطماعها وممسحة لمخططاتها، كما تفعل مع الحوثيين وغيرهم، ولا تتورع عن إهانة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والنيل من عرضه الطاهر الشريف. ويجب التفريق بين الصفوية والشيعية العربية التي تكرم أهل البيت وترى أفضليتهم، ولا تجيز سب الصحابة ولا النيل من عرض الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا تحقد على العرب ولا تستمتع بإهانتهم. الحوثيون دربهم الحرس الثوري الإيراني المتطرف المتزمت على التخريب والتدمير والخطابية الغوغائية وجعل ذلك عقيدتهم الوجودية الفكرية، وجعلهم لا يحسنون غيرها، لهذا سقطوا في تضليل الحرس وفي فخ علي عبدالله صالح الذي تلبسته الانتقامية العمياء، فتصرف بأسلوب «هدم المعبد علي وعلى أعدائي»، فأغرى الحوثيين وإيران بأن اليمن جاهزة ليحكموها، وصدقوه.. لو تمتعت القيادة الحوثية بقليل من الذكاء وببعض الحكمة اليمانية، لما ارتمت في فخاخ مخططي الفتن، ولكن شهوة التدمير والتخريب والطاعة العمياء للحرس الثوري الإيراني واغراءات صالح أعمت الحوثيين عن رؤية الشمس، وهي أن المملكة، مهما صبرت، لن تسمح ببناء ونمو قوة معادية قريبة منها، ولن تسمح لخبراء الحرس الثوري، بصحبة الحوثيين أو غيرهم، أن يتجولوا على حدودها. والحوثيون ليل نهار يعادون المملكة ويهددونها، بل إنهم حينما حكموا صنعاء أول ما فعلوه أن جدولوا رحلات طيران كثيفة إلى طهران، وبالتأكيد ليس لاستيراد الورود وإنما لجلب «المساعدات الطبية» وهي الشفرة المعروفة لأسلحة الحرس الثوري وجنوده. وأحضر الحوثيون خبراء الحرس الإيراني واجروا مناورات على حدود المملكة، وهذا استفزاز خطير للمملكة، إضافة إلى أن الحوثيين شاركوا في القضاء على الحكومية الشرعية في اليمن ليفصلوا حكومة على المقاسات الإيرانية، مما يجعل اليمن برميل بارود وقنبلة توجه إلى المملكة ودول الخليج، فلم تجد المملكة والدول الخليجية والدول العربية مفراً من تحطيم القوة الحوثية وتحجيم الحوثيين ونزع غطرستهم وإعادة العقل إليهم وإعادتهم إلى الشرعية اليمنية العربية. وتر لبيك يا يمن.. وطن الحكمة.. والعروبة.. وبلقيس.. والمظفر.. والقهوة والهيل والعز.. إذ تنادي عدن الجريحة.. وصنعاء الأسيرة وحضرموت.. ووادي بنا الأخضر.. وتعز.. يمينك يمين سلمان «الحَزْم».. والجَزْم.. ويسارك قلب رؤوم.. وصباح الله.. وصقور إذ تنادي.. تفز..