مع بداية إجازة المدارس وضعنا في المنزل خطة وجدولة للأماكن التي سوف نذهب إليها للتنزه بعد أن تعذر لنا السفر إلى مكة للعمرة بسبب صعوبة الحجز ، بدأنا بشواطئ العزيزية ونصف القمر حتى وصلنا إلى مهرجان الساحل الشرقي على كورنيش الخبر جلسنا هناك حتى وقت متأخر من الليل فالجو رائع ومحفز لممارسة رياضة المشي برفقة أفراد العائلة، ومن خلال مشاهداتي فإننا بحاجة لسن القوانين والتشريعات التي تجرم التخريب والعبث ورمي المخلفات في الأماكن العامة، وإن كان التصرف في أصله مأذونا به ومباحا، لكن إذا ارتبط بحرية الغير وحقه يصبح الأمر عند ذلك تصرفا ممنوعا. الأماكن العامة ملك لي ولك سواء أنشأتها الدولة أو بناها القطاع الخاص فهي لخدمتي وخدمتك وكلفت الدولة المال والجهد لتسخيرها لخدمتنا وتأدية الواجب المنوط بها والأماكن والممتلكات العامة التي يجب علينا الحفاظ عليها هى الشواطئ والحدائق والمدارس ,والجامعات والمستشفيات العامة، والمتنزهات ووسائل المواصلات المختلفة كالطائرات والقطارات، وماشابه ذلك. بعد ما شاهدته من سلوك غير حضاري أُجزم بأننا نحتاج إلى لوحة إرشادية معلقة على الحائط في كل منزل مكتوب فيها (حافظوا على نظافة مدينتكم)، ما نراه في كافة الأماكن يندى له الجبين في الشواطئ والحدائق لاحظت بعض العائلات رجال ونساء (أجانب) يدخنون الشيشة ويعكرون أجواء المتنزهين برائحة الشواء ويشوهون المنظر العام، وفي دورات المياه يعبث الأطفال والنساء بها وتترك الصنابير مفتوحة بعد الاستعمال وينساب الماء ويهدر ويلقون بالمخلفات في الأحواض فتتسبب في انسدادها ، وسلوك آخر سيئ وهو التدخين وجميعنا يعلم أضرار التدخين فتشاهد المدخنين ينفثون دخان سيجارتهم دون مبالاة ولا مراعاة لمن حولهم وقد يكون بينهم الطفل الصغير أو المرأة الحامل وغيرهم ممن يتأثرون بالتدخين السلبي، مظهر آخر من المظاهر إن دل على شيء فإنما يدل على الهمجية وعدم التحضر نراه في الحدائق والمتنزهات العامة حيث ترى الأطفال بصحبة والديهم يلهون ويلعبون فوق الحشائش ويقطفون الأزهار ويلقون بمخلفات حلوياتهم ومأكولاتهم في أي مكان يتواجدون فيه رغم وجود سلال للقمامة بكل مكان دون توجيه من الأهل عن ممارسة تلك السلوكيات الخاطئة بل إن الطامة الكبرى تكمن في الأهل! باعتقادي أن من يتصرف بهذا الشكل في الأماكن العامة يتصرف هكذا بمنزله لماذا نترك انطباعاً سيئاً عنا ولا أقول نحن- السعوديين- فقط إنما حتى الأجانب يتصرفون ويعبثون أكثر من ابن الوطن في الأماكن العامة، اهتمامنا بالنظافة الشخصية ونظافة الأماكن العامة يبدأ من البيت بالتربية الحسنة وتعليم الأبناء احترام الأماكن العامة وعدم رمي المخلفات في أماكن تنزه الناس وخاصة في التجمعات كالمدارس والجامعات ومن هنا تكون البداية فالطفل إن تعلم منذ الصغر الآداب والسلوك السليم سيشيب عليه فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر أشعر بالحسرة وخيبة الأمل عندما نسافر إلى الخارج ونجد أننا أكثر الشعوب التزاماً بالنظام وفي بلادنا نعبث ونخرب ونشوه الأماكن العامة، لهذا تقدمت معظم بلدان العالم وصاروا العالم الأول أما نحن سنظل عالما ثالثا إن لم نراجع أنفسنا في أشياء كثيرة بحاجة منا إلى التغيير، أشعر بالأسى وأنا أكتب وأسرد تلك المظاهر السيئة في حياتنا وما ذكرته غيض من فيض إن استرسلت في السرد لن أنتهي، فالأماكن العامة حق للجميع، يستفيد بها الجميع فيجب علينا أن نحرص على نظافتها وكفى. *إعلامي وكاتب متخصص في قضايا الشأن العام