تربعت المملكة على قمة الدول المتقدمة في مجال الاقتصاد التقني واقتصاد المعرفة، وذلك بسبب التوجه الملموس لاعتماد التقنيات الحديثة والدعم الحكومي وتبنيه لنشر الوعي التقني بين الأفراد والشركات. وقال مدير شركة إنتل بالمملكة المهندس كريم شريف في تصريح خاص ب "اليوم": إن السوق السعودي سوق مفتوح وواعد يستوعب التقنيات الحديثة والمنافسة بشكل كبير وسريع، كما أن دور الإستراتيجية الحكومية المشتركة بينها وبين الشركات الخاصة ملموس في نشر الوعي التقني بين الافراد وجلب الشركات والإستثمارات التقنية للمملكة، والاستثمار في دعم وتطوير الشباب السعودي والكوادر البشرية، وتنمية مهاراتهم، وهذا يشكل السلاح الأقوى في دعم اقتصاد المعرفة ومواجهة التحديات التي قد تواجه القطاع والسوق التقني في المملكة، وهذا ما جعل المملكة تحتل مراكز متقدمة وفي طليعة الدول المتطورة تقنيا ودائما ما ترتقي لمراكز أكثر تقدما، وأحد الأمثلة على ذلك هو التطور الحاصل في الحكومة الإلكترونية والتي وصلت لمستويات منافسة عالميا. وحول تحديات القطاع التقني في السوق السعودي أشار كريم إلى أن القطاع التقني في المملكة هو قطاع واسع يمتد لخدمة الكثير من القطاعات، ولذلك تختلف التحديات باختلاف القطاعات التي تخدمها التقنية، إلا أن هناك تحديات مشتركة قد تواجه جميع القطاعات المعتمدة على التقنية وهي تقبل البعض وتطبيقهم للتقنيات والتطورات الجديدة والحديثة، ولذلك فإننا نحاول وبشكل دائم على تسريع وتيرة العمل عبر زيادة وعي المستخدمين حول التطبيقات التقنية الجديدة ومزاياها والفوائد التي سيجنونها من خلال التحديث المستمر للتقنيات المعمول في أنظمتهم، فبالنظر إلى قطاع الاتصالات على سبيل المثال فإن إنتل دائما ما تعمل بشكل متكامل مع مزودي خدمات الاتصالات والإنترنت في المملكة لتسريع تقبل المستخدمين من الأفراد والشركات لفهم وتبني والاستفادة من تقنية الحوسبة السحابية، أما القطاع الصناعي فهو يمتلك فرصة أكبر لتطبيق التقنيات الجديدة التي ستساهم في رفع الإنتاجية والكفاءة والخفض من التكاليف والوقت، ومن الحلول التي ستساهم في مواجهة تحديات السوق هي «إنترنت الأشياء» و«الحوسبة عالية الأداء». وتابع "جميع المؤشرات توضح أن السوق السعودي يعتمد بشكل كبير على الشركات الصغيرة والمتوسطة وأن ما يقارب 60 بالمائة من سكان المملكة هم من فئة الشباب تحت 30 سنة، فيشير ذلك إلى أن هذه الشركات يجب أن توجه تركيزها على الإبداع والاستثمار في الشباب والأفكار، وهناك الكثير من الشركات الناجحة والعملاقة بدأت كشركات صغيرة ووصلت للعالمية خلال فترة صغيرة وخاصة في مجال التقنية ومن ضمنها إنتل، كذلك فإن الكثير من الشركات خرجت للسوق بدأت بأفكار بسيطة أو عبر تطبيق ذكي، ويجب عليها أن تمتلك مرونة لاستيعاب التطبيقات والتقنيات الحديثة لتتمكن من المنافسة في السوق، بدلا من الاعتماد على الطرق التقليدية". وأكد كريم أن هناك العديد من الأجهزة الجديدة التي وصلت إليها التقنية في المملكة، والتي تعطي للمستخدمين تجربة حديثة تمكنهم من أداء المهام المختلفة في جهاز واحد مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة كومبيوتر "2- في –1" بالإضافة إلى سلسلة المعالجات الجديدة للأجهزة المختلفة تحت اسم "intel atom"، والتي تعتبر أول معالجات تجمع بين شريحة الاتصالات المتكاملة، ومعالج التطبيقات والرسوميات في آن واحد، وتأتي هذه السلسلة مدموجة بتقنية الجيل الرابع "LTE"، والمصمم خصيصا للأجهزة صغيرة الحجم مثل الهواتف، وتتميز معمارية المعالجات الجديدة على الدمج بين معالجات إنتل أتوم متعددة الأنوية بمعمارية 64 بت والجيلين الثالث والرابع للربط بتقنية "LTE"، كما تجمع المعمارية الجديدة بين معالج التطبيقات، ومعالج استقبال الصور، والرسوميات، والصوت، والربط بين هذه المكونات وإدارة الطاقة في شريحة واحدة فقط، ويسمح هذا الدمج لمصنعي الأجهزة بتقديم هواتف وأجهزة لوحية بمزايا كاملة، وما يميزها هو سرعات التحميل التي تصل إلى 450 ميجا بت بالثانية، ويسمح المودم الداخلي صغير الحجم ذو الكفاءة العالية من حيث استخدام الطاقة، باستيعاب مجموعة متنوعة من المكونات من الهواتف الذكية إلى الأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسب الشخصي، كما أن نطاق حزمة إنتل من حلول تقنية "LTE" يوفر لمصنعي الأجهزة ميزة تنافسية من خلال الإسراع في تصميم وإطلاق أجهزة " LTE" في مختلف قطاعات الأسواق، ونعمل حاليا على تصور وتجارب على الجيل الخامس الذي يجمع ما بين تقنية "LTE" و "802.11ad" للوصول لسرعة تزيد عن 1 جيجا بت بالثانية. وأشار إلى أن هذا التطور التقني ساهم في تقليل التكاليف على شباب الأعمال، حيث إن التطور التقني وفر عليهم مبالغ طائلة من حيث التجهيزات التقنية، فقد يستطيع مالك أحد المشاريع الصغيرة والمتوسطة إنجاز أعماله من هاتفه الذكي والكمبيوتر المحمول، وبناء منظومة وشبكة تقنية لمؤسسته دون الحاجة لمركز بيانات، فالحوسبة السحابية التي بدأ استخدامها يأخذ حيزا ومجالا كبيرا في المملكة ساهمت في الحد من هذه التكاليف.