مع إطلالة أسبوع المرور، استيقظت الأحساء صباح يوم الجمعة قبل الماضية على فاجعة حادث مروري مروع على طريق الملك عبدالله الدائري ووفاة أسرة كاملة تتكون من خمسة أفراد «أب وزوجته وثلاثة أطفال»، بسبب السرعة الجنونية من شاب مستهتر لم يبالِ بحياته وحياة الآخرين ولشناعة الحادث لم يتعرف ذوو الضحايا عليهم إلا عن طريق ملابسهم وأجسادهم؛ بسبب التشوه الذي غير ملامح وجوهم؛ كون السيارة المتسببة في الحادث تسير بسرعة جنونية فارتطمت بالرصيف وطارت ووقعت على سقف سيارة الضحايا. وأدى هذا الحدث إلى تفاعل كبير من مسؤولين ومشايخ وناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي ب هشتاق "#وفاةخالدالبيطاروأفرادأسرته"، ومتابعة إعلامية؛ لإيجاد حل للحد من خطر الحوادث، فطريق الملك عبدالله الدائري منذُ إنشائه لا يمر أسبوع إلا ويحصد من الأرواح العديد. وهنا أتساءل، ما الخطة التي وضعها المرور للحد من سرعة المتهورين؟. كوني من أهل المنطقة أقولها وبكل صراحة مرور الأحساء غائب عن الميدان ويكتفي بتحرير مخالفات الوقوف الخاطئ. وكما أن أسبوع المرور أصبح لا جدوى منه؛ كونه اختصر على الإعلام ومعرض توعوي في جامعة الملك فيصل وتوزيع نشرات مرورية وترك الشوارع دون توعية، كنا في السابق نشعر بأسبوع المرور بالانتشار المكثف من رجال المرور في الشوارع والتشديد على المخالفين، وفي كل إشارة وشارع نجد إرشادات للتوعية المرورية، والآن لا نعرف المرور إلا بتجديد الرخصة والاستمارة وحتى الحوادث المرورية تركها للتأمين وشركة «نجم». ولهذا بلغت الحوادث في بلادنا أرقاما مخيفة تدل على غياب الوعي ودور المرور للحد من السرعة الجنونية وقتل الآخرين، وصنف العلماء من يتسبب في وفاة أشخاص بسبب السرعة من القتل شبه العمد الذي يوجب الدية، هذا من النظرة الشرعية، وعلى وزارة الداخلية أن تسن القوانين والأنظمة الرادعة ضد من يتسبب في قتل الأبرياء بسبب التهور، وأن لا تتهاون فيها ولا تدخل واسطة فيها، كما يحصل الضغط على أهل الضحايا للتنازل عن الجاني بتكرار قول هذا قضاء الله وقدره، نعم هذا قضاؤه لكن بسبب، وأن يكون الردع أسوة بالمفحطين بحجزه ومنعه من قيادة المركبة. وفي كل عام يقام أسبوع للمرور يقدم فيه إحصاءات بعدد الحوادث والضحايا والمخالفات ولكن دون حلول جذرية ومنطقية للحد من الأرواح التي تزهق يومياً بسبب السرعة والتهور، ونحن أمام واقع مرير والمرور لا يقدم حلولا لمنع الحوادث سوى توجيه السبب لقائد المركبة المتسبب، وحتى نظام ساهر فأماكن تواجده أصبحت مكشوفة ولوحات تحديد السرعة صغيرة لا تكاد تراها. سؤالي، متى يتم تركيب كاميرات لرصد السرعة؟ وتكون المسافة بين الكاميرات خمسة كيلومترات وتكون واضحة أسوةً بالدول الأخرى، ولوحات كبيرة يراها كل سائق ليهدئ السرعة، ويتم إيقاف المخالف عند رصده من أكثر من كاميرا، والقصد منه منع الخسائر المادية والبشرية لا تحصيل المخالفات. بيوت أغلقت بالكامل وأطفال يُتمت ونساء رُملت وأمهات تقطعت قلوبهن على فراق أبنائهن بسبب الحوادث، متى تقف أنهار الدماء في الشوارع..؟