الكثير يشهد التطور الذي تشهده المملكة في التنمية وخصوصا في العقد الاخير في جميع المجالات، ومنه ما أدى إلى إنشاء هيئة متخصصة مثل هيئة الدواء والغذاء وغيرها، وهذا يدل على وعي الحكومة بتلبية متطلبات المواطن. فقد قامت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج بإصدار بطاقة كفاءة الطاقة، وهي "بطاقة تهدف إلى توعية المستهلك وتزويده بالمعلومات الضرورية عن كفاءة الجهاز قبل شرائه لمساعدته في اختيار جهاز ذي كفاءة عالية وأقل استهلاكاً للطاقة الكهربائية، ويتم تثبيتها على الجهاز الكهربائي المنزلي بصورة واضحة يمكن للمستهلك رؤية محتوياتها بسهولة"، وهذا الانجاز يعتبر مهما جدا في استهلاك الطاقة وفكرة تثقيف المستهلك وإعطائه الخيار بين هذا الجهاز والجهاز الاخر، بل لها تأثير غير مباشر على التاجر بجلب اجهزة ذات جودة عالية واقل استهلاكا. ومع هذا التطور يرتفع حس الحكومة في تقديم الافضل، فقيام وزارة التجارة بعملها المنوط بها في الآونة الاخيرة أسعد المواطن تجاهها، ويدل على ان هذا البلد في أيد أمينة. وقد قامت وزارة التجارة بإصدار قرار وزاري رقم (1666) بتاريخ 15/9/1421ه حول تطبيق الضوابط والاشتراطات على جميع المنتجات النباتية المعدلة ورثيا المصدرة للمملكة، وهذه الاشتراطات يجب تطبيقها على جميع الاغذية، ففي 2004 أصدر الاتحاد الأوروبي قانونا جديدا يفرض وضع بطاقة تعريفية للأغذية المعدلة وراثية وحتى اغذية الحيوانات المعدلة، وهذا يترك الخيار للمواطن بينها وبين الاغذية الأخرى. فما زال اكثر من 70% من المستهلكين الاوروبيين يعارضون الاغذية المعدلة وراثيا كما ان الكثير من المحلات في اوروبا لا تشجع على ترويجها، لكن من الملاحظ ان المساحة المنزرعة قد زادت، ففي عام 1996 كانت 1.7 مليون هكتار (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع) الى 58.7 مليون هكتار عام 2002م. وتعتبر الولاياتالمتحدةالامريكية من اكبر الدول المنتجة ثم الارجنتين، كندا، استراليا، المكسيك، اسبانيا، فرنسا، جنوب افريقيا، الصين، المانيا، بلغاريا، رومانيا واكرانيا. أما فوائد تلك الاغذية فعلى سبيل المثل انتاج ارز غني بالحديد وفيتامين A، او بطاطس وذرة تحتوي على فاكسين مضادة لبعض الامراض او انتاج زيوت آمنة على الصحة مستخلصة من فول الصويا. وفي مؤتمر (قمة ارض) الذي عقد في البرازيل عام 1992 كان من بروتوكولاته ضمان مستوى الحماية في مجال نقل استخدام الكائنات المعدلة وراثيا، ومراعاة المخاطر المحتملة على صحة الانسان والبيئة. والمملكة جزء من هذا العالم وتستورد الكثير من الاغذية، فهل لدينا الدراية الكاملة حول هذه الاغذية؟. لذا فالبطاقة التعريفية اصبحت أمرا ملحاً على تلك الاغذية، وأن تكون كبطاقة كفاءة الطاقة التي توضع على الاجهزة حاليا، كما أن رفع المستوى الثقافي لدى المواطن حول تلك الاغذية ضروري القيام بها من قبل وزارة التجارة او الهيئة المعنية، فنحن المستهلكين حقنا أن يتم حمايتنا من تلك الأغذية. * جامعة الملك فيصل