انتعشت الآمال في مستقبل واعد في (ملتقى المهنة 2015م )، في نسخته الثانية، الذي نظمته جامعة الدمام، وذلك في مقر مركز معارض الظهران الدولية في محافظة الخبر الأسبوع الماضي. احتشدت أكثر من 116 شركة ومؤسسة على مستوى المملكة لتعلن عن وظائف في 8 مجالات وظيفية وهي المجالات الصحية، والهندسية، والمحاسبية، والتوظيفية، والتدريبية، والبتروكيماويات، والتعليم، وإدارة أعمال. وكان هدف الجامعة من خلال الملتقى- كما أفاد معالي مدير الجامعة الدكتور الربيش- تقليل الفترة الزمنية التي يستغرقها الطالب أو الطالبة في البحث عن العمل بعد التخرج إلى سوق العمل، وأن سوق العمل يجد حاجته في مخرجات جامعة الدمام، التي هدفها أن تختصر الوقت والزمن للطلاب والطالبات. لكن سوق العمل حين يفتح أبوابه للباحثين عن عمل يكون حريصا على انتقاء أفضل الكفاءات النوعية في المتقدمين، ومن هنا يأتي دور الطلاب والطالبات لمعرفة تفضيلات الشركات والمؤسسات وتحسس الاحتياجات إلى الكفايات المهارية اللازمة. وأتوقع أن يغتنم الطلاب والطالبات الجامعيون هذه الفرصة في التفكير بشكل أعمق في الميول والقدرات التعليمية الخاصة بهم، واستشراف مجالات التعليم التي ستفتح أمامهم مجالات عمل أوسع بعد إنهاء الدراسة الجامعية. الحصول على وظيفة مرموقة لا يقتصر على حمل شهادة أو درجة دراسية وعلمية فقط، ولكنه يجب أن يكون هناك بعض المهارات الضرورية. ومن خلال ملتقى المهنة يتمكن طلابنا وطالباتنا من التعرف على مجال العمل الذي يود كل منهم أن يكمل به حياته العملية وأن يعمل على اكتساب المهارات والتدريب على هذا العمل خلال أوقات الفراغ ليؤهل نفسه لمواصفاتها. إن الإتقان هو كلمة السر التي تفتح لك الأبواب كما قال نبينا: (إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه). ولننظر إلى يوسف عليه السلام وهو يعرض ما لديه من كفاءات تؤهله لتولي خزانة البلاد: «قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» (55) سورة يوسف. ولعلك– عزيزي الطالب- لاحظت أهمية أن تكون متقنا للغة أو لغتين إلى جانب اللغة الأم وأن تدرج هذه المعلومة في سيرتك الذاتية. كذلك تبين لك ضرورة أن تنمّي مهارتك في التعامل مع الحاسب وبرامجه المختلفة فمعظم الأعمال حاليا قائمة بشكل أساسي على الحاسوب وبرامجه المختلفة ولذلك احرص على الحصول على الدورات التدريبية الخاصة بالتعامل مع الحاسوب والانترنت. كما بدا لك جدوى توافر التوافق والتناغم فيما بينك وبين الآخرين لتكون قادرا على الإنجاز من خلال فريق عمل متميز في عمله وإنتاجه. ولعلك أدركت تأثير لباقة التحدث مع الآخرين والتواصل كذلك مع ذوي الخبرة، والتواصل مع العالم سواء الداخلي أو الخارجي من خلال حسابك على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت وبريد الكتروني للتواصل به مع أصحاب العمل وأعتقد أنك اكشتفت المزيد والمزيد خلال فعاليات الملتقى ودوراته. ولتعزيز هذه المهارات والخبرات عمليا يفضل المشاركة في الأعمال التطوعية فهذه الأعمال- بالإضافة لكونها مساعدة للمجتمع– ستوفر بيئة محفزة للتدرب العملي، فضلا عن أنها سوف تمنحك بعض العلاقات الإيجابية. الأعمال التطوعية طريقة جيدة لكي تحس بأنك ذو نفع في هذه الحياة، وتوسع من نطاق المعارف لديك وتثري سيرتك الذاتية، وكثير من الشركات تميل إلى تفضيل الموظفين ذوي الخلفيات التطوعية والمساعدات المجتمعية. والاهم من ذلك أنها مطلب شرعي يثاب المرء عليه، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (ابن آدم ستون وثلاثمائة مفصل على كل واحد منها في كل يوم صدقة فالكلمة الطيبة يتكلم بها الرجل صدقة وعون الرجل أخاه على الشيء صدقة والشربة من الماء يسقيها صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة). والمعلوم أن الحماس والحيوية في أداء العمل عامل مهم للنجاح المهني ويعتبره ديننا من العبادات المتقبلة. روى كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: مر على النبي- صلى الله عليه وسلم- رجل فرأى أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- من جلده ونشاطه ما أعجبهم, فقالوا يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله, فقال رسول الله– صلى الله عليه وسلم-: ((إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله, وإن خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله, وإن كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله, وإن كان خرج رياء وتفاخرا فهو في سبيل الشيطان)) رواه الطبراني وصححه. * أستاذ مشارك بجامعة الدمام