مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    اتحاد الغرف يطلق مبادرة قانونية للتوعية بأنظمة الاستثمار في المملكة والبرتغال    الاحتلال لا يعترف ب (الأونروا)    «الكونغرس» يختار الرئيس حال تعادل هاريس وترمب    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    النصر لا يخشى «العين»    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة ومولدوفا تعززان التعاون الثنائي    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    «حديقة السويدي» من ثقافة باكستان إلى الأسبوع اليمني    شتاء طنطورة يعود للعُلا    «الأسبوع العربي في اليونسكو».. ترسيخ المكانة الثقافية في المملكة    12 تخصصاً عصبياً يناقشه نخبة من العلماء والمتخصصين بالخبر.. الخميس    برعاية الأميرعبدالعزيز بن سعود.. انطلاق المؤتمر والمعرض الدولي الرابع لعمليات الإطفاء    ليلة الحسم    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    رئيس الشورى يستقبل السفير الأمريكي    مسلسل حفريات الشوارع    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    تنوع تراثي    منظومة رقمية متطورة للقدية    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    في شهر ديسمبر المقبل.. مهرجان شتاء طنطورة يعود للعلا    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    ترمب وهاريس في مهمة حصاد جمع الأصوات    أمير تبوك يستقبل قنصل بنغلاديش    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على مناطق المملكة حتى السبت المقبل    وزير الدفاع يستقبل نظيره العراقي ويوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون العسكري    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض    قائد القوات المشتركة يستقبل الشيخ السديس    الأمين العام للتحالف الإسلامي يستقبل وزير الدفاع العراقي        حرس الحدود بعسير يحبط تهريب 150 كلجم من القات    مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاتحاد الأوروبي رحب بمشروع «السلام عليك».. ولا أنسى استدعاء الأمير نايف لي في عرفة
نشر في عكاظ يوم 03 - 08 - 2013

حينما قررت أن أقتحم عالم الداعية المعروف والأديب والشاعر الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني، خلت أني أمام تحد كبير يكمن في كيفية طرح أسئلتي المتعددة عليه وحول مشروعه الجديد الذي أحدث أصداء واسعة في المجتمعين المحلي والدولي، حيث عده الكثير من العلماء بأنه مشروع أمة جاء ليواكب عصرا مختلفا، وكان حديثي معه الذي دام زهاء ساعتين تغشاه البسمة وتحفه الألفة وتحيط بكل جنباته آفاق واسعة من أدبيات الحوار وقبول الرأي الآخر أينما كان. لم يكن متزمتا لموقف، متشنجا لطرح، منافحا عن رؤية، منتصرا لذاته وفكره، بل كان منصفا، منفحتا لكل الأطروحات ليذيبها في بوتقة «المصلحة العامة» فيقدمها على كل المصالح.
كان يتحدث إلي بإسهاب وأنا أتذكر مشغل الدنيا وشاعرها أبا الطيب المتنبي حيث مرت أبياته في طيفي وكأنما يقصد بها ضيفي حين يقول: كالبدر من حيث التفت رأيته ... يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا.. كالبحر يقذف للقريب جواهرا ... جودا ويبعث للبعيد سحائبا.. كالشمس في كبد السماء وضوؤها... يغشى البلاد مشارقا ومغاربا.
الدكتور الزهراني ظل سنوات طويلة واحدا من أبرز الوجوه في الساحتين الدعوية والشعرية، لكنه في السنوات الست الماضية اتخذ مكانا قصيا، حيث انعزل عمن حوله وتفرغ كليا لمشروع «السلام عليك أيها النبي»، المشروع الذي انطلق من مكة المكرمة، وسينطلق في دبي خلال أسابيع، وتمت الترتيبات له في عدد من البلدان العربية والعالمية، وحصل على تسجيل رسمي في الاتحاد الأوروبي، ولا ضير من تلك العزلة طالما أنها ستنتج للأمة مشروعا كهذا، مشروعا عصريا إنسانيا عالميا.. فإلى تفاصيل الحوار:
• عرف عن الدكتور ناصر حضوره الاجتماعي الدائم، في المناسبات الرسمية العامة والخاصة وشارك في عدة فعاليات، ومنها منصة مهرجان الجناردية، ومشاركاتك أمام خادم الحرمين الشريفين في عدة مناسبات، لكن في السنوات الأخيرة قل حضوره ولم نعد نراه، هل هي قناعة أم عزلة، كيف تفسر هذا؟.
مضت 6 سنوات وأنا في عزلة اجتماعية أقر بها فعلا، لكني كنت أعيش في عالم فريد، وأعمل في مشروع كان حلما فأصبح واقعا وهذا المشروع هو سر عزلتي.
أقر بعزلتي الاجتماعية في السنوات الأخيرة، بدأت أقنن تواجدي حتى على مستوى الأقارب في المناسبات، وجدت نفسي لا أملك وقتا لما كنت عليه، المشروع في الحقيقة خطف كل وقتي، وجدت نفسي أعيش عالما آخر مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ذلك المجتمع المثالي، الذي لا تجد في رحابه ما يزعجك أو يكدر صفوك، ولا تشغلك الدنيا بكل ما فيها، فأنت تعيش في عالم تحكمه القيم والمثل، الحقيقة أن هذا الأمر جعلني في عزلة وتفرغ تام لهذا المشروع، فعشته بكل ما فيه من جماليات.. صحيح أني بطبعي اجتماعي لكن في هذا المشروع خرجت عن هذا الطبع حتى إنني بت أحمل هما كبيرا للمناسبات الاجتماعية التي أدعى إليها لأن الوقت الذي أمضيه في التجهيز والذهاب لتلك المناسبات قد أنجز فيه عملا مفيدا هنا، ثم إني لم أعد قادرا على التعايش مع تلك الأجواء، التي تبتعد بي عن جنتي الوارفة الظلال، بل صرت أشعر بالذنب لصرف أي شيء من وقتي لغير هذا المشروع الذي أكرمني به ربي عز وجل.
هجرت الإعلام
• هذه العزلة انعكست حتى على ظهورك الإعلامي والخطابي، حيث عرف الدكتور ناصر بمشاركته في القنوات والصحف والمجلات حينا من الدهر لكنه غاب فجأة، أليس كذلك؟.
لا أخفيك أنني لم أعد ميالا للظهور الإعلامي، اعتذرت من كل القنوات ووسائل الإعلام التي طلبت استضافتي، وبل حتى القناة التي أطلقتها وهي قناة فضائية خاصة تحمل مسمى «السلام عليك أيها النبي» لم أفضل المشاركة فيها على الرغم من حرص الطاقم القائم عليها على مشاركتي لكني رفضت تماما ولم أشارك فيها، قدمت لهم فكرة برنامج وتراجعت عنه بعد حين. ربما لا أجد تفسيرا لذلك سوى أنني وجدت في العمل والإنجاز في هذا المشروع المبارك ما يغني عن كل شيء، وجدت البركة والراحة النفسية، وجدت الأنس والسعادة.
• هل لكم أن تحدثونا عن هذا المشروع الذي كان سببا في عزلتكم والذي باتت له أصداء واسعة وسمعة عالمية كبيرة؟.
هذا المشروع كما وصفه كثير ممن اطلعوا عليه من الأمراء والعلماء والوزراء والمسؤولين هو أضخم مشروع في التاريخ للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم وبرسالة الإسلام السامية بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة، وهو مشروع إنساني تجديدي علمي عالمي حضاري. والمشروع ولله الحمد حظي بزيارة المئات من العلماء من داخل المملكة ومن خارجها، ومنهم أكثر من عشرة من أعضاء هيئة كبار العلماء بالمملكة إضافة إلى عشرات العلماء والدعاة في الداخل، كما حظي المشروع بتأييد المفتين حول العالم وتأييد المئات من كبار العلماء من جميع أنحاء العالم. ورأوا فيه مشروعا حضاريا تجديدا وفتحا ربانيا إيمانيا، والمشروع له هيئة استشارية عليا من كبار علماء المملكة، وله مجلس تنفيذي من كبار أساتذة العقيدة والشريعة ولله الحمد.
إنه مشروع قائم على الكتاب الكريم والسنة الشريفة، ويشتمل على عدة أقسام، منها:
1 الموسوعة، وهي تتناول موضوعات هامة هي جوهر الدين بل هي الدين كله. من هذه الموضوعات الحديث عن الله تعالى وتوحيده وعظمته ودلائل قدرته وفنون الثناء عليه.
كما تتناول التعريف التفصيلي الشامل بالنبي صلى الله عليه وسلم وكريم أخلاقه وعظيم شمائله، حتى لكأنك معه صلى الله عليه وسلم ولكأنك تراه صلى الله عليه وسلم.
كما تتناول التعريف الشامل بالإسلام وروعته وسمو أهدافه وأنه دين الرحمة والمحبة والعدل والسلام والتسامح.
وتتناول الموسوعة كذلك كثيرا من موضوعات الحياة من حديث عن الكون والبيئة والطبيعة والإنسان والحيوان وغيرها من المخلوقات مما له ذكر في القرآن الكريم والسنة الشريفة.
2 المعارض والمتاحف الحضارية العالمية.
3 القناة الفضائية
4 مكتبة «السلام عليك أيها النبي» أكبر مكتبة في العالم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5 البوابة الإلكترونية التعريفية بالنبي صلى الله عليه وسلم.
6 جامعة السلام عليك أيها النبي حيث يجري الإعداد لتبدأ الدراسة فيها عن بعد في هذه المرحلة.
• هل هناك نشرة تعريفية بهذا المشروع العظيم؟.
نعم هناك نشرات مطبوعة باللغتين العربية والإنجليزية للتعريف بالمشروع، إضافة إلى التعريفات المنشورة على مواضع التواصل الاجتماعي والبوابة الإلكترونية.
• ما هي المصادر التي تعتمدون عليها في هذا المشروع المبارك؟.
هذا المشروع يفتخر أن مصادره فقط كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ففيهما غنية عن غيرهما، ولا يعني هذا إهمالنا لما صنف وجمع عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أفردنا لذلك قسما ملحقا بالمشروع وهو «مكتبة السلام عليك أيها النبي» وهي أكبر صرح يجمع كل ما صنف عن النبي صلى الله عليه وسلم.
• سمعنا عن معارض للمشروع تعرض فيه منجزاته.. فما طبيعة هذه المعارض؟.
نعم هناك معرض حضارية عالمية منها ما هو دائم في المملكة في مكة المكرمة، وفي جميع مناطق المملكة، ومنها فروع دائمة في العواصم العالمية، ومنها معارض متنقلة تدور حول العالم، وقد تم استصدار التصاريح اللازمة لذلك في عدة بلدان، أقربها افتتاحا سيكون خلال أسابيع في دولة الإمارات العربية المتحدة بإمارة دبي.
• ماذا عن قناة السلام عليك أيها النبي؟.
قناة السلام عليك أيها النبي أول قناة متخصصة في التعريف الحضاري بالنبي صلى الله عليه وسلم، قامت على الكتاب الكريم والسنة الشريفة.. رسالتها «الرحمة»، وجمهورها «العالميين»، وهدفها «الدعوة والتثقيف» من غير عنت أو تعنيف، ونهجها «الإبداع» كباقي مناشط المشروع الإنساني العالمي «السلام عليك أيها النبي»، ومنهجها «الاتباع» في كل ما تقدم من رسائل أو برامج.
ومن المفاهيم الأساسية التي ترتكز عليها قناة «السلام عليك» الفضائية التي تنطلق من البلد الحرام.. ليس فقط للمسلمين، بل لجميع الأنام.. إنها من خلال باقة مدروسة من البرامج التوعوية تستدعي العصر النبوي بأنواره وإشراقاته بأسلوب يجمع بين الشمولية والموضوعية، ويقرن بين النظرية والتطبيق، مدعوم بأضخم موسوعة علمية عرفها التاريخ، فأنت أمام النظرية والتطبيق، والمنهج والنهج، والسيرة والمسيرة من خلال المنابع الأصلية، بعيدا عن الآراء والمذاهب المختلفة.
من أهم المنطلقات الفكرية الأخرى لقناة «السلام عليك» الفضائية هو إيمانها الراسخ بالتخصص الدقيق لرسالتها الدينية الإعلامية، فهي ليست منصة لجهة ما، أو فكر معين، أو أيدولوجيا سياسية بذاتها، بل تتبنى الفكر المعتدل في إطار التعريف الأمثل بشريعة الإسلام، ورسول السلام صلى الله عليه وسلم في إطار من الوسطية الغراء لخير الأمم.
• رأينا على الشبكة الدولية للمعلومات «الإنترنت» بوابة إلكترونية باسمكم، فما علاقتها بالمشروع؟.
نعم كان من لوازم مواكبة التطور والأخذ بكل السبل والتقنيات الحديثة والتي لا شك هي أوسع انتشارا، أن يكون هناك بوابة إلكترونية تكون لسان حال المشروع، تعرض لمن لم يتح له الاطلاع الكامل على المشروع نماذج مما جاء فيه، وهذا الموقع له إدارة خاصة بفريقها التقني والعلمي. وهي مقدمة لتدشين أكبر بوابة إلكترونية في العالم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
• وما نصيب أسرتك من وقتك، هل تجد الوقت الكافي للأبناء للجلوس معهم مع كل هذا العمل؟.
الأسرة من أغلى ما أملك، والأبناء كنز الحياة، أمضي بعض الأيام بعيدا عنهم لكني أحرص في رمضان خصوصا على الإفطار مع العائلة على سفرة واحدة تلم الشمل وتجمع الكل، ولعلي أقر بتقصيري تجاههم ولكنهم يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي، ويتفهمون ما أقوم به من عمل أخدم به ديني ووطني وأمتي.
• ما برنامجك اليومي للعمل في هذا المشروع وهل يختلف هذا البرنامج في رمضان عن غيره من الشهور؟.
أما برنامجي اليومي فلا يختلف في رمضان عن غيره من أشهر السنة، الأيام والليالي هي مطايا للوصول لهدف وغاية، لا فرق بينها مطلقا بل على العكس في رمضان يتضاعف الجهد ويتبارك في الوقت، حيث أمضي ساعات نوم قليلة بعد الفجر ثم أعود لاستكمال العمل في التأليف والقراءة والبحث، فأنا منذ ست سنوات وأنا والحمد لله في عمل لا يعرف التوقف في هذا المشروع المبارك، لذا فشهر رمضان هو شهر عمل وبذل وعطاء وحيوية.
الحلم تحقق
• يرى البعض أنك تعيش حلما ورديا بكل هذا الخيال الذي يحيطك، أنت تتحدث عن جامعة، عن معارض عالمية، عن تظاهرة دعوية لم يسبق لها مثيل، وهذا من الصعب أن يتحقق.. تعليقك؟.
الحلم الذي كنت أعيشه تحقق حاليا وأصبح واقعا، المعارض بدأت رسالتها في المملكة، وبعد أسبوعين سينطلق معرضا ضخما في دبي برعاية من حاكم دبي حيث تعمل على تجهيزه شركات عالمية كبرى، والمشروع سجل رسميا في الاتحاد الأوربي وفي عدة بلدان ووجهت لنا دعوات استضافة لإقامة المشروع في عدد من دول أوروبا وأمريكا والصين وجنوب أفريقيا ودول الخليج ومصر والمغرب والأردن وغيرها. الحلم تحقق في إطلاق أول قناة مختصة في التعريف الحضاري بالنبي صلى الله عليه وسلم، هي قناة السلام عليك أيها النبي، الحلم تحقق في تأسيس أكبر مكتبة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي جاهزة حاليا في مقر المشروع بمكة المكرمة، الحلم تحقق من خلال تفاعل الناس في شبكات التواصل الاجتماعي. والحلم تحقق بالإعداد للجامعة المفتوحة التي يعكف عليها مختصون وستنطلق قريبا بإذن الله عز وجل.
المشروع وجد التقدير والترحاب من ولاة أمرنا حفظهم الله وبارك فيهم، ومن علمائنا الأجلاء الذين اطلعوا عليه وعرفوا حقيقته وجميل آثاره.
• كتبت أكثر من 3000 بيت شعري في هذا المشروع، كيف طوعت الشعر في خدمة العمل؟.
كما يسر الله عز وجل جانب النثر في هذا المشروع الذي كتبت فيه آلاف الصفحات، فقد يسر عز وجل جانب الشعر، حيث صغت ما نثرته في الثناء على ربي عز وجل وفي مدح النبي صلى الله عليه وسلم قصائد ملتزمة بمنهاج السنة وروح الشريعة، ولدي ديوان كامل اسمه (إلهام السلام) يشتمل على قرابة ثلاثة آلاف بيت، لأصبح ولله الحمد من أكثر الشعراء في التاريخ الذين أثنوا على الله تعالى وامتدحوا نبيه صلى الله عليه وسلم.
• البعض رأى أن هذا المشروع سيتحول لمشروع استثماري مستقبلا من خلال رسوم لدخول المعارض، ما توجهكم المستقبلي في هذا؟.
المشروع وقفي خيري، وقد سجلت بذلك وثيقة وقف بفضل الله عز وجل، وقع عليها العلماء الثلاثة بهيئة كبار العلماء، وهم: معالي الشيخ الفاضل صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله، ومعالي الشيخ الفاضل الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد حفظه الله، ومعالي الشيخ الفاضل الشيخ صالح الحصين رحمه الله وغفر له، ولكن هناك دراسات لإيجاد طرق استثمارية للمشروع تصرف عليه لضمان استمراره وسرعة انتشاره.
الإنجاز قريب
• ما المدة الزمنية المتبقية للانتهاء من هذا المشروع الضخم؟.
هذا مشروع أمة لا نهاية لآماده وأبعاده، وكل هذا العمل الذي أقوم به هو تفتيح أبواب ليس إلا، لكن كمشروع حضاري يحمل قيم الإسلام ويعرف بنبينا صلى الله عليه وسلم للعالم، فهذا شبه جاهز الآن والمرجو أن يوفقنا الله عز وجل إلى إنهاء الموسوعة التي ستربو على 500 مجلد بإذن الله تعالى، علما بأنه قد تم الانتهاء حاليا من 100 مجلد، وسأجتهد بتوفيق الله عز وجل لإخراج الكثير من روائع هذا المشروع بما يخدم الأمة قاطبة ويدعو للإسلام وسماحته وروعته وكل جمالياته، وهدفي أن يكون هناك معارض حضارية في كافة أنحاء العالم تسهم في دخول الناس أفواجا في هذا الدين بما يرونه عن حقيقة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وعن روعة الدين وجماله وجلاله.
موسوعة جديدة
• ما الجديد بعد هذا المشروع الجبار؟.
بدأنا منذ سنتين مشروعا عظيما سيرى النور قريبا وهو موسوعة مباركة في قرابة (50) مجلدا عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الكتاب الكريم والسنة الشريفة، وهو مشروع مستقل ماليا وإداريا يعمل حاليا على وضع التصورات النهائية لإطلاق هذا المشروع الذي انبثق من خلال مشروع السلام عليك أيها النبي، فأثناء بحثي واطلاعي وجدت أن ثمة جهودا عظيمة لملوك هذه البلاد المباركة ولعلمائها وأهل الخير فيها، بذلت لسنوات طويلة لخدمة كتاب الله وسنة نبيه، لذا سنعمل على توثيق وجمع كل هذه الجهود المباركة.
• ماذا عن طاقم المشروع وهل أنت تعمل بمفردك أم أن هناك فريق عمل؟.
أحمد الله تعالى أن هداني ووفقني لفكرة هذا المشروع، ثم القيام عليه وقيادته ورسم سياساته وإبداعاته وتصوراته، ولكني استقطبت عددا كبيرا من العلماء والمفكرين والمبدعين في شتى المجالات، فالمشروع له هيئة استشارية عليا تضم كلا من: معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله، ومعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد حفظه الله، وله مجلس تنفيذي يضم عددا من أساتذة العقيدة والشريعة، ويعمل به أكثر من مائة وثلاثين ما بين عالم وباحث وإداري وأسست له أكثر من ثلاثة عشر شركة ومؤسسة، فهو عمل عظيم وراءه جهود عظيمة نسأل الله تعالى أن يتقبل منا وأن يبارك في أعمالنا إنه سميع مجيب.
• هل وجد مشروع صدى عالميا، وكيف تفاعلت معه بعض الدول التي لها مواقف معروفة ضد الاسلام؟.
المشروع وبتوفيق الله لقي قبولا كبيرا، فالاتحاد الأوروبي أقره وسجله رسميا وانطلاقا من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تم تأسيس شركة عالمية لرعاية المشروع تحمل اسم (المنظمة العالمية للحكمة والحوار)، لها فروع في ألمانيا وتركيا ومصر والإمارات والمغرب وأسبانيا وغيرها من بلدان العالم فالمشروع واجهة حضارية تضاف إلى إسهامات مملكة التوحيد وبركاتها على العالم.
• كيف رأيت وقفة المسؤولين في الدولة لدعم هذا المشروع؟.
كل الدعم، ولي مواقف لا تنسى فالأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله استقبلني ليلة عرفة قبل سنتين وحينما حدثته عن المشروع أثنى على فكرته ودعا لي وقال: هذا المشروع يستحق أن نأتي لزيارته خصيصا، ولن أنسى مواقفه الأبوية والتربوية وما كان يخصني به من لطف واهتمام رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته. والأمير أحمد بن عبدالعزيز حفظه الله أطلعته على المشروع ودعوته لزيارته، وقد أعجب بالمشروع وأثنى عليه، وأرسل لي خطاب شكر ووعد بالزيارة في أقرب فرصة. وقد أرسلت لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله تعريفا بالمشروع ودعوة لزيارته، وجاءني اتصال من مكتب سموه الكريم شكر على الدعوة ويدعو لي بالتوفيق. كما أرسلت لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف حفظه الله تعريفا بالمشروع ودعوة لزيارته وأرسل لي خطاب شكر. وأرجو الله تعالى أن نسعد بزيارته قريبا للمشروع. هناك رغبة ملحة لدي شخصيا ولدى أصحاب السمو الأمراء الذين زاروا المشروع وأصحاب السماحة والمعالي والفضيلة العلماء بأن يتوج هذا المشروع الحضاري الإنساني العالمي برعاية كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسدده.
• كيف وجدت أصداء هذا العمل في مختلف الأوساط؟.
الصدى فوق المتوقع، لازلت أتذكر كلمات خالدة في ذاكرتي غير تلك التي سطرت بماء من ذهب، فحين زار المعرض صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة كتب «هذا عمل كبير من رجل قدير عن أكرم وأشرف خلقه سبحانه وتعالى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى من والاه».
فيما سطر صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود وزير التربية والتعليم «هذا عمل كبير جبار، وأنا سعيد في هذه الليلة أن هذه الأفكار تبدأ من هذه المنطقة مكة المكرمة، التي بدأت منها الرسالة السامية ويشرف ويهتم ويعمل عليها الزميل الدكتور ناصر الزهراني، وكل ما رأيته يفوق الوصف والحقيقة».
وكتب الأمير سلطان بن سلمان آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بعد زيارة «نعتز بهذا العملِ فهو عمل تاريخي وعلمي وإنساني ومستقبلي سوف يضع بصمات تجديدية في تاريخ الإسلام، وفي مستقبل الإسلام، هذا المشروع هو مشروع تاريخي وقد جاء في أهم لحظة في تاريخ الإنسانية. وإنني أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزِ رجل العلم ورجل الإسلام ورجل الإنجازات الكبرى، وأهنئ سمو سيدي ولي العهد الأمين، وهذه الدولة المباركة. أما فخامة المشير عبدالرحمن سوار الذهب رئيس السودان الأسبق ورئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية فقد سطر «قد رأيت ووقفت على ما تحقق لفضيلة الدكتور ناصر بن مسفر القرشي الزهراني من إنجاز عظيم في جمع آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم مما وقر في قلبي أن الله تعالى قد تعهده بإلهام من عنده»، فيما كتب معالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي «ما شاهدته اليوم شيء مبهر وشيء يسعد به كل إنسان محب لدينه ولنبيه، وأعتقد ان هذا المشروع سيكون له تأثير كبير، ليس فقط محليا، ولكن على المستوى الدولي». وكتب معالي الأستاذ الطيب الشرقاوي وزير الداخلية السابق ومدير عام الأمن الوطني بالمملكة المغربية «لا يسعني في هذه الليلة المبارك وبمناسبة زيارتي لهذا المعرض إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير والامتنان لأخي الدكتور ناصر الزهراني على هذا العمل الجليل الجبار الذي قصد به خدمة الإسلام والمسلمين، وعمل مثل هذا لا يمكن أن يقوم به إلا من اختلطت محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه وروحه وجسده، ومن فتح الله عليه وجعله في المقام المحمدي الشريف». وكتب معالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز خوجة وزيرالثقافة والإعلام « بهرت بما احتواه هذا المركز من أفكار رائعة ونماذج غنية تتصل بحياة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وعلم الله أنني لم أر مركزا كهذا المركز». أما فضيلة الإمام الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف فخط كاتبا «هذا مشروع علمي متميز وفريد يقدم طرحا متميزا بصورة عصرية وحضارية وعالمية للتعريف برسالة الإسلام السامية بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة»، وكتب معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء ورئيس المجلس الأعلى للقضاء سابقا والمستشار بالديوان الملكي فكتب «قد تملكتني الدهشة، وغمرتني البهجة وشدني الإعجاب المقرون بالذهول والانبهار لهذا الفتح العظيم، والأفكار المبدعة والمواهب الخلاقة، إنه مشروع أمة، مشروع حضاري يجسد حياة النبي صلى الله عليه وسلم بكل تفاصيلها».
أما معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين «رحمه الله» عضو هيئة كبار العلماء فكتب «إنني أرى أن هذا المشروع من أبلغ وسائل التوعية بعظمة الإسلام وشخصية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وسوف يكون له إن شاء الله من النفع والفائدة للناس كافة ما هو جدير به، وإن العالم لفي حاجة ماسة إلى مثل هذا المشروع الذي يظهر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته وأخلاقه وآدابه بطريقة لم يسبق لها مثيل». وكتب معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن سليمان بن منيع عضو هيئة كبار العلماء، والمستشار بالديوان الملكي «سعدت بهذا الإنجاز الذي قد يرقى عن مرتبة الكرامة إلى مرتبة معجزة، فهو في الواقع مجهود قل أن يوجد مثله، وقد سعدت وسررت كثيرا حينما ذكر الدكتور ناصر بأن هذا المجهود المبارك قد وقفه لوجه الله سبحانه وتعالى. أسأل الله أن يجعله صدقة جارية له ولجميع أحبابه وأقاربه».
وكتب معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء، والمستشار بالديوان الملكي «هذا المركز الذي جمع كل شيء عن نبي الرحمة وعن القرآن الكريم وعن عاصمة الإسلام الأولى المدينة المنورة ومكة المكرمة.. في الحقيقة نحن الموصوفين بأهل العلم في حاجة ماسة إلى مشروع مثل هذا.. باعتقادي أن هذا المشروع العظيم يقدم جزءا من الواجب على هذه الأمة فينشر هذا الخير، وتقريب هذا العلم وتحويله بواسطة وسائل التقنية إلى مواد سهلة المعرفة، سهلة الهضم، سهلة التطبيق».
• كلمة أخيرة..
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه إلى الله عز وجل بالشكر والثناء على ما من به علي وأكرمني به في هذا المشروع المبارك، كما أنني أحذو حذو الكثير من أصحاب السمو الأمراء والسماحة والفضيلة العلماء والمعالي الوزراء من تهنئتهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذا المشروع فأبارك لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله بهذا الإنجاز الحضاري العالمي، وأدعو لمقامه الكريم بأن يحفظه الله عز وجل ويبارك في عمره وعمله وأشكر له مواقفه العظيمة معي والتي لن أنساها ما حييت، ومن ذلك أنه أخذ بيدي ونحن في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لي دعوات مباركات لازلت أستشعر روعتهاوصدقها، إضافة إلى تشجيعه الدائم لي، فقد قال لي مرة في الجنادرية «أنت مبدع وكل مرة تزداد إبداعا». وأبارك لسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز حفظه الله، وسمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل حفظه الله، وأبارك لجميع ولاة أمورنا حفظهم الله، وأبارك لهذه البلاد الطيبة أن كانت انبثاقة هذا المشروع منها، ومن خير بقعة على وجه الأرض مكة المكرمة، وأبارك للعالم الإسلامي كله بهذا المشروع الذي سيقدم الصورة الجميلة والعرض الرائد لروعة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ومثله العظيمة وشمائله الكريمة، ويجلي سمو شريعة الإسلام وشمولها وأنها شريعة الحب والرحمة والعفو والتسامح والإخاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.