سبق وحذرنا كثيراً من صعوبة وخطورة المباريات الاخيرة من دوري جميل.. فأبواب المرمى موصدة.. والافق مسدود.. وحدة التنافس في ارتفاع.. والمواجهات المفصلية والحاسمة جاءت مبللة بالعرق والجهد، بعد أن أخذت منعطفات خطيرة.. والاداء الدفاعي والتشويح وتعطيل اللعب علت وتيرته.. والاداء الفني في تراجع.. وعزلة وانحسار بعض الفرق تكاثرت.. وسلم الترتيب متقلب لا يستقر على حال.. وفرق الصدارة الخمسة تعيش في قلق يقض مضجعها.. ما بين نصر متصدر ومتربع على قلق.. وأهلي وصيف متربص ومتحفز للانقضاض.. واتحاد منتفض ومتجدد هاجسه سقوط الاهلي وأخذ مكانه.. وهلال متعاف يبحث عن ذاته وإعادة توازنه.. وشباب ضائع متأرجح لم يستعد رشده.. وأود الاشارة هنا إلى اللقاء المنتظر الاسبوع بعد القادم بين النصر والاهلي، فالعالمي يُبيّت على أرضه ثأراً ورد دين.. والاهلي يسعى لجره إلى الهاوية على أمل أن يأتي الهلال ويجندله بالقاضية، فتطير بطولة الدوري.. واحتوت مباريات الجولة 18 مقتطفات نشير لأهمها. ولا يزال النصر يشدد قبضته على شرفة دوري جميل للموسم الثاني بعد أن كسر ظهر الشعلة بالضربة القاضية بخماسية نظيفة.. ولم يدع الشعلة يلتقط أنفاسه.. والعالمي عجل في قطع جدل الهلال والاتحاد والشباب قبل أن يلفوا الحبل على رقبته، واستطاع أن يقطع الحبل وينفرد بالاهلي.. ومن الشرفة المقابلة نجد الشعلة ينحدر إلى الهاوية. وخسر الشباب أمام الاهلي بأخطاء فردية وهدايا قدمها لاعبو الليث للاهلي الوصيف الذي حول خسارته إلى فوز بفضل التنظيم والتكتيك والروح القتالية للاعبيه.. لأن الليث تسرع في التفكك.. والهزائم والتعادلات اثقلت كاهله.. والمطلوب من الحارس وليد عبدالله الانتباه لأخطائه الفادحة. ونستطيع القول بعد فوز الاتحاد الرابع على التوالي (عاد الاتحاد إلى الاتحاد) وفوزه الاخير على نجران ومطاردته الاهلي من ناحية.. وتضييق أفق أمل البقاء لنجران.. وخطف الفتح المنتعش فوزا ثميناً أمام التعاون بثنائية نظيفة وقدم عرضاً نموذجياً ومثالياً وثأر من التطويق والتحجيم الذي لازمه. ونشّف الخليج ريق الهلال ووقف شوكة في حلقه وأحرجه وكشف عجزه وأزال القلق والهواجس.. ولجم اندفاعاته.. وأنهى الوقت الاصلي بالتعادل السلبي.. لكن المثل الشعبي يقول: (اللي بغير عادته.. تقل سعادته)، فخسر الخليج كعادته في الوقت بدل الضائع (94)، ولا ندري إلى متى سيبقى الخليج يهدر النقاط السهلة؟ أما لاعبو الهلال فما زالوا يعيشون الفترة الذهبية ويتمسكون بالتاريخ والالقاب السابقة ويهملون الجغرافيا. وللموسم الثاني نرى مستوى فريق العروبة متذبذباً وغير مستقر.. واداء لاعبيه مُخذل.. وحافل بمؤشرات خطر التدهور.. فخسر أمام الفيصلي (حصان جميل الأسود) بهدفين نظيفين، والمطلوب من العروبة أن يتذكر أنه نجا في الموسم السابق من السقوط، واستفاد من خسارة الاتفاق أمام الاهلي في الوقت القاتل.. لكن (ليس كل مرة تسلم الجرة) والفيصلي استحق الفوز وبات يطارد فرق المقدمة. أما فريق هجر فقد اوقعنا في حيرة.. مرة في القمة ومرة في القاع واستحق الهزيمة أمام الرائد الذي سجل في مبارياته الاخيرة صحوة وبصمة لافتة وقفز إلى المركز التاسع.. وإلى اللقاء.