يقال إن الوقت كالسيف، ويقولون كثيراً إن أحداً لا يدرك قيمة الوقت، وإنك ستعود لمعرفة قيمة كل ثانية متى أصبحت بحاجتها، ولأننا لا نريد الخوض في تفاصيل ما يقولون، وبما أننا نملك في زاوية «ماذا لو» حق إلغاء ما نريد، سنطبق ما يقولون على أرض الواقع، لذلك نطرح هذا السؤال: «ماذا لو انتهت مباريات دوري عبداللطيف جميل كافة في وقتها الأصلي؟ ماذا لو أسقطنا كل هدف مسجل في الوقت بدل الضائع؟». في مباراة تنتهي بفارق ضخم من الأهداف، من الطبيعي أن يرتخي الفريق المهزوم في الوقت بدل الضائع، فيقبل مزيداً من الأهداف، وحتى الفائز قد يمر بالوضع ذاته، من دون أن يحزن على تقليص الفارق، لكن تلك الأهداف تمر عابرة من دون تأثير يذكر، باستثناء حضورها في قائمة الأهداف المحسوبة على فريق معين أو له، منها هدف للشباب في مرمى الرائد في مباراة انتهت بفوز الأول بخمسة أهداف لهدفين، الحال ذاتها تنطبق على مباراة الأهلي والشعلة التي انتهت بالنتيجة ذاتها، وآخر للنهضة في مرمى النصر بعد أن كان النصر متقدماً بأربعة أهداف نظيفة. في المقابل، جاءت أهداف في التوقيت القاتل ذاته لتحور ترتيب الأندية وتقلب الأمور رأساً على عقب هذا الموسم، وحتى اليوم يتصدرها هدف لاعب النصر محمد السهلاوي في مرمى الهلال الذي جاء في الدقيقة الأولى بعد ال90 إثر ركلة جزاء، قيمة ذلك الهدف تكمن في تغييره للأمور كافة، إذ قلب تعادل النصر في ال«دربي» إلى فوز ثمين أبعد به الهلال عن الصدارة لينتزعها ويحافظ عليها إلى اليوم، هدف آخر حمل قيمة مقاربة، إذ ضمن للهلال البقاء في دائرة المنافسة حين هز ظهير الفريق عبدالله الزوري شباك العروبة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، ليمنح فريقه حق المحافظة على فارق النقاط الأربعة بينه وبين المتصدر. وعلى رغم أن النصر تساوى مع الهلال في النقاط المكتسبة في الوقت بدل الضائع، إلى أن الهلال في المقابل خسر نقطة كان سيخرج بها من أمام النصر لو نجا من جزائية السهلاوي، ما يعني أن فارق النقاط بين المتصدر ووصيفه ستقلص إلى ثلاث نقاط بدلاً من أربع لولا أهداف الوقت البديل. بعيداً عن سباق الصدارة يأتي العروبة كأكثر الأندية المتضررة من الوقت بدل الضائع، إذ كان قادراً على الخروج متعادلاً مرتين الأولى أمام الفيصلي والثانية في لقاء الهلال الأخير، النقطتان كانتا كفيلتان بنقل العروبة إلى المركز التاسع بدلاً من ال11 الذي يقبع فيه حالياً، بعد ارتفاع حصيلته من النقاط إلى 16 بدلاً من 14. أهداف الوقت بدل الضائع رفعت التعاون إلى المركز الرابع، ومن دونها كان ليتبادل المركز مع الأهلي خامس الترتيب، إذ كان التعاون تعادل في الثواني الأخيرة مع الشباب ليكسب نقطة أوقفت رصيده اليوم عند 22 نقطة متقدماً على الأهلي الذي يملك 21 نقطة، في المقابل كسب الشباب نقطتين في الوقت بدل الضائع عبر هدفه في مرمى الاتفاق، لكن خسر القدر ذاته من النقاط بعد التعادل مع التعاون. النهضة صاحب المركز الأخير خسر فرصة تدوين فوز يتيم في موسمه الأول بعد الصعود في الوقت بدل الضائع، بعد أن نجح الاتحاد في تسجيل هدف أخير ضمن به التعادل بأربعة أهداف لمثلها، فيما الرائد كسب نقطتين في الوقت ذاته حين نجح في تحقيق الفوز على حساب الفيصلي بهدف قاتل.