كاتب هذه العجالة نشر قبل أيام قلائل في زاويته الأسبوعية مقالا تحت عنوان: «قرار عجيب.. نقل أقسام صحية من مستشفى الى آخر»، ومحور القرار يدور حول نقل قسم التنويم من مستشفى الملك فهد بمدينة الهفوف الى المبنى الجديد التابع لمستشفى الأمير سعود بن جلوي بمدينة المبرز، وتساءل الكاتب في مقاله مدار البحث عن الأسباب الجوهرية والمنطقية لهذا النقل، وقد نشرت المطبوعة ردا من مدير ادارة الاعلام والتوعية الصحية بمحافظة الأحساء الأستاذ عبدالرحمن بن أحمد السدراني لا يمثل في واقع الأمر مبررا عقلانيا لنقل القسم من مستشفى الى آخر. ويعلم مدير الادارة يقينا أن سكان مدينة المبرز بالمحافظة كانوا يتطلعون بفارغ الصبر الى الانتهاء من مراحل المبنى الجديد منذ سنوات ليكون جاهزا لخدمتهم بدلا من المبنى القديم، وكان الأمل يحدوهم بنقل كافة الأقسام الصحية اليه، غير أنهم– فوجئوا– بنقل قسم التنويم من مستشفى الملك فهد بالهفوف الى المبنى الجديد التابع لمستشفى الأمير سعود بن جلوي بمدينة المبرز. ورد مدير الادارة كان غريبا للغاية، فبدلا من تأكيده على أن السبب الجوهري للنقل يعود في أساسه الى عملية صيانة وترميم قسم التنويم بمستشفى الملك فهد بالهفوف، وأن النقل في حد ذاته هو اجراء مؤقت ريثما تتم عملية الصيانة والترميم، بدلا من ذلك فانه أكد على أن قسم الباطنية بمستشفى الملك فهد بالهفوف سيتم نقله أيضا مع بعض الخدمات المساعدة الى المبنى الجديد بمستشفى الأمير سعود بن جلوي بمدينة المبرز. ويبدو أن هذا الرد زاد الطين بلة، ولست أميل الى أن هذا الاجراء كما أكد مدير الادارة لن يؤثر سلبا على خطط تشغيل المبنى الجديد بمستشفى الأمير سعود بن جلوي بالمبرز، وكان من الأفضل والأجدى قبل اصدار هذا القرار العجيب بنقل أقسام كاملة مع خدماتها المساعدة من مستشفى الى آخر، كان من الأفضل والأجدى استئجار مبنى لضم الأقسام الصحية التابعة لمستشفى الملك فهد بالهفوف اليه ريثما يتم عمليا الانتهاء من عملية اتمام مشروع تطوير البنية التحتية للمستشفى. ولا شك أن مدير الادارة يعلم يقينا أن مشروع تطوير البنية التحتية لمستشفى الملك فهد بالهفوف- رغم أنه جاء متأخرا- الا أنه سوف يستغرق مدة طويلة لا يمكن التكهن بموعد انتهائها، وسوف يكون الضغط على المبنى الجديد لمستشفى الأمير سعود بن جلوي كبيرا، وربما أثر على مستوى الخدمات الطبية المزجاة لسكان مدينة المبرز رغم تنويه مدير الادارة بأن الخدمات عند تشغيل الموقع الجديد ستكون متاحة في الطوارئ والتنويم والعيادات للساكنين في النطاق المحيط بالموقع، ويقصد مدير الادارة بأن الخدمات في الأقسام التي نوه عنها ستكون متاحة في المبنى القديم التابع لمستشفى الأمير سعود بن جلوي، وهو مبنى متهالك وعيوبه لا تخفى على المراجعين. وأظن أن الأستاذ السدراني يعلم تمام العلم مدى الضغوط التي يعاني منها مستشفى الأمير سعود بن جلوي بالمبرز الأمرين بسبب كثرة المراجعين، فكيف اذا انتقلت اليه أقسام بكامل معداتها وطاقمها وخدماتها المساعدة من مستشفيات أخرى؟ الأمر بحاجة كما أرى لاعادة نظر في هذه المسألة ومعالجتها بشكل منطقي وعقلاني بعيدا عن اصدار قرارات نقل الأقسام الصحية من مستشفى الى آخر دون دراسة الانعكاسات السلبية الناجمة عن مثل تلك القرارات. كاتب واعلامي سعودي