في الوقت الذي قال فيه مدير المخابرات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر إن مجتمع الاستخبارات يتوقع أن يقوم الانفصاليون الموالون لروسيا في أوكرانيا بالهجوم على مدينة ماريوبول الساحلية، في غضون الأشهر القليلة المقبلة، اتهمت جورجياروسيا بالمضي قدما في "عملية الضم التدريجية" لمنطقتين انفصاليتين في جورجيا. وفي تأييد صريح غير معتاد لموقف موسكو من الأزمة، دعت بكين الغرب الى التخلي عن عقلية المكسب والخسارة، وأن يضع المخاوف الأمنية الروسية الحقيقية في الاعتبار"، من جهته، قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو امس إن "تهديدا عسكريا من الشرق" سيظل قائما حتى إذا صمد اتفاق سلام بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، واكدت موسكو إن "واشنطن فشلت في تشكيل تحالف دولي ضد روسيا"، وان " الولاياتالمتحدة وغيرها مما يعرف بالغرب تاريخيا تجاهلت القواعد الأساسية للقانون الدولي واستخدمت معايير مزدوجة على نطاق واسع. وفي التفاصيل، قال كلابر للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي إنه لا توجد دلائل على هجوم وشيك على مدينة ماريوبول "لكنه متوقع". وأضاف: "أعتقد أن الانفصاليين الآن في وضع إعادة التشكيل والتجمع بعد المواجهة الكبرى في دبالتسيف". وتابع أنه بالنسبة للتوقيت فإنهم "سينتظرون حتى الربيع قبل شن الهجوم". وقال السيناتور جون ماكين، رئيس اللجنة: إن الانفصاليين يزيدون أنشطتهم بالفعل حول ماريوبول. وأضاف ماكين الذي يطالب الولاياتالمتحدة بإرسال أسلحة فتاكة لمساعدة أوكرانيا في معركتها مع الانفصاليين: "سوف أتنبأ لكم الآن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يضع ضغوطا إضافية على ماريوبول لأنه يرغب في إنشاء الجسر البري هناك". وقال كلابر الذي ينسق عمل جميع وكالات الاستخبارات الأمريكية إنه يرى أن بوتين يرغب في "كيان" كامل يتألف من إقليمين في شرق أوكرانيا، ربما يتضمن جسرا بريا إلى شبه جزيرة القرم وربما ميناء، وتحديدا ماريوبول. وأضاف أن المجتمع الاستخباراتي لا يعتقد أن بوتين يرغب في احتلال أو غزو أوكرانيا بأكملها، ولكن الهيمنة على تلك المساحة السوفيتية السابقة هي أعلى هدف للسياسة الخارجية الروسية. وتابع أن "أهداف بوتين تتمثل في جعل أوكرانيا بعيدة عن حلف شمال الأطلسي وضمان سيطرة الانفصاليين على كيان شبه مستقل داخل أوكرانيا.. إنه يرغب في جعل موسكو تحتفظ بنفوذها على كييف. شبه جزيرة القرم في نظره غير قابلة للتفاوض". من جهته، قال دبلوماسي صيني كبير إن القوى الغربية يجب ان تضع مخاوف روسيا الأمنية المشروعة بشأن أوكرانيا في الاعتبار، في تأييد صريح غير معتاد لموقف موسكو من الأزمة. وألقى سفير الصين في بلجيكا تشو شينغ، اللوم في الأزمة الأوكرانية على عاتق المنافسة بين روسيا والغرب وحث القوى الغربية على "التخلي عن عقلية المكسب والخسارة". وصرح بأن "طبيعة ومنشأ القضية" في هذه الأزمة هو "المباراة" الجارية بين روسيا والقوى الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وذكر ان التدخلات الخارجية من القوى المختلفة صعدت الأزمة، وحذر من ان موسكو ستشعر بالغبن وانها تلقى معاملة ظالمة اذا لم يغير الغرب منهجه. ونقلت وكالة الانباء الصينية عن تشو قوله "على الغرب التخلي عن عقلية المكسب والخسارة وان يضع المخاوف الأمنية الروسية الحقيقية في الاعتبار." وتكشف تصريحاته عن تفهم غير معتاد لموقف روسيا. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن ما وصفه بالانقلاب غير الدستوري في أوكرانيا العام الماضي، والذي حظي بدعم واشنطن وبروكسل، شكل ذروة لسياسة الغرب المعادية لبلاده. وقال لافروف في كلمة أمس في الأكاديمية الدبلوماسية الروسية إن "واشنطن فشلت في تشكيل تحالف دولي ضد روسيا". وتابع لافروف ان "الولاياتالمتحدة وغيرها مما يعرف بالغرب تاريخيا تجاهلت القواعد الأساسية للقانون الدولي واستخدمت معايير مزدوجة على نطاق واسع، مشيرا إلى أن شعوب يوغوسلافيا السابقة والعراق وليبيا وسوريا وأوكرانيا اليوم استشعرت انعكاسات تدخل الغرب في شؤونها الداخلية". وفي سياق ذي صلة، قالت وزيرة خارجية جورجيا ان روسيا تمضي قدما في "عملية الضم التدريجية" لمنطقتين انفصاليتين في جورجيا في اطار استراتيجية عدائية لتوسيع نفوذها في المنطقة. واضافت الوزيرة تامار بيروتشاشفيلي في مقابلة مع رويترز "هذا تطور خطير للغاية ليس بالنسبة لامن جورجيا فحسب بل نعتقد انه خطير جدا على الأمن الأوروبي الأوسع نطاقا لا سيما فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا." وقالت: إن الأفعال الروسية ترقى إلى حد "الضم التدريجي" للمنطقتين الانفصاليتين. وقالت إن هذا يأتي في إطار صورة أكبر للعدوان الروسي في المنطقة حيث تسعى موسكو لتوسيع نطاق نفوذها. وأضافت أن جورجيا "جزء من نفس اللعبة" مثل أوكرانيا حيث ضمت روسيا منطقة القرم العام الماضي، ويتهمها حلف الأطلسي بدعم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.