على الرغم من كل ردود الأفعال التي أعقبت تعادل فريق النصر أمام فريق بونيودكور الأوزبكي إلا أن التعادل منطقي وبداية مقنعة للفريق الأصفر في افتتاحية مشواره الآسيوي، وما زال هناك مجال كبير لخطف إحدى بطاقتيّ التأهل للأدوار القادمة. الصخب الجماهيري الكبير الذي سبق وصاحب وأعقب المباراة كان يعكس مستوى الطموح العالي لدى الجماهير النصراوية وثقتها اللامتناهية بفريقها ومدى تحقيقه لآمالهم الكبيرة. وعطفًا على الكم الكبير من النجوم الذي يتواجد في صفوف فريق النصر أجزم أن من حق الجماهير رفع سقف الطموح إلى ما لا نهاية ومطالبة فريقها ونجومه بما هو متاح ومستطاع. النصر يملك كل مقومات النجاح وتحقيق الآمال متى ما تعامل داسيلفا مع البطولة بواقعية وقراءة جيدة تحفظ للفريق حظوظه بها. النصر بحاجة إلى تخطيط جيد من إدارة الكرة وربّان النادي وقائده الأمير فيصل بن تركي ومن مدرب الفريق داسيلفا، حتى يتحقق الهدف بما يرضي عشاق النصر وجماهيره. ما زال الأمر باليد (حتى الآن)، وباستطاعة الجميع فعل كل شيء من أجل المحافظة على المكتسبات، ولكن لا أتمنى من أحدهم استخدام لغة التمنى أو التحسّر بعد فوات الأوان. وما زالت الظروف مواتية لعمل كل ما هو متاح وفي نطاق الأفضلية التي يعيشها الفريق والفرص كثيرة وكبيرة فلا تذهب بالعشوائية والتخبط. البداية ليست سيئة بالصورة التي صوّرها بعض المتشائمين، وليست تفاؤلية بالصورة التي تجعل الجماهير تركن عليها وتعيش على أمل ليت ولعل. التدوير الذي أجراه داسيلفا للاعبين في مباراة بونيودكور باستبدال خمسة عناصر دفعة واحدة كان مخلًّا لدرجة كادت تعصف بالفريق وآماله. وأيضًا كانت قراءة المدرب للمباراة ومجرياتها غير موفقة إلى درجة كبيرة من خلال التبديلات التي أجراها. تيفو عالمي برهن جمهور النصر متفردًا بالتميز والإبداع في كل مباراة يحضر التيفو النصراوي يكون الجمال في حضرة الجمال، ولعل التيفو الأخير في المباراة الافتتاحية الآسيوية كان مثال الدهشة حتى من الفريق المنافس الذي صفق كثيرًا له. (نحن عائدون يا آسيا) تيفو يحمل في طياته الكثير من المعاني والأهداف التي يعي ذلك الجمهور أبعادها ومرماها. صولات وجولات النصر الآسيوية وصلت به للعالمية وها هو اليوم يعيد الكرّة من جديد بآمال تكرار المنجز الآسيوي والوصول للعالمية. التيفو النصراوي أوصل مدرّجه للعالمية وحصد لقب الأفضلية عالميًا في خطوة لم يسبقه إليها أحد، وها هو يكررها بتيفو أصبح مضرب للمثل للعديد من الجماهير محليًا وخليجيًا وحتى عربيًا. صنعوا التيفو العربي بكل أنواعه وخطوط اللغة العربية والإنجليزية والرسومات والمتحرك وبعد كل هدف، والتيفو الضوئي الذي يعتبر سابقة سعودية نصراوية حصرية. مجلس جمهور النصر يعمل باحترافية كبيرة يدعمها حب الكيان والعشق السرمدي، فكان النجاح حليفه وبامتياز. شباب سعودي متحفز ومتوثب يريد إثبات وجوده في مجال أصبح الأهم في مدرجات الكرة السعودية، نجحوا وتميزوا وحصدوا الإعجاب. ما زال لديهم الكثير ليقدموه، وينتظرون المساندة من الجماهير بالحضور والتفاعل فقط.