قد لا يصدق من يشاهد ما يرسمه الجمهور النصراوي من لوحات عالية الدقة والتنفيذ في المدرجات، أن تلك المشاهد العالمية ترسمها وتنفذها "أنامل محلية". ليس هذا فحسب؛ بل يتشارك ضمن فريق عملها مواطنون من كافة الجهات؛ كما أكد ذلك ل"الوطن" الداعم الأول ل"التيفو" عضو شرف النادي حمد المبارك، الذي قال إن منهم المسن والطفل والطبيب والضابط. "التيفو" بدعة بدأت تأخذ طريقها إلى "مدرجات الملاعب"، وباتت المحفز الأكبر لزيادة إقبال الجمهور، الذي هجر الكراسي الزرقاء خلال سنوات. ويعد نادي "الأهلي"، الأول محليا الذي بدأ جمهوره في إدخال "التيفو" على المدرجات. لكن الحالة النصراوية هذا الموسم تفوقت في رسم اللوحات حتى باتت جزءا لا يتجزأ من حديث الشارع الرياضي بأكلمه. يقول عضو شرف النادي حمد المبارك، إنه قدم أكثر من 150 ألف ريال لمجلس جمهور نادي النصر، كقيمة لأدوات التشجيع المختلفة التي تشكل لوحات "التيفو". وباتت طرق التشجيع المبتكرة التي يقدمها المدرج النصراوي حتى الآن في المنافسات التي يخوضها فريقه هذا الموسم، محط أنظار الجميع بمختلف ميولهم، حيث تحظى صورها بمتابعة متزايدة من قبل وسائل الإعلام المحلية، وأضحت حافزاً لجماهير النصر للتواجد في مباريات فريقها بكثافة للمشاركة في هذه الصور الجمالية التي يتداولها الجميع وسط إعجاب كبير. باتت طرق التشجيع المبتكرة التي يقدمها المدرج النصراوي حتى الآن في المنافسات التي يخوضها فريقه هذا الموسم، محط أنظار الجميع بمختلف ميولهم، حيث تحظى صورها بمتابعة متزايدة من قبل وسائل الإعلام المحلية، وأضحت حافزاً لجماهير النصر للتواجد في مباريات فريقها بكثافة للمشاركة في هذه الصور الجمالية التي يتداولها الجميع وسط إعجاب كبير. الظهور الأول ظهرت طرق التشجيع التي انتهجها المدرج النصراوي هذا الموسم، للمرة الأولى في المنافسات الأوروبية ويطلق عليها "التيفو"، وتبنتها جماهير أندية عريقة هناك، مثل برشلونة الإسباني وميلان الإيطالي، قبل أن تنتقل إلى أميركا الجنوبية، وتحديداً في الملاعب الأرجنتينية، خاصة من قبل جماهير الناديين الأشهر هناك، بوكا جونيورز وريفير بليت، وتشكل جزءا جماليا لا يغيب إطلاقاً ترسمه الجماهير اعتزازا بفريقها وتاريخه. حمى "التيفو" انتقل "التيفو" إلى الملاعب الآسيوية، حيث قدمت جماهير الفرق الكورية الجنوبية واليابانية "تيفو" خاصا بأنديتها، وظهر ذلك منذ مواسم خلال مباريات فرقها في منافسات دوري أبطال آسيا، وتواجد "التيفو" في الملاعب العربية أيضاً عبر جماهير وفاق سطيف الجزائري، ومن ثم انتقلت للمدرجات المصرية، وتحديداً عبر جماهير أكبر أنديتها الأهلي والزمالك وقدموا في البطولات الأفريقية إلى جانب أنصار وفاق سطيف لوحات جمالية حظيت بإعجاب ومتابعة كثيرين في العالم العربي. ووصلت تلك "الحمى" التشجيعية إلى الملاعب السعودية قبل أكثر من موسمين عن طريق المدرج الأهلاوي، الذي كان السباق في تبني أول "تيفو" سعودي، بيد أن مدرجات "العالمي" هذا الموسم سجلت أقصى درجات النجاح في تطبيقه في المباريات الأخيرة مواكبة التألق الكبير لفريقها، حتى إن نهائي كأس ولي العهد أخيراً شهد تطبيق أكثر من لوحة جمالية رسمها مدرج النصر. إبداع متواصل ظهر المدرج "الأصفر والأزرق" في نهائي كأس ولي العهد في مباراة بلوحتي "تيفو" مغايرتين، حمل كل منها معاني مختلفة، وهو يحدث للمرة الأولى في الملاعب السعودية، وعلى الرغم من صعوبة تشكيل تلك اللوحات في المدرجات بهذه الطريقة إلا أن جماهير "الشمس" كما يطلق عليها النقاد والمحايدون، وإن لم تكن صاحبة الأسبقية في إحضار "التيفو" إلى ملاعبنا، جسدتها بنجاح كبير وبطريقة لافتة. وعلمت "الوطن" أن التواصل بين مجلس الجمهور النصراوي وبقية الجماهير يتم عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للتوجيه قبل المباراة وأثنائها، مما أسهم في ظهور المدرج النصراوي بهذا الشكل المبدع، وسهل الأمور أكثر ذاك الحضور الجماهيري المميز الذي واكب مباريات النصر، وباتت روائع المدرج "الشمالي" بحد ذاتها مباراة أخرى تسبق انطلاقة تلك التي على أرض الملعب، وتترقبها الأنظار لمتابعة ما سيقدمه من لوحات وأساليب جديدة قبل كل مواجهة. الداعم الأول الجمال في المدرج النصراوي لم يأت اعتباطا بل كان نتاج عمل وجهد كبيرين، ويقف خلفه أشخاص يبذلون كثيرا ليظهر بهذه الصورة، وهو ما أكده ل"الوطن" الداعم الأول لهذا "التيفو"، عضو شرف النادي، حمد المبارك، الذي كشف أن مجلس جمهور نادي النصر اتفق مع بداية الموسم على ظهور مختلف ومميز مواصلين عمل من سبقوهم، ووضعوا الأفكار والطريقة، وضرورة أن يظهر المدرج بما يليق بما يقدمه الفريق والتعاقدات الجديدة والروح الموجودة بين اللاعبين، مبيناً أن الدعم المادي كان العائق الأكبر في عدم ظهور هذه المدرجات بهذا الشكل الجميل، مضيفاً "قدمت حتى الآن أكثر من 150 ألف ريال، قيمة أدوات تشجيع مختلفة، علماً أن جميع من يعملون مجلس الجمهور لا ينالون أي رواتب وخلافه، بل إن من يظهرون هذا المدرج بهذا الجمال هم من أبناء الوطن ومن قطاعات مختلفة، فبينهم الطبيب والمهندس والضابط، جميعهم يعملون من أجل النصر، ودون مجاملة كثيراً ما قدموا أفكارا فاجأتنا بجمالها، وسترون مستقبلاً ما هو أجمل من ذلك". مشاركة جماعية واعترف المبارك أن لوحات "التيفو" لا تظهر في إستاد الأمير فيصل بن فهد كما هي عليه من إتقان وروعة في "درة الملاعب" إستاد الملك فهد الدولي، مبرراً ذلك بعدم وجود فراغات بين الكراسي في الأول بينما يتوفر ذلك في الثاني، وهي ما يساعدهم على الظهور المميز، معبراً عن اعتزازه بكلمات عضو شرف النادي، الأمير حسام بن سعود، عندما ذكر أن "فريق النصر لا ينافسه هذا الموسم إلا جمهوره، فكلاهما لا يقل روعة عن الآخر". وكشف المبارك الذي كان داعما لفئة الناشئين التي حققت دوري الموسم الماضي، وقدمت مواهب ينتظرها مستقبل كروي كبير، أن الجماهير التي توجد في المدرجات وتقف على أقدامها عند رفع شعار "التيفو" من مختلف الأعمار، وقال "هناك مسنون تتجاوز أعمارهم ال60 عاما، يشاركوننا في رسم هذه اللوحات الرائعة في كل مباراة"، مختتماً "هذه المشاركة من الطالب والموظف ورب الأسرة وسعادتهم بفوز النصر، تفرحني كثيراً، وأتمنى أن تستمر إبداعات المدرج في المباريات المقبلة وتحقيق الفريق للألقاب بقيادة رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي".