كشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، مؤخراً عن منتدى دولي تعقده المنظمة في مدينة جدة، في النصف الثاني من العام الجاري 2015م لتوحيد معايير وإصدار شهادات واعتماد صناعة الحلال. وتشارك فيه المؤسسات المعنية العاملة في مجال تنمية هذه الصناعة. وجاء عن د. مدني قوله- في الجلسة الافتتاحية ل «ندوة الاستحالة والاستهلاك ومستجداتهما في الغذاء والدواء» المنعقدة في جدة-: إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بحاجة إلى معرفة الأحكام الشرعية في «المواد المكونة للغذاء والدواء والمضافة إليهما والمستهلكة فيهما، والتحول والتغيير في أوصاف الأشياء وخصائصها. وحثّ مدني في كلمته- التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في المنظمة السفير حميد أ. اوبيلو يارو- الفقهاء والباحثين المشاركين في الندوة على سرعة الوصول إلى رأي فقهي متفق عليه «تقتضيه حاجة الأمة ويتطلع إليه الكثير من الأفراد والمؤسسات»، مشيرا إلى أن هذه الندوة «توفر زخما كبيرا للجهود التي تبذلها منظمة التعاون الإسلامي لتوحيد معايير الحلال في دولها الأعضاء». وتسعى المنظمة إلى وضع اتفاق موسّع بشأن عناصر «مشروع منظمة التعاون الإسلامي لمعايير الحلال» في ظل تزايد الإقبال العالمي على هذه الصناعة. وقال الأمين العام للمنظمة: «إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي في الوقت الراهن يقوم بدراسة أنجع السبل لمعالجة قضية الذبح الآلي وصعق الدواجن، وحينما يتم الإنتهاء منها، سيمكننا آنئذ من توجيه جهودنا لوضع معايير مشتركة في مجالات الأدوية والمستحضرات الطبية ومواد التجميل». من ناحيته، قال الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي أحمد خالد بابكر: «إن الندوة تبحث الأحكام الشرعية في مصادر وتحولات وتأثير الجلاتين والكحول، واستخلاص الفيتامينات من مياه الصرف المحلاة، واستخداماتها لري المزروعات والضرر المترتب عليها». وأضاف، إن الندوة تناقش على مدى يومين، الآراء العلمية والفقهية في «الأنفحة والتريبسن والجيلاتين المستخلصة من الخنزير وكيفية استخلاصها وما إذا كان هناك تحول أثناء عملية الاستخلاص ونسبة استخدامها في الأغذية والأدوية والتفاعلات الكيميائية». وتابع، إن الندوة ستبحث أيضا الحكم الشرعي في «استخراج البروتينات من الدم المسفوح واستخداماتها في الأغذية والأدوية، واستخدام الأعلاف ذات الأصول المحرمة وأثرها على الإنسان والحيوان، وماهية المستحضرات البيولوجية باستخدام التقنية الحيوية». وأوضح أن المجمع سوف يبني قراراته في هذه القضايا لتكون مرجعا للباحثين والمختصين في هذا الشأن. بدوره، قال رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الإسلامية، ممثل المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في الكويت، الدكتور خالد المذكور: «إن الإسلام اختص بحرصه على أن يكون مأكل وملبس ودواء المسلم حلالا. وقد وضع العلماء على مر التاريخ القواعد الكلية والفروع في ذلك». وأشار إلى، أن التقدم الرهيب في التكنولوجيا قدّم دلائل جديدة، قد تؤيد أو تخالف فتاوى سابقة حول الأحكام الشرعية للمواضيع التي تناقشها الندوة. وأكد أن، هذا يدل على أن الشريعة الإسلامية ليست جامدة أو متحجّرة، وتستطيع أن تستوعب كل المحدثات. وعلماؤها قادرون على استنباط وإصدار الفتاوى في الحل أو الحرمة». وتشهد صناعة الحلال «الغذاء والمصارف وتصنيع الأدوية ومواد التجميل واللوجستيك والسياحة» نموا قويا بمقدار 500 مليار دولار في العام، ويتوقع أن تنمو من تريليوني دولار أمريكي إلى 10 تريليونات دولار في عام 2030م. يُذكر أن الندوة ينظّمها مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت.