دعا صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض صفوة علماء الأغذية إلى أن يصلوا بحول الله بمشاركة علماء الشريعة إلى توصيات تبعث الاطمئنان في نفوس المسلمين على غذائهم الحلال. جاء ذلك خلال رعايته المؤتمر العالمي الأول للرقابة على الغذاء الحلال والمؤتمر المصاحب له مساء أمس، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين وقال سموه في كلمته «أتطلع الى أن يصل العلماء الى التوصيات المناسبة بشأن الغذاء بما يتصف بشروط الحلال التي فرضها الإسلام في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ، وأنا على يقين بتحقيق ذلك بإذن الله بأن مؤتمركم هذا يلقى اهتماما كبيرا ودعماً من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين «. مسئولية الأغذية المستوردة وأكد الدكتور محمد الكنهل الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء على تبني الهيئة العامة للغذاء والدواء تنظيم هذا المؤتمر العالمي انطلاقاً من مسئوليتها عن رقابة الأغذية المستوردة، حيث تستورد المملكة الغذاء من أكثر من 150 دولة الأمر الذي يحتم الاهتمام بأن كل ما يرد للمملكة يفي بالمتطلبات الشرعية بالإضافة لسلامته وجودته. و جاءت الموافقة على تنظيم هذا المؤتمر برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين أيده الله ومتابعة مستمرة من ولي عهده الأمين - يحفظه الله - ولذا أريد لهذا المؤتمر أن يختلف عن غيره من المؤتمرات حول الغذاء الحلال حيث عُني بالرقابة، وقد تمت دعوة باحثين في مجال علوم وتقنية الأغذية وأطباء بياطرة وغيرهم من العلوم التطبيقية مع علماء مختصين في مختلف الجوانب الشرعية والجهات الرقابية. وأضاف الكنهل :(بلغ عدد المشاركين فيه أكثر من 120 مشاركا من خارج المملكة يتداولون أكثر من 60 بحثاً في جميع جوانب الرقابة على الغذاء الحلال من خلال جلسات متخصصة لمواصفات الغذاء الحلال، وشهادات الغذاء الحلال، وتجارب الدول في مراقبة الغذاء الحلال، ومراقبة الغذاء الحلال والمواد المضافة وطرق تحليل الأغذية. وقال الكنهل: هناك حلقتا نقاش خصصت أحدهما لطرق التدويخ والذبح والأخرى للأغذية المنتجة بالتقنية الحيوية وتقنية النانو والتغيرات الكيماوية وغيرها بما يعرف بالاستحالة، كما أن المؤتمر الحالي المنعقد يتزامن مع انعقاد معرض عالمي متخصص في مجال الأغذية الحلال. الإباحة والبراءة الأصلية من جهته قال الشيخ صالح بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى أنه في علم الأصول عند الجمهور الأصل في المنافع الإباحة ، سواء كانت الإباحة مبنية على النص الشرعي ، أو كانت الإباحة مبنية على البراءة الأصلية ، وقد بين الإسلام الأساس الذي يقوم عليه مبدأ التحريم والتحليل في الأطعمة ، وفصله وبينه بياناً وافياً فالطيبات التي أباحها الشرع هي المطاعم النافعة للأبدان والعقول والأخلاق ، كما أن الخبائث هي كل ما يضرالأبدان و العقول والأخلاق. وأثنى على تجاوب المؤسسات المعنية بشأن الدواء والغذاء في الدول الإسلامية وكذا المراكز والمنظمات الإسلامية في دول الأقليات مع المجامع الفقهية والهيئات الشرعية ومع أفراد من الفقهاء في العالم الإسلامي لدعم جانب المعيارية في حل الأطعمة والأشربة. وقال :من صور التفاعل العلمي والمعرفي مشاركة مجمع الفقه الإسلامي الدولي في عدد من المؤتمرات والاجتماعات وآخرها مشاركة المجمع في اجتماع (انطاليا) حول الطعام الحلال مع وفد الاتحاد الأوربي ، والذي اتفق المجتمعون على اعتماد مجمع الفقه الاسلامي الدولي الجهة الرسمية المعنية بالفتوى. والشواهد العملية التحضيرية لإعداد منظومة تقوم على مفهوم الغذاء الحلال ومتطلباته من منظور شرعي ، ودعم التواصل بين المتخصصين والفنيين من خلال تبادل الخبرات بينهم ، وإعداد الدراسات المشتركة التحليلية للكشف عن المواد المحرمة في الاغذية لتحقيق أمن غذائي. صناعة الحلال ونوه رئيس الغرفة التجارية الشيخ صالح كامل في كلمته التي ألقاها نيابة عنه ابنه على أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه صناعة الحلال ومنها عالمية سوق الحلال ومحلية التعامل معه والتفسير غير الموحد لمدلول كلمة الحلال والظلال السالبة لمفهوم الحلال نتيجة التخوف الغربي من الإسلام ، وعدم وجود جهة مرجعية واحدة لاعتماد الجهات التي تصدر شهادات الحلال بالإضافة إلى أن الغالبية العظمى من منتجات الحلال تستورد من دول غير إسلامية ، ودول منظمة المؤتمر الإسلامي عبارة عن مستورد وسوق استهلاكي فقط. وأضاف: لقد تميز سوق الحلال بالفوضى واستغلال كلمة الحلال من غير ضابط شرعي ، وأوضح أن الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة مُنحت تفويضًا صريحًا لتنظيم الحلال وفقًا للقرارات الصادرة عن منظمة التعاون الإسلامي ، وشدد على سعي الغرفة في تطوير الممارسات من أجل تعزيز تكامل صناعة الحلال والترويج لقبول السلع عالميًا ولغير المسلمين ، وجعل المنتجات أكثر توفرًا في البلدان غير الإسلامية . معرض متخصص سيقام معرض «متخصص في مجالات الغذاء الحلال « مصاحب لفعاليات المؤتمر وذلك لاطلاع المشاركين والحضور والمختصين على آخر ما تم التوصل إليه في هذه المجالات ، ويشارك عارضون من الهيئات الحكومية والدولية ومن القطاع الخاص يمثلون النشاطات المختلفة لشركات ومصانع الغذاء وشركات أجهزة تحليل الغذاء والهيئات المعنية بالغذاء على المستوى الوطني والعالمي ، ويشارك في المعرض عدد كبير من العارضين من أكثر من 20 دولة.