حاولت ندوتا «المسلمون في أستراليا.. الحاضر والمستقبل» و«الغذاء الحلال.. الواقع والمأمول»، اللتان اختتمتا أمس في سيدني بتنظيم من رابطة العالم الإسلامي، أن تخرجا بنتائج وتوصيات في موضوعين يهمان المسلمين في الغرب بشكل عام. ففي الندوة الثانية «الغذاء الحلال»، خرج البيان الختامي بمطالبة الدول باحترام حقوق المسلمين في الرقابة على الغذاء الحلال، والاعتراف بالمؤسسات الإسلامية الرقابية، وحماية عملها بإصدار القوانين والتشريعات التي تسهل مهمتها، وتؤمن للمسلمين أغذية متوافقة مع شريعتهم. ودعوا المراكز والجمعيات الإسلامية والمشرفين على الغذاء الحلال في البلدان غير الإسلامية إلى التعاون مع هيئة الغذاء والدواء في المملكة، والاستفادة من برامجها ومنشوراتها ووسائلها في الرقابة والإشراف على سلامة الغذاء الذي يحتاج إليه المسلمون. وأكدوا على الشركات المتخصصة في استيراد الأغذية إلى وقف التعامل مع البلدان التي لا تراعي حقوق المسلمين في الحصول على الغذاء الحلال، والحذر من الشركات التي تحتال على الجمهور بوضع شهادات «حلال» زورا وغشا، وتعميم أسمائها على الجهات المختصة. ودعت الندوة، رابطة العالم الإسلامي بعدة أمور، مثل: دعم الهيئة العالمية للحلال، تنظيم ندوات ومؤتمرات حول الغذاء والذبح الحلال في البلدان التي يستورد منها المسلمون الأغذية، وتأهيل دعاة ومستشارين شرعيين متخصصين في شؤون الذبح والغذاء الحلال، وتعريف الوزارات والمؤسسات المعنية بالغذاء خارج العالم الإسلامي بضوابط الغذاء الحلال عند المسلمين. كما طالبت الندوة الجهات المنتجة والمصدرة للحلال بعدة أمور، أبرزها: رفع كفاية فرقها الشرعية والعلمية والفنية، والوصول إلى معايير علمية موحدة لشهادة «حلال»، وقبول شهادات الشركات التي لا تسمح بالتفتيش المفاجئ لأماكن الإنتاج والتحضير والتخزين، وتشديد الرقابة على المذابح والمصانع الغذائية في البلدان غير الإسلامية. أما ندوة «المسلمون في أستراليا»، فطالبت بالتمسك بالمنهج الوسطي للإسلام، والاعتزاز بشريعته، ونبذ الخلافات، والبعد عن المفاهيم المضعفة للوحدة، وكشف المغالطات المثارة عن الإسلام، وتبيان حقائقه، وتعريف مواطنيهم بمبادئه وأصوله وما يقدمه من إثراء للحضارة الإنسانية، والعمل على نشر الثقافة الإسلامية الوسطية عبر الانفتاح على مواطنيهم، والاندماج معهم بما لا يخل بمقتضيات الهوية الإسلامية، والمشاركة في تنمية مجتمعهم من خلال المنظمات النقابية والمهنية والجمعيات المدنية، والعمل معا على تحقيق التعاون والتعايش والوفاق الاجتماعي. ودعت الشعب الأسترالي إلى التعرف على الإسلام من خلال أصوله الصحيحة، وعدم الانسياق خلف المقولات التحريضية والدعايات السلبية التي يغذيها التطرف الفكري، ومطالبة وسائل الإعلام بإيقاف حملات التشويه المضللة عن الإسلام، وتصحيح الصورة الخاطئة عن المسلمين وحضارتهم ومؤسساتهم. وأكدت الندوة على: إنشاء مركز يعنى بأوضاع المسلمين خارج العالم الإسلامي، وتكوين لجنة فتوى داخل المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي لدراسة النوازل الفقهية التي يواجهها المسلمون خارج العالم الإسلامي، وعقد دورات تدريبية متخصصة للأئمة والدعاة في أستراليا، ودعوة مديري المجالس والمراكز والهيئات الإسلامية في أستراليا إلى التنسيق والتعاون في مناشط مؤسساتهم، وحث المجالس والمراكز والمؤسسات الإسلامية في أستراليا على وضع استراتيجية لتنمية الموارد المالية، ودعوة مؤسسات الحوار إلى الاهتمام بالمشترك الإنساني والوطني وتطوير سبل التفاهم فيها، والاستفادة من التباين الثقافي بين فئات المجتمع في إثراء مفاهيم العدل والإحسان والتعاون ومنع الظلم والتمييز، والتعاون مع المؤسسات الدينية والاجتماعية في أستراليا على تصحيح المسار الاجتماعي الإنساني، والتصدي لدعوات الانحلال وثقافة الرذيلة التي تستهدف المثل الإنسانية، والتضامن في معالجة المشكلات الاجتماعية، والحفاظ على كيان الأسرة، ومنع الفساد. وطالبت الندوة الحكومات خارج العالم الإسلامي بالاعتراف بالإسلام، وتمكين المسلمين من إقامة شعائرهم الدينية، وإنشاء مؤسساتهم التعليمية والاجتماعية التي تحفظ خصوصياتهم الثقافية والدينية، وتعديل القوانين والأنظمة التي تنتهكها؛ تحقيقا لمبدأ المساواة بين المواطنين، ودعوة المسلمين إلى احترام القوانين السارية في بلدانهم.