كشف محافظ النعيرية إبراهيم بن محمد الخريف عن رفع المجلس المحلي بالمحافظة للجهات المسؤولة بالمنطقة أهمية افتتاح كلية للبنين لاستكمال خريجي الثانوية دراستهم الجامعية بها في المحافظة بدلا من هجرتهم في مدن ومحافظات بعيدة عنهم. وبرر ذلك بزيادة أعداد الطلاب الراغبين في استكمال دراستهم الجامعية من خريجي المدارس الثانوية، مؤكدا أن المجلس يتابع هذا الموضوع باهتمام بالغ، لتحقيق ما ينشده ويتطلع إليه شباب المحافظة. ولا يزال الكثير من شباب محافظة النعيرية وما حولها من مراكز إدارية وهجر ينتظرون افتتاح كلية للبنين، بعد سنوات من حصولهم على الشهادة الثانوية وتوقفهم عن الدراسة، بسبب ظروف منعت الكثيرين منهم من استكمال الدراسة خارج المحافظة، وأمل الطلاب في أن تتحقق آمالهم بافتتاح الكلية قريبا. وقال الطالب محمد عبدالله : إننا محرومون من أي كلية في محافظتنا، لذلك يضطر الكثير منا للسفر إلى الدمام أو الأحساء أو غيرهما لاستكمال دراسته. لافتا إلى أن الإقامة بعيدا عن الأسرة تشكّل كثيرا من المتاعب الجسدية والمادية، في وقت يكون فيه ليس بمقدور بعض الأسر توفير كل ذلك لأبنائهم، ما يضطرُّهم إلى عدم إلحاقهم بالجامعات والاكتفاء بالشهادة الثانوية. فيما ذكر الطالب عبدالله فهد أن أعدادا كبيرة من زملائه الطلاب لا يزالون يتطلعون إلى افتتاح كلية أسوة بما تم للبنات في المحافظة منذ سنوات بافتتاح كلية للعلوم والآداب أسهمت في حصولهن على الشهادات الجامعية. وتابع يقول : «يمضي الحال الآن على كثير من أبناء المحافظة وطلابها ممن يواجهون مخاطر الطرق ذهابا وإيابا نهاية كل أسبوع في سبيل تحصليهم العلمي واستكمال دراستهم الجامعية. في حين أن هناك أعدادا من المنقطعين عن الدراسة يفوقون بكثير المنتظمين في الجامعات، لا يزالون يحلمون بكلية في محافظتهم التي تشهد نموا سكانيا مطردا". ومن واقع معايشته الحقيقية للمعاناة، قال الطالب عبدالرحمن سالم: "حاولت استكمال دراستي بالالتحاق بكلية المعلمين بالدمام، ودرست بها أكثر من عام ونصف العام، لكني لم أجد نفسي قادرا على تحمّل تكاليف الدراسة، ما جعلني أخفِق وبشكل واضح في معدل الدرجات وأترك الدراسة بحثا عن عمل في أي مجال. وأضاف : إن المتابع لمخرجات المدارس الثانوية بالنعيرية وما يتبعها، وكذلك مدارس محافظة قرية العليا وما يتبعها أيضا، يجد أن الحاجة قائمة وبشكل مُلِح لافتتاح كليات تناسب مستقبل الطلاب وسوق العمل، خاصة أن النعيرية تقع بالقرب من رأس الخير التي ينفذ فيها حاليا أكبر المشاريع الصناعية. ووصل الحال بالطالب فرحان ذياب إلى أن أسرته اضطرت لاستئجار منزل بالأحساء ليتمكن وشقيقاه من الدراسة في كلية الشريعة، وأوضح أن الانتقال والسكن كلّفهما الكثير من المصاعب التي لا يزالان يعانيان منها، ومضى بالقول: «لو كان في النعيرية كلية لالتحقت بها دون أن ينتج عن ذلك ما يثقل كاهل أسرتي». وهناك الكثير مثلي تواجههم مشاكل عدة ما ينعكس على مستواهم وتحصيلهم، بينما لا يفكر آخرون في التعرض لمثل هذا المصير والمتاعب، ويفضّلون الانقطاع عن الدراسة، متأملا أن يشعَّ نور العلم من إحدى الكليات بالنعيرية وتفتح أبوابها للخريجين أو الذين هم على وشك التخرج. وأشارت آخر إحصائية صادرة عن مكتب التعليم بالنعيرية لخريجي الثانوية من مدارس المحافظة عن وصول خلال السنوات الثلاث الماضية 1589 خريجا، فضلا عما سبق هؤلاء الطلاب خلال السنوات الماضية.