على رغم من توفر الكثير من الجهات الخدمية ودخولها حيز العمل وتلبية المتطلبات، إلا أن عدم وجود كليات ما زالت هي الحالة الشاذة بالنعيرية، إذ ما زال طلاب المحافظة يرنون وعلى مدى سنوات افتتاح إحدى الكليات كي يواصلوا من خلالها تعليمهم الجامعي لاستكمال مرحلة البكالوريوس أو الدبلوم على أقل تقدير، في الوقت الذي ما زال فيه الكثير من الطلاب منقطعين عن الدراسة بعد حصولهم على الشهادة الثانوية، ويأمل الطلاب أن تعي الجهات المسئولة هذه الأهمية وما يتطلعون إليه. في البداية، يقول الطالب محمد عبد الله: إننا محرومون من أي كلية في محافظتنا ،ولذلك يضطر الكثير منا للسفر إلى الدمام أو الأحساء أو غيرها لاستكمال دراسته، لافتاً إلى أن الإقامة بعيداً تشكّل كثيراً من المتاعب الجسدية والمادية، في وقت يكون ليس بمقدور بعض الأسر توفير كل ذلك لأبنائها، ممّا يضطرُّهم إلى عدم إلحاقهم بالجامعات والاكتفاء بالشهادة الثانوية. ويذكر الطالب عبد الله فهد ،أن أعداداً كبيرة من زملائه الطلاب لا يزالون يتطلعون إلى افتتاح كلية أسوة بما تم للبنات في المحافظة بافتتاح كلية للعلوم والآداب أسهمت بحصولهن على الشهادات الجامعية، وتابع يقول: «يمضي الحال الآن على كثير من أبناء المحافظة وطلابها ممن يواجهون مخاطر الطرق ذهابا وإيابا نهاية كل أسبوع في سبيل تحصليهم العلمي واستكمال دراستهم الجامعية، في حين أن هناك أعداداً من المنقطعين عن الدراسة يفوقون بكثير المنتظمين في الجامعات، لا يزالون يحلمون بكلية في أحضان محافظتهم التي فاق عدد سكانها 52 ألفاً. ومن واقع معايشته الحقيقية للمعاناة، قال الطالب عبد الرحمن سالم: إنني حاولت استكمال دراستي بالالتحاق بكلية المعلمين بالدمام، ودرست بها أكثر من عام ونصف ،ولكني لم أجد نفسي قادرا على تحمّل تكاليف الدراسة ،ما جعلني أخفِق وبشكل واضح في معدل الدرجات وترك الدراسة والبحث عن عمل في أي مجال، وأضاف: إن المتابع لمخرجات المدارس الثانوية بالنعيرية وما يتبع لها ،وكذلك مدارس محافظة قرية العليا وما يتبع لها أيضاً، يجد أن الحاجة قائمة وبشكل مُلِح على افتتاح كليات تناسب مستقبل الطلاب وسوق العمل، خاصة أن النعيرية تقع بالقرب من رأس الخير التي يُنشأ فيها حاليا أكبر المشاريع الصناعية. ووصل الحال بالطالب فرحان ذياب إلى أن أسرته اضطرت لاستئجار منزل بالأحساء ليتمكن وشقيقاه من الدراسة في كلية الشريعة، وأوضح أن الانتقال والسكن كلّفهم الكثير من المصاعب التي لا يزالون يعانون منها، ومضى بالقول: «لو كان في النعيرية كلية لالتحقت بها دون أن ينتج عن ذلك ما يثقل كاهل أسرتي»، وهناك الكثير مثلي يواجه مشاكل عدة ممّا ينعكس على مستواهم وتحصيلهم، بينما لا يفكر آخرون بالتعرض لمثل هذا المصير والمتاعب، ويفضّلون الانقطاع عن الدراسة، متأملاً أن يشعَّ نور العلم من إحدى الكليات بالنعيرية وتفتح أبوابها للطلاب الخريجين أو الذين هم على وشك التخرج.