حذرت دمشقعمان من أن الدخول في حرب برية ضد تنظيم داعش سيكون بمثابة "فيتنام" جديدة، فيما نفى الأردن وجود تحركات غير عادية لقواته البرية على الحدود مع العراق، كما استبعد خوض حرب برية من قبل قواته المسلحة. وأوضح بهجت سليمان السفير السوري المطرود من العاصمة عمان على صفحته في "فيس بوك" تحت عنوان "حَمَى اللهُ الأردن، ممّا يُرادُ له الوقوع فيه"، أن "دولاً وجهات خارجية تدفع بالأردن وجيشه لتورطه في حرب خارجية تحت حجة "الحرب على الإرهاب"، مضيفاً: "حَرْبٍ برّية، لم يجرؤ الجيش التّركي ولا حتّى الجيش الأمريكي، أنْ يخوضها مُباشَرة ً". وبين سليمان أن ما سماه "النفخ الإعلامي" في قدرات الأردن العسكرية هذه الفترة تقف خلفه جهات تريد إخلاء الساحة الأردنية ل"كي تتحرّك جميعُ القوى المتأسلمة، سواء التكفيرية الظلامية أو الإخونجية الكامنة" لِتفجير الوضع داخل الأردن. التفويض لحرب برية وفي سياق ذي صلة، قال السناتور الأمريكي ليندسي غراهام، إنه "سيكون هناك تفويض لاستخدام القوة العسكرية، وسأدعم ما يسمح بتدمير وتقويض داعش، فأنت لا يمكنك تدمير "داعش" من الجو، يجب أن يذهب أحد ليكون على الأرض في سوريا، وأنا مقتنع بأننا يجب أن نكون جزءاً من هذه القوة، وإلا فإننا نخاطر بالخسارة." وأضاف السناتور الذي يمثل كارولاينا الجنوبية، بأنه"ليس هناك خيار بدون وجود عنصر على الأرض، لا يمكنك أن تكسب من الجو، فإذا كنت تتفق مع هذا الاقتراح بأنه لا يمكن الربح من الجو وحده، فإنه يجب أن يذهب أحد إلى الأرض، اذكر لي جيشاً عربياً واحداً موجوداً، اليوم، وهو يرغب بالذهاب إلى القتال على الأرض في سوريا بدون مساعدة الأمريكيين." وأوضح غراهام، وهو عضو في لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، بأن ما نحاول فعله هو عزل "داعش" وتدميره، وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد أدرك الهدف، وهو تدمير قوى الشر، التي ستهاجم بلادنا في القريب العاجل إذا لم نتصرف، وعليه يجب أن نبقي على بناء القدرات في العراق، إعادة بناء قوات الأمن، تزويد الأكراد بالسلاح الحديث فعلياً، وجعل القبائل السنية تطرد داعش من الأنبار واستعادة الموصل، وتحرير الأنبار، وهذا لا يمكنك فعله بدون مزيد من العناصر الأمريكية على الأرض لمساعدة العراقيين، ولكن المشكلة الحقيقية هي تدمير قوات داعش التي تتمركز في سوريا. وأكد السناتور غراهام، أنه يريد النصر لأجل تلك الشابة التي قتلت علي أيدي تنظيم "داعش" ولأجل أولئك الذين يعانون في ظل ذلك التنظيم الوحشي الذي أحرق رجلاً وهو على قيد الحياة، في إشارة للطيار الأردني معاذ الكساسبة. لا تحركات أردنية ونفى الأردن وجود تحركات غير عادية لقواته البرية على الحدود مع العراق، كما استبعد خوض حرب برية من قبل قواته المسلحة، بحسب ما أفاد مصدر رسمي لCNN بالعربية. وأوضح المصدر، أن الحديث عن تحركات غير اعتيادية، للقوات المسلحة "غير دقيق"، وأن الجيش يقوم بإجراءات مستمرة بسحب ما تتطلبه المقتضيات الأمنية والعسكرية على حد وصفه. مشدداً على أنه "لا حديث عن حرب برية" ودعا المصدر إلى تحري الدقة والالتزام بالمعلومات التي تصدر عن الأجهزة المختصة والقوات المسلحة والجيش العربي، وأضاف أن الأردن "لن يتردد "بمواجهة هذه العصابة المجرمة، في أي مكان بالعالم دفاعاً عن إسلامنا وأمننا، ومستقبل وطننا وأبنائنا." محللون أردنيون وفي تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، قال فايز الدويري المحلل العسكري: "ليقل جون آلن ما يقول، فأنا غير متفائل بحديثه ولا آخذه على محمل الجد، لأن الأعلى منه مستوى حددوا الاستراتيجية العسكرية المتمثلة بالقضاء على داعش في العراق، وتحديد قدراته في سوريا، والبعد الإنساني، وتدريب قوات في المنطقة للمواجهة". وأضاف: "الجيش العراقي كان مبنياً على الطائفية، وقرب أهل الولاء على الكفاءة، ونحن أمام مرحلة طويلة شاقة لبناء قوة عراقية قادرة على القتال، والأمريكيون وضعوا جدولاً زمنياً للتدريب 3 سنوات لتدريب 15 ألف جندي من المعارضة السورية، فكيف ب 12 لواء، إذن نحن أمام إطار زمني فضفاض، والمنطقة تسير نحو الهاوية، والأمريكي ينظر في سياق مصلحته الاستراتيجية". وعن الدور الأردني بين الدويري "بأن سيكون من خلال استخدام سلاح الجو وتنفيذ عمليات جراحية انتقائية مؤطرة زماناً ومكاناً، في حال توافر هدف دسم". أما المحلل العسكري مأمون أبو نوار اللواء المتقاعد والطيار الحربي المقاتل, فأشار إلى أن "المشاركة الأردنية في القوات البرية ستكون مقتصرة على عمليات رد سريعة من قوات منتخبة لتنفيذ عمليات محددة والعودة". وأوضح عريب الرنتاوي، المحلل السياسي ومدير مركز القدس للدراسات السياسية، أن "الأردن لن يذهب منفرداً وسيكون بغطاء عربي دولي كثيف، ولن يكون كبش فداء". وأشار الرنتاوي: "أعتقد بأن دور الأردن سيكون مسانداً بالقدر الذي يتطلبه، وأعتقد أنه سيكون هناك وحدات كوماندز".