أبدى وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي أمس الإثنين، دعمهم لجهود فرنسا وألمانيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا إلا أن البعض طالب بالتمسك بالعقوبات على روسيا إلى أن يتحسن الوضع في شرق أوكرانيا, قالت كييف، أمس، إن تسعة جنود أوكرانيين قتلوا وأصيب 26 آخرون في اشتباكات مع انفصاليين موالين لروسيا في شرق البلاد خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وتواصل العمل في برلين، أمس "بهدف عقد قمة غدا الأربعاء، في مينسك للبحث عن حل للأزمة الأوكرانية ضمن صيغة نورماندي" في إشارة إلى مؤتمر نورماندي الذي تلا الحرب العالمية الثانية، فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إنه لا تسوية للأزمة في أوكرانيا من دون أن "يتوافق الأوكرانيون فيما بينهم". اجتماع روسيا البيضاء واتفق زعماء روسياوأوكرانيا وألمانيا وفرنسا على الاجتماع في روسيا البيضاء، يوم غد الأربعاء، في محاولة للتوسط في اتفاق سلام وسط تصاعد العنف في أوكرانيا. ورحب وزراء الخارجية الذين وصلوا للمشاركة في اجتماع الاتحاد في بروكسل ببصيص الأمل الخاص بالتوصل لاتفاق بعد مبادرة جديدة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إلا أن البعض تشكك في صمود أي اتفاق لوقف اطلاق النار. وكان من المقرر أن يتفق الوزراء على تجميد أصول وحظر سفر ضد مجموعة جديدة من الروس والأوكرانيين. وقال بعض المسؤولين بالاتحاد الأوروبي: إن الوزراء قد يحجمون عن الموافقة على عقوبات جديدة حتى لا يكون لها تأثير على اجتماع مينسك غير أن آخرين مصرون على تمديد العقوبات، أمس الإثنين. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير للصحفيين: إنه يأمل أن يؤدي اجتماع مينسك إلى اتخاذ "خطوات أخرى... تجاه وقف إطلاق النار" مضيفا "ولكني أود أن أقول ثانية: إن هذا ليس مؤكدا." لكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قال: إنه يجب أن يظل الاتحاد "واضحا ومتحدا في موقفه ضد العدوان الروسي في أوكرانيا." وأضاف "إلى أن تذعن روسيا على الأرض لا يمكن أن يكون هناك تخفيف للضغط بأي شكل كان." وأبدى وزير خارجية ليتوانيا ليناس لنكيفيشيوس تشككه في فرص التوصل لاتفاق سلام يؤدي إلى تحسن على الأرض، وقال: إن إرسال الولاياتالمتحدة أسلحة للجيش الأوكراني سيكون "خطوة منطقية". وأضاف "نتوقع كلنا أن يكون هناك حل دبلوماسي إذ إنه لا أحد يريد الحرب ولكن يمكننا فقط الحكم على التطورات على الأرض ولا يمكن أن نثق في أي كلمة تقولها القيادة الروسية." جنود ومعدات روسية وفي التفاصيل, أكدت سلطات كييف الاثنين ان 1500 جندي روسي دخلوا مع مئات من المعدات العسكرية الى اوكرانيا خلال نهاية الأسبوع. وقال المتحدث العسكري اندري ليسنكو: إن 1500 جندي روسي و300 من قطع المعدات، بينها قاذفات صواريخ غراد متعددة الفوهات عبروا" الحدود الاوكرانية الروسية التي يسيطر عليها الانفصاليون، يومي السبت والأحد. من جهة أخرى، عبرت الحدود حوالى سبعين آلية، بينها شاحنات وصهاريج وسيارات، بحسب المصدر ذاته. هجوم وقتلى وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني فياتشيسلاف سيليزنيوف: إن القوات الحكومية تعرضت للهجوم من المتمردين نحو مائة مرة. ويقول الجيش الأوكراني: إن القتال اشتد على نحو خاص حول بلدة ديبالتسيف الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة دونيتسك. شروط بوتين من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إنه لا تسوية للأزمة في أوكرانيا من دون أن "يتوافق الأوكرانيون فيما بينهم" في مقابلة نشرتها صحيفة الأهرام المصرية، أمس، قبل قمة مينسك الرباعية. وأكد بوتين، أن "روسيا تدعم بثبات التسوية الشاملة والسلمية فقط للأزمة الأوكرانية على أساس اتفاقية مينسك". وأكد أن "أهم شروط إعادة الاستقرار للأوضاع هو الوقف الفوري لإطلاق النار ووضع حد لما يُسمى بعملية محاربة الإرهاب في جنوب شرق أوكرانيا وهي في الحقيقة عملية تنكيلية". وأضاف: "من البدهي أن الأزمة ستستمر" ما لم "يتوافق الأوكرانيون فيما بينهم"، داعيا "السلطة في كييف" الى سماع "صوت شعبها من أجل التوصل إلى التوافق مع جميع القوى السياسية والأقاليم في البلاد وبلورة صيغة النظام الدستوري للدولة التي ستضمن لجميع مواطنيها الحياة في الرخاء والأمان واحترام حقوق للإنسان بأكملها". مبادرة "الفرصة الأخيرة" وأعلنت المستشارية الألمانية في بيان أن قمة بين روسياوفرنساوأوكرانيا وألمانيا، ستعقد في مينسك غدا الأربعاء، بهدف التوصل إلى حل للأزمة في أوكرانيا، وذلك في ختام مؤتمر عبر الهاتف بين الدول الأربع، الأحد. وعقدت انغيلا ميركل وفرنسوا هولاند وفلاديمير بوتين وبترو بوروشنكو "مؤتمراً مطولاً عبر الهاتف" في الفترة الصباحية، كما جاء في هذا البيان الذي أصدر قصر الإليزية نسخة شبيهة عنه، وسيواصلون العمل على حزمة إجراءات ضمن إطار جهودهم لحل شامل للنزاع في شرق أوكرانيا". ويتواصل العمل في برلين، أمس "بهدف عقد قمة الأربعاء، في مينسك ضمن صيغة نورماندي" التي تجمع الدول الأربع. ولم يحدد البيان الدول التي ستشارك في اجتماعات برلين، الإثنين. وقالت المستشارية الألمانية: إن "موقعي اتفاقات مينسك" التي كانت محاولة أولى في أيلول/سبتمبر لتسوية النزاع، "سيلتقون في مينسك أيضاً، الأربعاء". وهم مندوبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وروسياوأوكرانيا، وانفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا. وقد تدهور الوضع في أوكرانيا من جديد بعد هدنة استمرت بضعة أشهر، وطرحت باريسوبرلين مبادرة "الفرصة الأخيرة" للتوصل إلى السلام. وتفاوض هولاند وميركل طوال خمس ساعات، الجمعة، في موسكو مع بوتين، من أجل التوصل إلى تطبيق اتفاقات مينسك التي بقيت حبرا على ورق. ووجه عدد كبير من المسؤولين الأوروبيين والأميركيين الذين يشاركون في ميونخ في مؤتمر حول الأمن دعوات ملحة في نهاية الأسبوع، لإيجاد حل، فيما واصلت موسكو وكييف تبادل تحميل مسؤولية النزاع بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية الذي أسفر عن أكثر من 5300 قتيل بينهم عدد كبير من المدنيين، خلال عشرة أشهر في شرق أوكرانيا. المزيد من الصبر وفي السياق، دعا رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس إلى الصبر في مساعي حل النزاع الأوكراني. وقال شولتس، أمس الإثنين، في تصريحات للقناة الأولى في التليفزيون الألماني (إيه آر دي): "عندما لا تحقق مبادرة دبلوماسية نجاحا خلال ثلاثة أيام يتعين إعطاؤها مزيدا من الوقت، وإلا فسننزلق في الحرب في وقت ما". وأكد شولتس أنه لا يمكن الحيلولة دون اتساع النزاع إلا بالمفاوضات الدبلوماسية المكثفة. واعتبر شولتس اجتماع القمة الذي سيعقد في مينسك، الأربعاء المقبل، خطوة نحو التقدم، وقال: "مسألة إجراء مفاوضات في حد ذاتها تظهر أن من يتحدث مع الآخرين فإنه مستعد أيضا لعدم إطلاق النار عليهم". تجدر الإشارة إلى أن الكثير من محاولات حل النزاع الدموي في شرق أوكرانيا بالطرق الدبلوماسية باءت بالفشل مؤخراً.