حينما نكتب عمَّن نحبُّ، نخشى على بَشَرَةِ الحُبِّ أنْ تنجرح بريشة الكتابة من فرط رِقَّةِ الإحساس.. هذا هو شعوري الآن وأنا أكتب عن إنسانٍ أَتَنَفَّسُهُ حُبًّا منذ أن تَفَتَّحَتْ ما بيننا زهرة التعارف قبل أكثر من عقدٍ من السنين. هو إنسانٌ وَحَّدَ شخصَهُ بشخصيته حتى ألغى بينهما الحدود فكانت خلاصة هذا التوحُّد شاعراً موغلاً في القصيدة حتى آخر اللغة، وسارحاً في الفن حتى منتهى الجمال، ومتوحِّدًا بالزهر حتى خاتمة العطر.. ذلك هو الشاعر ( عبد العزيز خوجة ) الذي يريح ركابه هذه الأيام على السرير الأبيض بعد أن ملأ مشكاة الثقافة الوطنية بكثير من دمائه المتوهِّجة إبداعا. ذلك هو الشاعر ( عبد العزيز خوجة ) الذي يريح ركابه هذه الأيام على السرير الأبيض بعد أن ملأ مشكاة الثقافة الوطنية بكثير من دمائه المتوهِّجة إبداعا. لقد جرى ماءُ الشعر في أخلاقه فأكمل فيها العشبُ اخضرارَهُ، وأَتَمَّتِ الطفولةُ بياضَها، وارتدى (قزحُ) الوقت أجملَ ألوانه. لقد جرى ماءُ الشعر في أخلاقه فأكمل فيها العشبُ اخضرارَهُ، وأَتَمَّتِ الطفولةُ بياضَها، وارتدى (قزحُ) الوقت أجملَ ألوانه. لا بأسَ عليك (أبا هبة).. سوف تضمِّدك القصيدةُ حينما تأوي إليها ب (قلبٍ مفتوح)، وليس ثمَّة داءٌ لا يتهاوى في حضرة الدعاء الذي نرفعه إلى الله داعين لك بالشفاء العاجل: صَحَتِ اليراعةُ والمدادُ آفاقاَ لَماَّ عَبَرْتَ بخاطري أشواقاَ وانشقَّ ضلعٌ عن بَقِيَّةِ أَضْلُعِي لِيَمُدَّ من خَفَقَاتِهِ أوراقاَ ماذا سأكتبُ عنكَ؟ إنَّ أصابعي مِمَّا هَوَتْكَ تُفَرِّخُ العُشَّاقاَ لَمَّا ذكرتُكَ للحديقةِ أَجْهَشَت باللَّوزِ، ثُمَّ تَنَهَّدَتْ دُرَّاقاَ ورَوَاكَ غصنُ الياسمينِ روايةً قد عَطَّرَتْ بِكَ جَذْرَهُ والسَّاق وهفا لَكَ العُشْبُ الخَلوقُ كأنَّما أنت الذي عَلَّمْتَهُ الأخلاقاَ وأعارَني عطرُ البنفسجِ لهجةً سمحاءَ ما عَبَقَتْ لديكَ نفاقاَ فزَرَعْتُ اِسْمَكَ في فؤاديَ زهرةً ما زلتُ أسقيها الغرامَ دهاقاَ عذراً (أبا هِبَةٍ) إذا اجتَرَأَ الهوَى وأتاكَ يعزفُ نبضَهُ الخفَّاقاَ غَنَّتْ مُطَوَّقَةُ الحَمامِ لِعِلْمِها أنَّ الغناءَ يُقَطِّعُ الأطواقاَ! خُذْني بِمعراج الذين تَنَبَّأُوا في الشعرِ واتَّخذوا الجَمالَ (بُراقاَ) إنِّي عرفتُكَ للصبابةِ معجماً يستنطقُ الأحشاءَ والأعماقاَ فأتيتُ أغرفُ من فؤادِكَ نغمةً طَفَحَ البياضُ على شبابِكَ فانثنَى ينسابُ فوق مشاعري إشفاقاَ بادَلْتَني شَغَفَ اللقاءِ ببَسمةٍ راحَتْ تُوَسِّعُ حوليَ الآفاقاَ وفَرَشْتَ روحَكَ في حروفِ قصائدٍ وَلْهَى.. على ديباجِها نَتَلاَقَى وأَدَرْتَ كأسَكَ بينناَ إذْ لم تَشَأْ أَنْ نستقي.. بَلْ شِئْتَ أنْ نَتَساَقَى ثمَّ انْتَشَيناَ في اختلافِ مذاقِنا.. إنَّ البيانَ يُحِبُّنا أذواقاَ!