قد لا يعرف الكثير تأثير ما حدث في فرنسا من قتل ليس فقط لمحرري صحيفة (شارلي إيبدو) ولكن أن بعض ضحايا الاعتداء هم في الحقيقة من مسلمي فرنسا. وبغض النظر عن الاختلاف حيال ما حدث, ولكن وكالعادة بدأت لدينا نظرية المؤامرة. والغريب في الأمر هو أنه ما يقوم ناشط أو معارض غربي بصياغة سيناريو المؤامرة, إلا وتجد أول من يتناولها هم أناس ضد ما يكتبه الغرب من حقائق. أي بمعنى آخر وهو أن الكثير منا العرب والمسلمين نصدق ما نريد أن نصدقه ويتماشى مع تمنياتنا. ولكن هذا أسلوب ما يسمى الهروب من الحقيقة. ولهذا لا يجب أن نخجل مما قام به من يدعون الإسلام وهم بعيدون عنه بتوجهاتهم وأفكارهم, ولكن يجب أن ننقي الإسلام من الشوائب التي زرعها عدد قليل من المسلمين وشوهوا سمعته, سواء في بلاد المسلمين أو خارجه. ولكن ما هي تبعات ما حدث في فرنسا على العالم العربي والإسلامي؟ بين فترة وأخرى يتم عمل استفتاء حيال وضع الأجانب والمغتربين في دول اوروبا بغض النظر عن خلفياتهم. وفي كل مرة يتضح ان فرنسا هي الأقل عنصرية ضد المسلمين وأكثرهم ترحيبا بهم. بل انها تتبع سياسة صريحة حول قضايا العرب والمسلمين. وكان آخرها تصويتها بنعم في الأممالمتحدة لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقبلها تصويت البرلمان الفرنسي على ذلك. وفي نهاية الأمر يحدث عمل إرهابي والذي هو ليس الأول على الأراضي الفرنسية. وبغض النظر عن اسبابه, فكل دولة لا تريد أن تكون أراضيها مسرحا لعميات انتقام مهما كانت أسبابها. ومن المعلوم أن رأي الشارع العام الفرنسي غير الرسمي دائما يقف مع القضايا العربية والإسلامية وله دائما مواقف ضد السياسات الإسرائيلية- الأمريكية, ولكن لم يستطع العرب أو الإعلام العربي مواكبة ما يجري في الساحة السياسية والاجتماعية في فرنسا. بل ان الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة والمعروف عنها معاداتها للمهاجرين العرب والمسلمين أكدوا على أنهم ضد عمل أي مظاهرات تندد بالمسلمين في فرنسا بعد الحادث. وكذلك قام وزير الداخلية الفرنسية بالتحذير من المساس بمساجد المسلمين. ولكن رغم ذلك فهناك خوف من تغير ما يحدث على الصعيد الشعبي الفرنسي وليس المستوى الرسمي الذي تحركه المصالح لأن هناك الكثير من الفرنسيين الذين قد يترددون في إعطاء فرص وظيفية للفرنسي من اصول عربية وإسلامية. وكذلك قد يتجه بعض ملاك العقار إلى رفض قبول طلب إسكان من أصوله عربية أو إسلامية في بعض الأحياء والذي من شأنه أن يولد احتقانا قد تستغله الكثير من المنظمات اليمينية المعادية للمهاجرين بشكل عام. وستكون هناك مراقبة أكثر على المساجد والهيئات الإسلامية غير الربحية. ففي فرنسا ملايين من المسلمين وبإمكانهم أن يكونوا مرآة عاكسة للإسلام السمح والإسلام الصحيح الذي ينبذ العنف.