باتت صفة النرجسية وهي الصفة المذمومة التي ذمها القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومع مرور الزمن تحولت إلى داء نفسي ومرض اجتماعي يصيب فئة معينة من الأفراد، فالفرد من هذه العينة يتصف بعدد من الصفات فتلكم الشخصية ينتابها شعور بأهمية الذات فهو يرى في نفسه أنه محور الكون وانفراده بأحقيته بالتميز فقط دون غيره كما أنه يبالغ باستعراض منجزاته ولديه أوهام كامنة في دواعي نفسه مستمرة معتقداً أنه هو الوحيد المتفوق ولديه احتكار للحديث إذا تحدث، كما أنه يقلل من شأن الآخرين فليس لديه ضبط لمشاعر من حوله البتة، إضافة لافتقاده إلى التواصل الجيد مع غيره، وباستعراض تلك الصفة السيئة إن صح لي التعبير بذاته في سياق مقالتي هذه فأورد بعضاً من تلك الصفات لتلك العينة من الأفراد وما دلت عليه الأوصاف في كتاب الله الكريم لتلك الشخصية، ومنها غروره وكبره والتي نهى عنها القرآن الكريم كما جاء في قوله تعالى: (ولا تمش في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً) الإسراء. والرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه قال (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلَا رفعه اللَّه). والفرد من هذه الفئة يرى في نفسه أنه منزه عن الخطأ ودائماً هو على حق، محاولاً أن يظهر نفسه دائماً بأنه هو الأفضل فهو متفاخراً بنفسه فلديه ما يعرف بالأنا العليا، فهو دائماً لا يرى الا نفسه وذاته فلا تهمه مشاعر الآخرين فهو يعيش على اهتمام الاخرين به ولديه كبر واعتداد بالنفس ويفرض على من حوله الإصغاء إليه فهو يرى في نفسه أنه الفاهم الوحيد في كل شي وهو بذلك السلوك المشين يتعالى على غيره من الناس معتقداً أنه الأفضل عن غيره وهو بهذا الصنيع ينكر فضل الله عليه، ألا يعلم من يسلك هذا السلوك فضل الله سبحانه وتعالى عليه ؟ والأسوأ من كل ما ذكر أنفاً عن تلك الشخصية أنه لا يقبل النصيحة البته فهو لا يعترف أبداً بالخطأ فهو دائماً على صواب فيرى في نفسه أنه لا يخطي وأنه هو الكامل في كل شي وقد يقوده هذا السلوك إلى الحقد والحسد والتي هي من أقبح الطباع ومفسدة للأخلاق. كما أن تلك الشخصية تتسم بسلوكياتها المتمحورة حول التفكير بالذات والغطرسة، وعدم التعاطف مع غيره فهو دائماً يعمل جاهداً على الحصول على الإعجاب والاهتمام بصفة مستمرة، ومن خصائص تلك الشخصية أيضاً حب الذات وأهميتها والتكبر، والأنانية، والتلاعب، وكذلك التركيز على المظاهر الخارجية مع عيشه في أوهام النجاح، وقناعته بأنه هو من يستحق معاملة خاصة فيرى في نفسه أنه هو النادر من نوعه، إضافة بأنه لا يتقبل النقد أو الهزيمة. وقفة: "يضطر المرء أحياناً إلى وضع نقطة مؤقتة في علاقة ما إلى حين أن يعي الطرف الآخر بقيمة كل الفواصل التي وضعت سابقاً".