هل سمعت جماهير الاتحاد السعودي حين يتصايحون ويتمايلون : بالطول...بالعرض...الآتي يهز الأرض ؟! بالنسبة لي فإني أحب اللعب ولا أحب المشاهدة ولكن هذه الصيحات سمعتها ممن كانوا يلعبون معي في الحارة قديما ! فحفظتها ! لدي صيحة جديدة أود أن أسمعها لجماهير النصر والهلال والاتحاد وجمهور الحياة كي يرددوها : ياكثرهم ...والحسد..الله وكيلك ! نعم على نفس اللحن الذي اخترعته انت الآن ! وجدت طبيب الأسنان عند الحلاق هذا اليوم، ورأيت الحلاق عند طبيب الأسنان نفسه ! الجزّار واقفاً في الصف عند الخباز ينتظر دوره ورأيت الخباز حاملاً اللحم وخارجاً من دكان الجزار ! نحن للآخرين ، والآخرون لنا ! نحن كثير يومئذ فلماذا نحجر الواسع ! فالوظائف كثيرة بعدد شعر رأسك أو تزيد ! والمواهب أكثر من حبات رمال الربع الخالي يامن تظن أنك خالي ! إذن، لماذا الحسد رغم أن الحياة مفعمة بالمواهب والوظائف والتوجهات..ولكل وجهة هو موليها؟ ! ألا فكف عن حسدك أيها الموهوب وانغمس في موهبتك ! اكبح جماحك أيها الجزار عن حسد النجار ! كل له شأنه ورزقه وطاقته وعطاؤه ...فلماذا التحاسد والقلق ؟! فالمصيبة كل المصيبة هي بأن أهل الموهبة نفسها لا يأخذون التجارب من بعض لأن دافع الحسد يرفرف بأجنحته عند كل تطور ! أؤمن كامل الإيمان بما قاله شيخ الإسلام «ماخلا جسد من حسد لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه « وكذلك أؤمن بأن هناك مايسمى (بالمدافعة)بأي طريقة يراها الشخص لعلاجه ! عزيزي فإنك إذا بدأت بمشوار الحسد فإنك قد بدأت مشوار الأسى وأي أسى ؟! في الدنيا تحترق وفي الآخرة تحترق حسناتك كاحتراق الأوراق وسط التنور ! أردد دائماً في نفسي وفي تركيزي وذهولي : سبحان من سخر بعضنا لبعض فكل شخص محتاج لمهنة الآخر، لندرك أن الجادة واسعة والمسارات أوسع، فلماذا نتداخل على مسارات الآخرين ونتشاحن ونتباغض رغم أننا مكملون لبعض؟ ! أرى في العربي كثرة الالتفات وأرى في الغربي الانهماك في الأدوات! أدواته الخاصة ! لو طور كل واحدٍ منا موهبته لاستفدنا من بعض بدل أن نتراشق السخرية أو نسحق مواهبنا دون أية جدوى ! وكانت هناك عمارة الأرض لا هدم المواهب والوظائف في وجوه الموهوبين والزهد بأن نرتشف من ينابيعنا المختلفة والصافية ! ومضة : بعضهم يدافع الأحزان حتى لو كان بالأغاني ، ويعجز عن أن يدفع الحسد بالرضا والآيات !