واجه ملايين السوريين في مخيمات النازحين في بلادهم ومخيمات اللاجئين في لبنانوالأردن وتركيا، أوضاعاً مأساوية بسبب العاصفة "هدى" التي تضرب منطقة الشرق الأوسط، وتوفي سوريان في منطقة شبعا بجنوبلبنان جراء الأمطار الغزيرة والثلوج والرياح الشديدة المصحوبة بعواصف رعدية والمعروفة باسم العاصفة " زينة" التي تضرب لبنان حالياً، وتسببت العاصفة الثلجية العاتية التي تضرب دول شرق المتوسط في قطع الطرق والكهرباء وتعليق الدراسة وتعطيل الملاحة الجوية في لبنانوالأردن، وفاقمت معاناة اللاجئين السوريين بلبنان، وسارع سكان الضفة الغربيةوالأردن إلى تخزين المؤن تحسباً للعاصفة. ويواجه مائة ألف لاجئ سوري في بلدة عرسال شمال شرق لبنان، رياحاً وانخفاضاً في درجات الحرارة قبل وصول الأمطار التي تحملها العاصفة. ويعاني هؤلاء اللاجئون نقصاً في محروقات التدفئة والمساعدات رغم إعلان الأممالمتحدة وهيئات إغاثية تقديم معونات قبل وصول العاصفة. كوارث زينة لبنانياً، أثرت العاصفة على حركة التجول في صور ومنطقتها إذ خفت تخوفاً من سيول وانقطاع الطرق. وألحقت العاصفة أضراراً جسيمة بالمزروعات وسهول الموز والحمضيات والخيم البلاستيكية. كما وصل ارتفاع موج البحر على مدخل صور الشمالي إلى ثلاثة أمتار، وتشهد الأنهار ارتفاعاً في منسوبها وخصوصاً النهر الكبير. وتسببت العاصفة بأعطال في شبكة الكهرباء في القضاء. وأغلقت المدارس الحكومية والخاصة أبوابها، وشهدت المؤسسات الرسمية شبه إقفال. تجمّد ومن كوارث زينة، تجمد بحيرة عيون السمك الواقعة بين عكار والضنية، وكما توفي مواطن سوري في شبها، إضافة إلى طفة في عكار من شدة البرد، وكما أن الرياح العاتية وموجة البرد وتدني درجات الحرارة تسببت بنفوق ما يزيد على ال 15000 طائر دجاج في مزرعتين في بلدة عمار البيكات. وفي مخيم عين الحلوة، غمرت السيول الشوارع وحاصرت عدداً من المنازل وخيم النازحون في مجمع بدر وتسببت العاصفة بسقوط حائط منزل الفلسطيني عبد شاكر في حي الزيب الذي يعاني أساساً من تصدعات كبيرة، فيما ناشد مسؤول اتحاد المؤسسات الإغاثية الإسلامية في مخيمات صيدا أبو إسحق مقدح الاونروا ومنظمة التحرير ب"ضرورة تأمين المساعدات للاجئين والنازحين الفلسطينيين داخل المخيم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها والتي زادت من حدتها العاصفة "زينة ". يشار إلى أن لبنان عرف مثلها مرّات عدّة. في عامي 1982 و1992 على سبيل المثال. لعلّ الفارق الوحيد هو أن "عواصف أيام زمان" كانت "نكرة"، إن عُرّفت، فبالأرقام فقط. وفي سوريا، ارتفعت أمواج البحر بسبب الرياح القوية، ما تسبب في فيضان المياه بجزيرة أرواد. وأظهرت صور بثت على الإنترنت المياه وهي تغمر الطرق والمنازل في الجزيرة، وألحقت العاصفة أضراراً كبيرة بالبنية التحتية وتسببت في قطع الطرق وتوقف حركة المرور بشكل كامل. وفي الأردن، التي شهدت أمس، تساقطاً كبيراً للثلوج، وأغلقت الطرق، أعلنت الحكومة تعطيل المؤسسات والدوائر الحكومية والمدارس والجامعات بسبب الظروف الجوية المتوقعة، كما قررت الحكومة الأردنية تعطيل الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية أعمالها، اليوم الخميس، نظراً للظروف الجوية السائدة. كما قرر محافظ البنك المركزي تعطيل أعمال البنك المركزي والبنوك العاملة في المملكة، غداً أيضاً، نظراً للظروف الجوية السائدة. وشهدت الشوارع والأسواق التموينية ازدحاماً كبيراً استعداداً للعاصفة "هدى" كما يسميها الأردنيون، واكتظت المتاجر الكبيرة منذ صباح الثلاثاء، بالمواطنين لشراء كميات كبيرة من الخبز والسلع الغذائية. الضفة الغربية وفي الأراضي الفلسطينية، سارع الناس إلى اقتناء المواد الغذائية والمدافئ التي تعمل بالغاز أو الوقود، وسط توقعات بتساقط كثيف للثلوج، وفي الضفة الغربية خلت شوارع رام الله التي تقع على ارتفاع 872 متراً من المارة. وخلت شوارع قطاع غزة، الذي دمره هجوم إسرائيلي، من المارة أيضاً. وقد بقي سكان القطاع في بيوتهم للحصول على بعض الدفء بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. وأغلقت المحلات التجارية بينما لم تغادر سفن صيد السمك المرفأ. وهطلت الثلوج، صباح أمس الأربعاء، على هضبة الجولان السورية المحتلة، وفي الجليل شمال البلاد والخليل جنوبالضفة الغربية. أوضاع مأساوية وواجه ملايين السوريين في مخيمات النازحين في بلادهم ومخيمات اللاجئين في لبنانوالأردن وتركيا، أوضاعاً مأساوية بسبب العاصفة "هدى" التي تضرب منطقة الشرق الأوسط. وناشد لاجئون سوريون في لبنانوالأردن منظمات الإغاثة والأممالمتحدة، تقديم العون لهم لمواجهة انخفاض درجات الحرارة التي نتجت عن هذه العاصفة المصحوبة بالثلوج والأمطار الغزيرة والرياح القوية. ويعاني اللاجئون نقصاً حاداً في وقود التدفئة وفي المساعدات، رغم إعلان الأممالمتحدة وهيئات إغاثية تقديم معونات قبل وصول العاصفة التي تعد أقوى تحدّ يواجه اللاجئين منذ عامين. وقال عاملون في مجال الإغاثة الإنسانية: إن الرياح القوية التي سبقت العاصفة اقتلعت عشرات الخيام التي تؤوي اللاجئين السوريين في لبنان. ففي سهل البقاع شرق لبنان، يواجه أربعمائة ألف لاجئ سوري عوامل مناخية صعبة، بينهم نحو مائة ألف في بلدة عرسال التي تراجع وصول المساعدات إليها منذ أغسطس/آب الماضي. وأدت الثلوج والأمطار والرياح إلى انخفاض حاد في درجات الحرارة، حيث وصلت إلى عشر درجات تحت الصفر في بعض المناطق.