لا يملك رئيس اللجنة الفدرالية للاتصالات توم ويلر، عادة الكثير ليتكلم عنه، لكنه بالكاد استطاع كبت سعادته خلال المؤتمر الصحفي في منتصف ديسمبر عندما أفاد بأن الوكالة حصلت بشكل غير متوقع على مليارات الدولارات للحكومة الفدرالية، ويأتي المال من المزاد العلني الذي تقيمه اللجنة الفدرالية للاتصالات ببيعها تراخيص للوصول إلى طيف الترددات الراديوية، وهي موجات الأثير المستخدمة لنقل البيانات اللا سلكية إلى الهواتف المحمولة. قبيل افتتاح المزاد العلني في نوفمبر، قامت لجنة الاتصالات بتحديد سعر الحجز الأدنى بمبلغ 10.6 مليار دولار. بحلول 17 ديسمبر، تجاوز تقديم العطاءات 44 مليار دولار. قال وييلر: «أعتقد أنه من الآمن جدا القول إن المزاد كان ناجحا». هذه العطاءات المقدمة تفوقت بصورة أكبر بكثير على السجل السابق البالغ 19 مليار دولار لمزاد طيف آخر تم تحديده في عام 2008. كانت كل من (ايه تي أند تي) و(تي موبايل) و(فيرايزون) من بين الشركات السبعين التي تأهلت للمشاركة في المزاد الحالي، ومقدمو العروض الأصغر - مثل مدينة كيتشيكان، في ألاسكا، والشركة التعاونية للهواتف الريفية في جنوب شرق ولاية إنديانا - قاموا بالتسجيل أيضا. تقدم العطاءات بصورة مقْفلة، ولن تفصح لجنة الاتصالات عن أسماء الشركات التي اتخذت زمام المبادرة في تقديم العطاءات حتى ينتهي المزاد في الأسابيع القليلة المقبلة. يقول والتر بيسيك، المحلل لدى (بي تي اي جي)، شركة لبحوث الاتصالات: «إن الشركات تتنافس وكأنها في معركة بالأيدي.» في وقت سابق من عام 2014، قدر بيسيك أن المزادات قد تجلب 12 مليار دولار إلى 14 مليار دولار. يقول إنه فوجئ عندما تخطت العطاءات المقدمة تقديرات المزاد القبلية. في الأحوال الطبيعية، تجد أكبر شركتين مشغلتين - (ايه تي أند تي) و(فيرايزون) - وسيلة لتجنب المزايدة على بعضهما البعض. يقول بيسيك: «بقيتا متمسكتين بمكانهما». وأضاف: «لم تقوما برفع الأسعار لذلك المستوى العالي». هنالك سببان للمزايدة: لإيقاف المنافسين أو الوافدين الجدد من الحصول على الطيف أو لتقديم خدمات جديدة. في عام 2012، اشتكى كل من شركة تي - موبايل والآخرون إلى لجنة الاتصالات الفدرالية بأن شركة فيرايزون كانت تقوم بتخزين مقاطع من الطيف من أجل إبقاء المنافسين خارج السوق. رد مسؤولو شركة فيرايزون بأنهم كانوا مضيفين جيدين للطيف. تساعد أسعار المزاد العالية أيضا في تعزيز الحواجز أمام دخول الشركات اللا سلكية الأصغر. كانت التوقعات لهذا المزاد منخفضة نظرا لأن الطيف المراد بيعه ليس في أدنى الترددات التي تستطيع الانتقال بعيدا واختراق الجدران بسهولة. (على الطرف المنخفض من الطيف، من المرجح أن المكالمات تنقطع في المصاعد). لكن التغطية اللا سلكية في معظم مدن الولاياتالمتحدة قد وصلت إلى نقطة التشبع. يقدم الطيف عالي التردد المراد بيعه لمشغلي الشبكات اللاسلكية عرض نطاق ترددي خام يستطيعون استخدامه لتقديم خدمات بيانات أسرع مثل بث مقاطع الفيديو إلى الهواتف. في شيكاغو، يقول دينيس روبرسون، البروفيسور لدى معهد إيلينوي للتكنولوجيا: إن معظم الترددات المتاحة يتم استخدامها، وقد اجتذبت كتلة المزاد التي تغطي المدينة عروض أسعار أعلى من تلك التي توجد في أي جزء من الولاياتالمتحدة. كما لم يتضح بعد متى سوف تقيم الحكومة مزادها القادم للطيف، الترددات التي تم ترخيصها في المزاد الحالي هي قيد الاستخدام من قبل وزارة الدفاع الأمريكية ووكالات الحكومة الأخرى. كانت اللجنة الفيدرالية للاتصالات تعتزم إجراء مزاد للطيف منخفض - التردد المستخدم الآن من قبل شركات البث التلفزيوني وذلك في عام 2015، لكن تم تأجيل البيع على الأقل لغاية عام 2016 بسبب وجود تحد قانوني في المحكمة من الاتحاد الوطني للمذيعين. أشارت لجنة الاتصالات أيضا إلى أنها سوف تحد من مقدار الطيف المسموح بشرائه من قبل الشركات الكبرى مثل فيرايزون وايه تي أند تي في ذلك المزاد في أي وقت تقرر القيام به. يقول بيسيك: «قد يكون هنالك واحد او اثنان من الأصدقاء يقول، هل تعرف؟ هذه هي فرصتنا الأخيرة للحصول على الطيف الذي نحتاجه». لم يعد يهم لجنة الاتصالات لماذا وصل تقديم العطاءات لمستويات عالية جدا، وقبل أن بدأت بمزايدة التراخيص في منتصف التسعينيات، عينت اللجنة تراخيص مجانية للطيف معتمدة على فهمها للمصلحة العامة. وعائدات المزاد سمحت لها بأن تدعي أنها قد قامت بتمويل أولوياتها الخاصة بها ذاتيا. حوالي 7 مليارات دولار من هذا المزاد سوف يتم تخصيصها لدفعها إلى شبكة اتصالات على الصعيد الوطني في حالات الطوارئ، وهذا ما تمت التوصية به قبل عقد من الزمن من قبل لجنة الحادي عشر من سبتمبر. أما الباقي فسوف يتم إيداعه في الخزينة للمساعدة في تسديد الدين العام للحكومة البالغ 13 تريليون دولار.