نسمع أو نقرأ بين فترة وأخرى أن هناك ثمة ما يُباع بأغلى الأثمان أو ربما يمخر عباب الخيالات والأعاجيب في الأرقام والأسماء بشكل التوالي الهندسي لا العددي، كأن يتصارع المصطفون على جمل أو ماعز أو جوال أو قلم، مهما كانت نوعية الشئ المباع أو قيمته من الناحية النفسية أو العملية لذاته ولمن ينظر إليه وهكذا، وليس هناك مندوحة أو معقل يتوقف عنده هذا التواصل من تلك التركيبة الذهنية الفريدة على- أقلها- أنه فن طازج متجدد (فنتازيا) تتمركز في قدرة الأطراف الحاضرة بالاستغناء من جهة، وفي قدرة إمكانية الاحتضان من جهة اخرى، حيث لا ضرر ولا ضرار لمن يشتريه، وهو أمر مستطاع من قبله وله دوافعه المعتبرة في واقعه الشخصي وبحضوره المجتمعي، ومن نقطة البدء إلى فاصلة الوصل، ففيه اشارة او ربما تنويه بما هو حقيق بالمتابعة وجدير بالاستقراء وهو- وعلى رغم- من تصاعد قيمة ما ذكرنا تظل حركة الانسان في الحياة من هذا المفهوم رخيصة، سواء في صورته العطائية أو البشرية في ضروب الاحتراف وعدم الاعتراف أو التكريم المصاحب له أو في كثرة ما يتعرض له من أخطار ومتاعب جراء الظروف الطبيعية من أمراض وكوارث وشؤون طارئة، لابد من الحزم والتأمل عندها ومنها حوادث المرور واحتراب الطرق وإزهاق الارواح وقد يذهب السبب إلى عدة جهات وليست مقتصرة على واحدة، فوزارة النقل لها نصيب من الاهتمام بسلامة الطريق ومسافاته داخل المدينة وخارجها، ووزارة الصحة من الاسهام في جعل إسعاف متنقل أو ثابت بين مسافة واخرى يتوفر على انقاذ أي مريض محتمل، وينطبق ذلك على وزارة التربية والتعليم في إيجاد هيكلة تنظيمية للنقل الوظيفي وترتيب بعض القناعات اللازمة لحل بعض المشكلات المتوقعة وعرضها سواء للتجربة او للتطبيق، وايضا وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتنسيق مع الشرطة والمرور والإمارة في متابعة أعمال الانارة ومشاريع السفلتة وإرشادات القيادة داخل وخارج المدينة، ولربما قد يحد هذا التواصل- ومن أكثر جهاز حكومي- من تفاقم الحوادث المرورية التي وصلت في ذروتها إلى ما يشبه الحروب المتصاعدة والمتسارعة بين الدول التي تهلك الحرث والنسل. عليه نتفهم أن عدم التوصل لحل في مثل هذه الظروف تكون قيمة الانسان أرخص مما يتصور "رجوعا إلى البدء في عرض المقال".