دائماً تتردد في المجالس الرياضية بمحافظة الأحساء فكرة دمج الأندية الأحسائية الأحد عشر نادياً إلى أربعة أو ثلاثة أندية و هذه الفكرة نبعت من كون المواهب الرياضية التي تزخر بها محافظة الأحساء ستكون مسخرة و مركزة على أندية معينة ستتيح لتلك المواهب أن تجد نفسها في الأندية صاحبة الإمكانيات المادية الأكبر . ( الميدان ) أجرى استطلاعا مع جميع رؤساء أندية محافظة الأحساء ماعدا رئيس نادي العيون حمد العمر الذي ينشغل بواجب العزاء لأحد أقربائه . السؤال الذي طرحه « الميدان » هل تؤيد دمج أندية المحافظة ؟ فكانت النتيجة تباينا في الآراء مابين المؤيد و المعارض ، و تبقى نسبة المعارضين هي الأكبر و لأسباب مختلفة لكن يبقى التعدد السكاني هو أبرز أسباب المعارضة . ( تخصيص الأندية ) أيد رئيس مجلس إدارة نادي الفتح المهندس عبدالعزيز العفالق فكرة دمج بعض الأندية بمحافظة الأحساء قائلاً : العدد الكبير من الأندية يحجز العديد من المواهب من التوجه للأندية ذات الإمكانيات الكبيرة فأجد دمجها خاصة على مستوى كرة القدم يخدم الكرة الأحسائية من أجل الظهور بشكل قوي في جميع الدوريات السعودية . و اقترح العفالق فكرة تخصيص الأندية بلعبة بعينها قائلاً : هناك بعض الأندية تتميز بلعبة معينة من الألعاب المختلفة و لو تم التركيز من قبل إدارة ناديها فإني على يقين بأنها ستبدع و لو اقترحنا من اتحادات الألعاب المختلفة بتحديد الألعاب التنافسية التي تنافس بها الأندية من أجل التركيز عليها و من خلالها يقل الصرف المالي لدى بعض الأندية لاقتصار عملها على لعبة بعينها . ( الكثافة السكانية تحتم العدد الحالي ) في المقابل لم يؤيد نائب رئيس مجلس إدارة نادي هجر المهندس عبدالعزيز القرينيس فكرة دمج الأندية قائلاً : سيتسبب دمج الأندية في تقليل المنافسة بين الأندية فالعدد الحالي يتيح فرصة المنافسة بين الأندية و تقليصه سيؤدي إلى غياب ذلك التنافس . و أضاف القرينيس حول الدمج قائلاً : الكثافة السكانية التي تتمتع بها محافظة الأحساء تجبر إلى البقاء بالعدد الحالي و ربما الزيادة و لابد أن نضع بعين الاعتبار أن جميع أندية الأحساء لديها ألعاب تميزها عن الأخرى . ( دمج الألعاب المختلفة في ناد واحد ) من جانبه رحب رئيس مجلس إدارة نادي الجيل عبدالعزيز المريسل بفكرة الدمج قائلاً : أعتقد في ظل ضعف الموارد المادية للعديد من الأندية و صعوبة توفير مداخيل مالية ثابتة أصبحنا بحاجة للدمج لكن هذا الأمر لن يجد قبولا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار بأن العديد من الأندية تعتبر ناديها يمثل منطقتها أو قريتها . و اقترح المريسل فكرة دمج الألعاب المختلفة قائلاً : لو تم دمج الألعاب المختلفة المتميزة في محافظة الأحساء في ناد واحد سيكون مجدياً للغاية و سيفتح لذلك النادي آفاقا في تغطية المصاريف خاصة إذا سخرت كل إعانة النادي لتلك الألعاب و على ذلك يتم تقليص الأندية التي تلعب كرة القدم والاقتصار على الأندية المنافسة فقط . ذكر رئيس مجلس إدارة نادي الروضة سعيد المعيويد بأن فكرة دمج الأندية فكرة مقترحة منذ القدم و أنه من المؤيدين لتلك الفكرة و قال : دمج الأندية تصب من مصلحتها بحكم التقارب فيما بينهما و لو أخذنا على سبيل المثال نادي الروضة يحيط به 4 أندية لا تتجاوز المسافة بينهما أكثر 3 كيلو مترات ناهيك إلى أن الكثافة السكانية لتلك القرى تتراوح إلى 4 آلاف نسبة فلو تم دمجها ستكون قوة لذلك النادي المدمج بل ستصب في مصلحة الرياضة في الأحساء من الناحية التطويرية كون تلك الأندية لا تمتلك سوى المواهب. و أضاف المعيويد قائلاً : ربما ما يقف في تنفيذ هذه الفكرة تمسك بعض القرى بأنديتها كونها تمثلهم . ( معاناة اللاعبين ) فيما رفض رئيس مجلس إدارة نادي العدالة المهندس عبدالعزيز المضحي تنفيذ فكرة دمج الأندية بمحافظة الأحساء قائلاً : التعدد السكاني لدينا في محافظة الأحساء كبير للغاية و لا يمكننا أن نحصرهم في أندية معينة فإذا تم الدمج فإننا سنعاني من مشكلة تسجيل اللاعبين في المقابل عدد الشباب لدينا كبير . و أضاف المضحي قائلاً : بالرغم من عدد الأندية الحالي الا أننا نعاني في الالتزام في العدد المحدد في تسجيل اللاعبين في جميع الألعاب مما نضطر إلى التفريط ببعض اللاعبين من أجل التقيد بعدد المسجلين . و ذكر المضحي لا تستطيع الأندية الحصول على استثناء في عدد اللاعبين المسجلين لذا لا يجد عدد كبير من شبابنا ناديا يمارس من خلالها رياضته المحببة إليه . ( مواهب الأحساء ) من جانبه استذكر رئيس مجلس إدارة نادي الشروق إبراهيم الدبل مقولة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمة الله قائلاً : في 1408 ه حينما ذهب وفد من رؤساء أندية الأحساء في زيارة سموه في مكتبه و تحدثوا معه عن دمج بعض أندية المملكة رد قائلاً تدمج جميع الأندية الا أندية الأحساء لما تزخم به من مواهب رياضية يجب المحافظة عليها . و أضاف الدبل قائلاً : لا أؤيد إطلاقا فكرة الدمج لأن الأندية مكان أمان لشباب المنطقة فليس من المنطق أن تدمج أندية لأسباب بإمكاننا حلها و هي الموارد المادية متى ما تم توفير الموارد المادية فنحن لسنا بحاجة لذلك الدمج فلن نرضى بذلك الدمج لأنه لم يكفل ذلك الدمج احتضان العدد الكبير من شباب المحافظة . (جذب الشباب ) فيما رفض رئيس مجلس إدارة نادي الصواب علي العباد فكرة الدمج قائلاً : كل قرى الأحساء لديها كثافة سكانية كبيرة فإذا أخذنا على سبيل المثال نادي الصواب مسجل لديه أكثر من 600 لاعب على مستوى جميع الألعاب بالرغم من عدم امتلاكنا لمنشأة رياضية و لو كانت لدينا منشأة فسيكون الرقم كبيرا جداً . و أضاف العباد قائلاً : من أهداف الرئاسة العامة لرعاية الشباب هو جذب الشباب و احتضانهم و تنميتهم عبر الرياضة و خدمة الوطن في التشريفات الرياضية . و ذكر العباد بأن الأندية الأحسائية لو امتلكت الموارد المادية فإنها ستبدع في جميع الرياضات و هذا الأمر لن يحدث الا بدعم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في دعم الأندية ذات الموارد المالية الضعيفة . و اختتم العباد حديثه : أدعو جميع المناطق التي تمتلك كثافة سكنية في زيادة عدد الأندية . ( تعدد الخيارات ) كما عارض رئيس مجلس إدارة نادي النجوم عبدالرحمن الكليب فكرة الدمج معللاً ذلك قائلاً : لا يمكننا أن نحصر الألعاب على أربعة أندية أو ثلاثة لما سيسبب ذلك لعدم إمكانية تلك الأندية لاستقطاب عدد كبير من الشباب القادرين على الإبداع في الألعاب فعلى سبيل المثال نادي النجوم لا يغطي قرية الشقيق وحدها بل إنه يجذب عدداً كبيرا من الشباب من القرى المجاورة بل إن بعض لاعبيه من مدينة المبرز . و أضاف الكليب قائلاً : تعدد الأندية يفتح لشباب الأحسائي خيارات كثيرة في اختيار الأندية و البحث عما يناسبه . و ذكر الكليب بأن الأندية تفتقر للموارد المادية التي يتطلع إلى اهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب في توفيره للأندية من أجل أن يتسنى لهم الإبداع . ( قتل لرياضة الأحساء ) وصف رئيس مجلس إدارة نادي القارة المهندس علي العبد المحسن دمج الأندية بقتل الرياضة بمحافظة الأحساء قائلاً : تقليص عدد الأندية و دمجها في أربعة إلى ثلاثة أندية سيؤدي إلى غياب التنافس بين الرياضيين الأحسائيين فكلما وجدت الزيادة كلما ضمنا وجود التنافس بين الرياضيين وستتسنى لنا مشاهدة العديد من المواهب الرياضية التي ستخدم الرياضة السعودية . و أضاف العبدالمحسن قائلاً : لابد أن ننظر لمنشأة الأندية بأنها مكان أمان للشباب في مزاولة الألعاب الرياضية حتى إن لم ينافس بها من خلال الدخول في المسابقات الرياضية التي تنظمها اتحادات الألعاب المختلفة . ( الخريطة الجغرافية ) كما رفض رئيس مجلس إدارة نادي الطرف عبدالله المطلق فكرة الدمج قائلاً : لابد أن ندرك مدى أهمية الأندية في احتضانها للشباب فلابد أن ننظر إلى الخريطة الجغرافية لمحافظة الأحساء فهي محافظة كبيرة تمتلك تعددا سكانيا كبيرا ناهيك إلى النواحي الاجتماعية فكل قرية في محافظة الاحساء لديها عادتها و تقاليدها لذا أجد أن الدمج لن يكون ناجحاً و لن يصب في مصلحة رياضة الأحساء . و أضاف المطلق قائلاً : عملت في فترة سابقة بحثاً شاملاً و متكاملاً بهذا الشأن فتحصلت في النهاية بأن فكرة الدمج لا تخدم رياضتنا و إن كان الأمر الزاميا لابد أن يكون هناك مميزات تدفعنا للدمج مثل توفر المنشآت الرياضية الكبيرة و كذلك توفير المواصلات و كذلك توفر الموارد المالية التي تكون عائداً غنياً للأندية . قدم الفتح