أعلن مصدر عسكري تابع للنظام السوري السبت أن القوات الحكومية صدت هجومًا لمقاتلي تنظيم داعش على قاعدة جوية في محافظة دير الزور في شرق سوريا، وهي واحدة من آخر معاقل القوات الحكومية في شرق البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن مقاتلي تنظيم داعش اقتحموا قاعدة دير الزور الجوية فجر السبت، ولكن أجبروا على التقهقر وأضاف إن عدد القتلي من الجانبين 119. وجاء الاقتحام بعد عملية تفجير نفذها انتحاري من التنظيم «في بوابة المطار الرئيسية بعد قصف عنيف ومكثف بالمدفعية وراجمات الصواريخ من التنظيم على تمركزات لقوات النظام في المطار»، حسب المرصد. وتمكن التنظيم كذلك «من السيطرة على كتيبة الصواريخ الواقعة جنوب شرق المطار» على تلة ملاصقة له من جهة الجنوب. وقال مصدر سوري سئل عن اقتحام القاعدة: «لم يستطع الإرهابيون السيطرة على القاعدة الجوية». وأحكم تنظيم داعش قبضته على محافظة دير الزور المنتجة للنفط تدريجيًا منذ بداية العام، في حين تسيطر قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد على القاعدة الجوية في المحافظة وأجزاء من عاصمتها. وقال المرصد ومقره بريطانيا: إن 51 من جنود الأسد و68 من مقاتلي داعش لقوا حتفهم خلال الهجوم الذي استمر ثلاثة أيام. وتابع إن عناصر من داعش انسحبت من الجبل المطل على دير الزور جراء القصف المكثف. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية السبت أن الجيش قتل عددًا من «الإرهابيين» في منطقة الجفرة القريبة من المطار. ولم تمنع الغارات التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد داعش منذ سبتمبر التنظيم من شن هجمات على قوات الأسد وأهداف أخرى لطرد القوات الحكومية وقوات معارضة أخرى. وذكرت السفارة الأمريكية في سوريا على حسابها على موقع تويتر في وقت متأخر من مساء الجمعة أن طائرات أمريكية أغارت على أهداف لتظيم داعش قرب دير الزور هي ثلاث مركبات وحفار ومعسكر تدريب. ولم يتضح ما إذا كانت الهجمات وقعت قرب القاعدة. وتجاور دير الزور مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في العراق وتعد حقول النفط في المحافظة مصدر الدخل الرئيسي للتنظيم. وقال المرصد: إن عناصر التنظيم أقدموا على فصل رؤوس بعض جثث الجنود السوريين عن أجسادهم. ومطار دير الزور العسكري مطار كبير ويعتبر «الشريان الغذائي الوحيد» المتبقي للنظام في المنطقة الشرقية، بحسب المرصد، ويستخدم كذلك لانطلاق الطائرات الحربية والمروحية في تنفيذ غارات على مواقع التنظيمات الجهادية ومناطق خاضعة لمقاتلي المعارضة في أنحاء عدة من سوريا. ومنذ الصيف الماضي يسيطر داعش على مجمل محافظة دير الزور باستثناء المطار، وحوالى نصف مدينة دير الزور. هجوم كردي في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الحدودية مع تركيا، قال المرصد السوري: إن وحدات حماية الشعب الكردية شنت هجومًا على مواقع تنظيم داعش في منطقة بوطان شرقي عند أطراف هضبة مشتة نور جنوب شرق المدينة ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 17 عنصرًا من التنظيم الجهادي، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن المقاتلين الأكراد تمكنوا من سحب جثث 14 منهم. وسجلت خسائر لم تحدد في صفوف الأكراد. وتراجعت حدة المعارك على محاور عين العرب خلال الاسابيع الأخيرة بعد أن بدأ سقوطها وشيكًا في يد تنظيم داعش، وذلك بعد أن حظي الأكراد بدعم جوي من طائرات الائتلاف العربي الدولي وبسلاح ومقاتلين من الجيش الحر والبشمركة العراقيين. ويتقاسم الأكراد والجهاديون السيطرة على المدينة التي لا تزال محاصرة من قوات التنظيم. كمين قتل أكثر من عشرين عنصرًا لقوات النظام السّبت في كمين لتنظيم داعش على أوتوستراد حمص- السلمية في ريف حمص الشرقي، وقالت وكالة سمارت للأنباء: إن عناصر من تنظيم داعش نصبوا كمينًا لرتلٍ عسكري لقوات النظام على أوتوستراد حمص- السلمية أثناء توجههم إلى مدينة السلمية في حماة ما أدى لمقتل أكثر من عشرين عنصرًا للأخيرة. كما دمر عناصر تنظيم داعش عربتين عسكريتين لقوات النظام بعد استهدافهما بقذائف في الكمين ذاته. من جهة أخرى قصفت قوات النظام صباح السّبت بقذائف الهاون مدينة بصرى الشام بريف درعا، واستهدفت قوات النظام المتمركزة عند حاجز برد أبنية سكنية في المدينة بالهاون، تزامن ذلك مع اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في المدينة، دون تسجيل إصابات. في الأثناء طال قصف بقذائف الهاون مدينة أنخل من مقرات قوات النظام في اللواء (12). محاكمة على صعيد آخر حكمت محكمة بريطانية الجمعة بالسجن على شابين بريطانيين أدينا بتهمة الانضمام إلى منظمات إرهابية في إطار حملتها لمواجهة تهديد الجهاديين الذين قاتلوا في سوريا. وكان كل من يوسف سروار ومحمد أحمد وهما رفيقا طفولة يتحدران من برمنغهام، وحكم على كل من الشابين البالغين من العمر 22 عامًا بالسجن لمدة 12 عامًا وثمانية أشهر. وفي قضية منفصلة حكم على ماشودور شودوري وهو أب لولدين في أوائل الثلاثينات من العمر ويقيم في بورتسموث على الساحل الجنوبي لإنكلترا بالسجن أربعة أعوام لمشاركته في التخطيط لأعمال إرهابية. وأدين الشابان أحمد وسروار بالتهمة نفسها بعدما سافرا إلى سوريا، حيث يعتقد أنهما أمضيا ثمانية اشهر في صفوف جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة. وقالت المحكمة: إن الشابين توجها إلى سوريا في مايو من السنة الماضية بعد اتصالهما بمتطرفين، وقد أوقفا عند عودتهما إلى بريطانيا في يناير 2014. وقال القاضي مايكل توبولسكي: «إنهما سافرا بإرادتهما وبحماس وبأهداف وتصميم كبير لتدريب يرمي إلى ارتكاب أعمال إرهابية»، وأضاف القاضي إن الشابين «أصوليان مهتمان ومتورطان بعمق في التطرف العنيف». وأكد توبولسكي «أن المحكمة لا تشعر بأي حماس وهي تحكم على شابين بعقوبات سجن مشددة، لكن هناك جريمة خطرة اقترفت». وكان الشابان أوهما أسرتيهما بأنهما سيزوران تركيا في حين كانا في الواقع متجهين إلى سوريا. لكن يوسف ترك رسالة كشف فيها نيته القتال في سوريا مع الإسلاميين، ونجحت الأسرتان في إقناعهما بالعودة بعد أشهر وكانت الشرطة في انتظارهما لدى وصولهما إلى مطار هيثرو. لكن المعتقل السابق في سجن غوانتانامو البريطاني الباكستاني معظم بيك رأى أن الشابين اعتبرا «إرهابيين» على الرغم من تأكيدهما أنهما «لا ينويان إيذاء أحد». وأضاف «أمضيت عدة أشهر في السجن مع هذين الرجلين ولا أعتبرهما تهديدًا للجمهور البريطاني بأي شكل من الأشكال، مثل الشرطة التي أوقفتهما وقالت: إنهما لا يشكلان أي تهديد». من جهة أخرى أدانت المحكمة شودوري الذي أصبح في مايو أول شخص في بريطانيا توجه إليه تهمًا بالإرهاب مرتبطة بالنزاع في سوريا بالمشاركة في الإعداد لعمليات إرهابية. وشودوري كان في مجموعة تضم ستة شبان سافرت من بورتسموث إلى سوريا في أكتوبر من العام الماضي للمشاركة في تدريب للإرهاب في معسكر. وأفادت معلومات أن أربعة من أفراد هذه المجموعة قتلوا. وباتت نادرة الأيام التي لا تعلن فيها الشرطة عن اعتقالات جديدة في أوساط المتطرفين بعد ثلاثة أشهر على رفع مستوى الاستنفار الأمني إلى «خطر» في بريطانيا. والخميس قامت الشرطة البريطانية بعمليتي دهم جديدتين في أوساط المتطرفين الجهاديين، وألقت القبض خلالهما على سبعة أشخاص. واعتُقل خمسة أشخاص في ويلز، واعتقلت شرطة سكتلنديارد شخصين آخرين في جنوب شرق لندن. وذكرت الشرطة أن حملتي الدهم الأخيرتين متصلتان بعمليات اعتقال خمسة مشبوهين الأحد والإثنين في مرفأ دوفر وفي لندن. من جهة أخرى دفع رجل في التاسعة والعشرين من عمره ومتهم بأنه أراد مهاجمة جنود بريطانيين بسكين وهراوة ببراءته الخميس لدى افتتاح محاكمته أمام محكمة في لندن. وأكدت وزيرة الداخلية تيريزا ماي الأسبوع الماضي خلال تقديم مشروع القانون الرامي إلى تشديد تدابير الشرطة لمواجهة التهديد الإرهابي أن «التهديد لم يكن من قبل كبيرًا إلى هذا الحد». وأضافت إن السلطات قد أحبطت حتى الآن 40 مشروع اعتداء في السنوات العشر الأخيرة، وهي تتخوف من مخططات اعتداءات جديدة خصوصًا من جانب الجهاديين البريطانيين العائدين من العراقوسوريا. ويقدر عدد البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف الجهاديين بنحو 500 شخص يخشى المسؤولون عودتهم إلى البلاد.