فتحت مكاتب الاقتراع صباح الأحد في تونس التي تنظم أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية في تاريخها دعي إليها نحو 5.3 مليون ناخب. وجرت عمليات التصويت في 11 ألف مكتب اقتراع، وتواصلت من الساعة الثامنة وحتى الساعة 18,00. ويتنافس في هذه الانتخابات 27 مرشحا انسحب منهم خمسة لكن هيئة الانتخابات قالت ان أسماءهم بقيت على بطاقات التصويت لأنهم انسحبوا بعد الاجال القانونية وبعد طباعة البطاقات وتوزيعها. ويعتبر الباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب نداء تونس المرشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية. ويتنافس قائد السبسي في هذه الانتخابات مع 21 مرشحا من بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، وحمة الهمامي زعيم الجبهة الشعبية وسليم الرياحي. وفي حال عدم حصول أي من المترشحين على أغلبية 50 % زائد واحد من أصوات الناخبين، تجري دورة انتخابية ثانية في أجل أقصاه 31 ديسمبر القادم، يشارك فيها فقط المترشحان الحائزان على المرتبة الأولى والثانية في الدورة الأولى. وبحسب القانون الانتخابي يتعين على "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في أجل أقصاه ثلاثة أيام بعد اغلاق آخر مكتب للاقتراع. وأعلنت الهيئة انها "ستسعى لاختصار هذا الأجل إلى يومين". معوقات وتأخر فتح العشرات من مراكز الاقتراع بثلاث محافظات غرب البلاد لدواع أمنية. وفي حين بدأ التونسيون الإدلاء بأصواتهم في اغلب مراكز الاقتراع عند الساعة الثامنة بتوقيت تونس فإن نحو 50 مركز اقتراع في محافظات الكاف وجندوبة والقصرين القريبة من الحدود الجزائرية تقرر فتح أبوابها عند الساعة العاشرة. وأرجعت الهيئة العليا للانتخابات هذا التأخير إلى دواع أمنية حيث تمثل المناطق المذكورة خط المواجهة الأولى مع العناصر الإرهابية المتحصنة في الجبال والمرتفعات على طول الحدود الغربية. وسيتم غلق المكاتب المستثناة عند الساعة الثالثة. ودفعت تونس بنحو 90 ألف عنصر أمني وعسكري لتأمين الانتخابات وأغلقت حدودها مع ليبيا منذ يوم الخميس تحسبا لأي مخاطر. ويخوض 22 مترشحا الانتخابات وفيما يلي أسماء أبرز المرشحين: الباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب نداء تونس العلماني الفائز بالانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 أكتوبر 2014، والخصم الأول في تونس لإسلاميي حركة النهضة. قائد السبسي (87 عاما) هو أكبر المرشحين سنا وتولى في الماضي مسؤوليات حكومية (الداخلية، الخارجية،..) في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي حكم تونس من 1956 حتى 1987. كما تولّى رئاسة البرلمان بين 1990 و1991 في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. بعد الثورة، تم تكليفه برئاسة الحكومة التي قادت البلاد حتى إجراء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي كانت أول انتخابات حرة في تاريخ تونس. ركز حملته الانتخابية على "إعادة هيبة الدولة" في خطاب لقي صدى لدى تونسيين كثيرين منهكين من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد منذ 2011. المنصف المرزوقي حقوقي ومعارض سابق في المنفى لبن علي ومؤسس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية. انتخبه المجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن انتخابات 23 اكتوبر 2011 رئيسا للجمهورية بصلاحيات محدودة مقابل صلاحيات واسعة لرئيس الحكومة. يرى المرزوقي أن التحالف الحكومي الذي شكلته حركة النهضة الإسلامية الفائزة بانتخابات 2011 مع حزبين علمانيين هما "المؤتمر" و"التكتل" جنّب البلاد الانقسام بين علمانيين وإسلاميين. خلال حملته، طرح المرزوقي نفسه كسد منيع ضد عودة الثورة. سليم الرياحي رجل أعمال ثري يرأس النادي الافريقي العريق لكرة القدم في تونس. حصل حزبه الاتحاد الوطني الحر الذي أسسه بعد الثورة على المركز الثالث في الانتخابات التشريعية الأخيرة خلف نداء تونس وحركة النهضة، ليحصد 16 مقعدا في البرلمان. ولا يعرف مصدر ثروته الواسعة لكن أحزابا معارضة ووسائل إعلام تونسية قالت إن له علاقات مع عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. قيادي في الجبهة الشعبية (ائتلاف يضم أكثر من عشرة أحزاب يسارية وقومية) التي حصلت على المركز الرابع في الانتخابات التشريعية الأخيرة ب 15 مقعدا. من رموز اليسار الراديكالي في تونس وأحد أبرز معارضي الرئيس المخلوع بن علي الذي سجنه. فضل البقاء في تونس على المنفى. زوجته راضية النصراوي التي أسست زمن «بن علي» منظمة لمناهضة التعذيب من أبرز الحقوقيات في تونس. كلثوم كنّو قاضية والمرأة الوحيدة المترشحة للانتخابات الرئاسية كمستقلة. هي من أبرز المدافعين عن استقلالية القضاء في عهد «بن علي» الذي مارس عليها نظامه تضييقات لإخماد صوتها. بعد الثورة ترأست "جمعية القضاة التونسيين" وهي الهيكل النقابي الأكثر تمثيلا للقضاة في تونس. كمال مرجان آخر وزير خارجية في عهد زين العابدين بن علي وواحد من بين 6 مسؤولين سابقين في نظامه يخوضون غمار الانتخابات الرئاسية. بعد الإطاحة ب«بن علي»، اعتذر للشعب عن عمله في نظام الرئيس المخلوع وأسس حزب المبادرة الذي يقول انه يستند على الفكر "البورقيبي". حصل الحزب على 3 مقاعد في البرلمان المنبثق عن الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 أكتوبر 2014. 90 ألف عنصر أمني وعسكري لتأمين الانتخابات