عرف عنه أنه الرمز التاريخي الأبرز حالياً في بطولات كأس الخليج، ففي كل بطولة يتسابق له الإعلاميون لأخذ أحاديثه وذكرياته وآرائه، فيستقبلهم دائماً بابتسامته وطيبته المعهودة، ويجيب على أسئلتهم ويعطيهم من خلال تجاربه وذكرياته الشيء الكثير في كل بطولة، ضيفنا اليوم هو الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة والذي حرص على التجاوب مع طلبنا لإجراء حوار معه رغم وجود ارتباطات عديدة لديه.. بداية نرحب بالشيخ عيسى بن راشد في الميدان الرياضي بصحيفة اليوم.. أهلا بكم. في البداية نسألك كيف وجدت الدورة منذ انطلاقتها وحتى الآن؟ في الحقيقة ليست البداية القوية التي كنا نتوقعها في بطولات الخليج فهي جاءت خالية من الإثارة المعتادة والمتوقعة في مثل هذه البطولات، لكن الواضح لي أن الفرق ما زالت مرتبكة في ظل أن الجولة الماضية كانت جولة افتتاحية، ومما لاحظته أن الفرق تعتمد حتى الان على الجانب الدفاعي اكثر من الجانب الهجومي، وأتمنى أن تتخلى الفرق عن الدفاع وتهاجم بشكل أكبر لنشاهد متعة أكبر في أرض الملعب وليرتفع مستوى التهديف والذي ظهر ضعيفاً حتى الآن، فالمدربون ما زالوا متحفظين في الملعب ويخشون المبادرة بالهجوم ويعتمدون على اللعبات المرتدة وهذا الأمر يساهم في ضعف مستوى المباريات. تأكيداً لحديثك شاهدنا في أربع مباريات ثلاثة تعادلات، ألا ترى أن هذه النسبة تعد كبيرة لبطولة الخليج؟ كما قلت لك، ارتباك المدربين وتخوفهم المعتاد هو ما تسبب في مثل هذه النتائج، وكما تعلم هنالك أمور تزيد من هذا الارتباك من خلال المتابعة الإعلامية القوية، وكذلك الاهتمام الجماهيري والذي يطالب بتحقيق اللقب دائماً، وهذا الأمر يتسبب في التأثير على اللاعبين خاصة في الجوانب النفسية، فالبطولة الآن تحتاج إلى تركيز ذهني أكبر وإلى لاعبين خبرة قادرين على إبعاد مثل هذه الضغوطات. دعنا نتحدث عن جانب المنتخب البحريني وأوضاعه في البطولة، فالمنتخب البحريني بدأ مع منتخب اليمن وكان مرشحاً لتحقيق فوز ليس بالصعب، لكن حدث العكس وشاهدنا المنتخب اليمني أفضل في الملعب، وحقق المنتخب البحريني التعادل فقط في ذلك اللقاء؟ دعنا نقر ان المنتخب اليمني تطور عن السابق، ولكن كذلك مدرب المنتخب البحريني دخل اللقاء أمام المنتخب اليمني بارتباك وتخوف شديد، والواقع أنها ليست المرة الأولى التي نتعادل بها مع المنتخب اليمني، بل سبق وأن تعادلنا معه في مرات سابقة، فالمنتخب اليمني منتخب دائماً ما يلعب دون ضغوط ويلعب بارتياح أكثر، ولكن أقول إن شاء الله ان المنتخب البحريني سيتحسن مستواه في المباريات المقبلة وسيظهر بالشكل المأمول والذي ينتظره الشارع الرياضي في مملكة البحرين. لكن في العادة نجد في بطولات الخليج تواجدا كبيرا للمدربين الأجانب وذلك حتى مع المنتخب البحريني، الان حدث تغيير وحضر مدرب عراقي هو عدنان حمد، كيف تجد مسيرته مع المنتخب؟ المنتخب البحريني اضطر لاحضار المدرب العراقي عدنان حمد في ظل فراغ على الجانب الفني للمنتخب فكان هو خياراً مناسباً لمعرفته بالمنطقة وبالكرة البحرينية وببقية المنتخبات المشاركة في البطولة، ولذا فنحن نتفاءل كثيراً في تواجده مع المنتخب في هذه البطولة ونتمنى أن يقدم مستويات كبيرة تليق بسمعة الكرة في البحرين. سمو الشيخ، هناك من يتحدث عن المجموعة الثانية بأنها مجموعة حديدية لتواجد منتخبات العراق والكويت وعمان بالاضافة إلى منتخب الإمارات حامل اللقب، عكس المجموعة الأولى والتي يتم ترشيح المنتخب السعودي للتأهل بشكل أكبر من البقية، كيف تجد الفارق بين المجموعتين بعد نهاية الجولة الأولى؟ الواقع أن المنتخب السعودي سيكون مرشحاً في أي مجموعة يلعب بها كونه منتخبا ذا سمعة عالية، فما بالك وهو يلعب على أرضه ووسط جماهيره في الرياض من الطبيعي أن تجده مرشحاً للتأهل، عموما أنا أرى أن المجموعتين صعبتان وجميعها تضم فرقاً قوية، فكل المنتخبات لها فرصة كبيرة ولا يمكن استبعاد أحدها، والان بعد التعادلات الثلاثة والفوز الصعب للمنتخب الكويتي على المنتخب العراقي أعتقد بأنه يجب أن نقول بأن المجموعتين قويتان ولا يزال الوقت مبكراً لترشيح أي المنتخبات على حساب آخر. وهل تعتقد أن المنتخب البحريني قادر على الفوز بلقب البطولة الحالية؟ لا أعتقد ذلك فالمنتخب البحريني لم يقدم المستويات المأمولة والتي تعطيه الحق بتحقيق اللقب، حتى التأهل صعب بالنسبة له. لكن المجموعة الأولى بشكل عام لم تظهر بالمستوى المأمول وليس المنتخب البحريني فقط؟ نأمل له أن يظهر بشكل أفضل من العرض السيئ الذي ظهر به في البداية وبإذن الله يتحسن الأمر في الجولات المقبلة. في الأيام الماضية تناول الإعلاميون المتابعون للبطولة النقاش حيال نظام البطولة وهل الأنسب لعبه بالنظام السابق ودوري بين جميع المنتخبات أم النظام الحالي وهو تقسيم المنتخبات لمجموعتين، أنت مع أي الجانبين؟ في ظل العدد الحالي للفرق، الوضع يتطلب أن تلعب البطولة على نظام المجموعتين فعدد الفرق لو لعب على نظام الدوري سيحتاج لوقت طويل وسيكون مرهقا بشكل كبير للاعبي المنتخبات وكذلك للدولة المنظمة فأنت تعلم الكم الكبير الذي يتواجد في الدولة المنظمة من إعلاميين وجماهير وكذلك تجهيزات الملاعب وغيرها، فهذه الأمور جميعها تحتاج لتنظيم كبير وسيساهم في طول فترة البطولة بشكل أكبر مما تتطلبه فعندما كانت البطولة بستة منتخبات كان الأمر أسهل بكثير مما هو عليه الآن. لكن المؤيدين لجانب إقامة البطولة بنظام الدوري يتحدثون عن احتمال غياب مباريات قمة عن البطولة، فكما نعلم بقوة التنافس السعودي الكويتي في هذه البطولة، إلا أن وقوع كل منهم في مجموعة قد يمنع التقاءهم في الجولات المقبلة من البطولة، كيف ترد على ذلك؟ طبيعي لكل نظام مزايا وعيوب دائماً، فنحن نتمنى أن تلتقي جميع المنتخبات ببعضها وذلك لتحقيق جانب التقاء الأحبة في دول المجلس حتى من خلال المنتخبات ولكن هذا لا يؤثر على البطولة خاصة وأنه وضع اضطرت له اللجان المنظمة للبطولة، ولو كان الأمر ممكناً لفضلنا نظام المجموعة الواحدة ولكن دائماً عامل الوقت يؤثر على هذا الأمر فلا بد من نظام المجموعتين. في كل بطولة خليج يتكرر هذا السؤال، متى سيعترف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ببطولات كأس الخليج؟ الاتحاد الدولي لكرة القدم لم ولن يعترف ببطولة الخليج، ستسألني لماذا سأوضح لك أكثر أن الاتحاد الدولي لديه نظام لا يقبل بمثل هذه البطولة كونها بطولة (عنصرية) فالفيفا لا يقبل بالبطولات العنصرية أو الدينية، وبطولة الخليج قامت على أساس منتخبات منطقة واحدة ولهذا فالاتحاد الدولي لن يعترف بها كونها لأبناء الخليج وجميعهم عرب وهذا الأمر يجعل البطولة عنصرية، وليس فيها وجوه جديدة أو دول أخرى غير عربية لكي لا تجعلها عنصرية. وماذا عن الجانب التنظيمي للبطولة حتى الآن كيف تجده؟ بطبيعة الحال الجانب التنظيمي جيد حتى الآن، والمملكة العربية السعودية عرف عنها حسن تنظيمها لمثل هذه البطولات فقد تكونت لديهم خبرات سابقة من خلال تنظيم البطولة الخليجية عدة مرات سابقاً وكذلك تنظيم العديد من المحافل الرياضية الكبرى، ونحن نأمل أن يزداد التنظيم تميزاً عما هو عليه الآن. كثر في هذه البطولة الحديث عن التحكيم ففي كل مباراة نجد من ينتقد الحكم وذلك بدءا من مباراة المنتخبين السعودي والقطري الافتتاحية وحتى آخر مباريات الجولة الأولى والتي جمعت العراق والكويت؟ شخصياً أرى الأمور جيدة في هذا الجانب وطبيعي دائماً أن نجد المنتخبات تعترض على الحكام خاصة من يخسر منها، فشخصيا أرى التحكيم ما زال جيداً وأتمنى أن تتحسن الأمور بشكل أكبر في الفترة المقبلة. الشيخ عيسى بن راشد منبع للذكريات في كؤوس الخليج، أنا لن أسألك عن الذكريات بشكل عام بل سأسألك ما أبرز ذكرياتك في كأس الخليج في العاصمة السعودية الرياض؟ دائماً الرياض ما تحمل ذكرى طيبة لي في هذه البطولة خاصة بوجود تلك الذكريات الجميلة التي تجمعني بالأمير فيصل بن فهد رحمه الله فالمباريات التي يتواجد بها دائماً ما يكون بها الكثير من المواقف الجميلة، واسمح لي بأن أقول انه بعد وفاته رحمه الله لم يأت من يسد مكانه في الرياضة السعودية بل وحتى العربية. الشيخ عيسى بن راشد تشرفنا بالحديث معك، شكراً لك. شكراً لكم وأتمنى أني كنت ضيفاً خفيفاً على قراء الجريدة التي أحرص دائماً على متابعتها في بطولات الخليج.