في كلمته أمس أمام زعماء قمة مجموعة العشرين في بريسبن، جدد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، نهج المملكة الثابت وسياستها الحكيمة العادلة بأنها سوف تستمر في تعزيز استقرار أسواق النفط. وهذه إشارة قوية إلى أن المملكة سوف تتخذ كل ما يمكنه تعزيز استقرار الأسواق، بغض النظر عن العوامل الظرفية الأخرى. وفي الحقيقة فإن الحكمة السعودية لعبت دوراً حاسماً في استقرار أسواق النفط منذ فترة طويلة، وهذه الفترة أعطت روحاً للاقتصاد الدولي كي يضمد جراحه جراء الأزمة الاقتصادية الكبرى التي ألمت به في أواخر عام 2008. لهذا يتعين أن تترك أسواق النفط للخبرة السعودية المأمونة التي تنهج العدالة وتأخذ بالاعتبار مصلحة الدول المنتجة والدول المستهلكة على حد سواء، فكلاهما طرفا معادلة تتأثر بأي تغيير للعوامل. لهذا تدعو المملكة، باستمرار، الدول المنتجة للنفط والدول المستهلكة للتعاون وبحث السبل الكفيلة باستقرار السوق وما يحقق العدالة والاهتمام بسلعة النفط كي تبقى تلعب دورها الإيجابي والحيوي في الاقتصاد الدولي وخطط التطوير في الدول المتقدمة وخطط التنمية في الدول النامية والأقل نمواً. وسبق أن تعرض العالم إلى أزمة نفطية اضطربت خلالها الاقتصاديات الدولية، وعانى مواطنو العالم أزمة غلاء أسعار، فتمكنت المملكة من إدارة الأزمة بكفاءة وطمأنت الأسواق العالمية واستطاعت أن تقود العالم إلى بر الأمان والاستقرار مجددا. وكان يمكن ان يستمر الازدهار الاقتصادي لو لم تنفجر فقاعة الرهونات الأمريكية التي وجهت ضربة موجعة وعنيفة للاقتصاد الدولي. وتتأثر الاقتصاديات بالمواقف السياسية وكل علاقات الإنسان، لهذا دعا سمو ولي العهد إلى حل شامل وعادل للقضيتين الفلسطينية والسورية، لأن العالم يتبادل المعطيات، لهذا يتأثر الاقتصاد بالمواقف السياسية وتتأثر السياسية بالإجراءات الاقتصادية. فالقضية الفلسطينية مثلت على الدوام تهديداً للسلم العالمي والإقليمي، وتسببت في فشل طموحات اقتصادية لكثير من بلدان المنطقة، وأثرت على نموها الاقتصادي. وتمثل القضية الفلسطينية، دائماً، عبئاً سياسياً واقتصادياً على المنطقة وعلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تحمي اسرائيل وتدافع عن مواقفها. والقضية السورية لا يمكن أن توصف إلا أنها كارثة شاملة جديدة لسوريا وللمنطقة تسبب بها نظام الأسد، إذ لم تقف الأزمة عند تدمير البنى التحتية لسوريا وإعادة هذه البلاد الجميلة إلى الوراء عشرات العقود، ولم تقف عند مئات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المعتقلين وملايين المشردين الذين يبحثون عن الملاجئ في بلدان الجوار، ويعانون العوز والفقر والأمراض، ولكن الأزمة السورية أيضاً، بفضل جهود نظام الأسد، أصبحت تمثل آلة تفريخ للإرهاب وإنتاج العنف وتصديره إلى البلدان الأخرى بما فيها بلدان الجوار والولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا.