تنتاب الشارع الرياضي السعودي قُبيل انطلاقة خليجي 22 في الرياض حالة من الترقب المصحوب بنوع من القلق والخوف؛ خشية فشل الأخضر في تحقيق اللقب للمرة الرابعة وتعويض الإخفاقات الأخيرة التي أدت إلى تراجع الكرة السعودية في التصنيف العالمي، خصوصا وأن البطولة تقام على أرضه وأمام جماهيره. فالجماهير السعودية برغم تحفظها على القائمة النهائية التي أعلنها المدرب الأسباني لوبيز كارو بسبب استبعاده لعدد من اللاعبين المؤثرين الذين تألقوا مع أنديتهم في البطولات المحلية، إلا أنها تثق في إمكانات المجموعة التي وقع عليها الاختيار لدخول المعسكر الأخير الذي يسبق انطلاقة البطولة بأيام معدودة، ولكنها في نفس الوقت تخشى أن يواصل المدرب تخبطاته التي أثارت جدلا واسعا في الوسط الرياضي خلال الأشهر الأخيرة والتي دفعت بعض الأصوات إلى المطالبة بإقالته والبحث عن مدرب آخر قبل انطلاقة البطولة التي لن ترضى الجماهير بغير لقبها في ظل توالي الانكسارات على الكرة السعودية. ويدرك المدرب لوبيز الذي لا يحظى بسجل تدريبي كبير منذ توليه المهمة خلفا للمدرب الهولندي فرانك ريكارد، أن مصيره بات على «كف عفريت» سيما في ظل الانتقادات التي طالته خلال الفترة الماضية، فالفوز بالبطولة سيخفف من حدة تلك الانتقادات الموجهة له، وسيساهم في استمراره لإكمال المهمة في بطولة أمم آسيا وما يليها من مشاركات، أما الخسارة فهي تعني الإطاحة برأسه والبحث عن مدرب آخر لتولي المهمة في المشاركة الأهم. ومن خلال الفترة التي قاربت من العام فإن المدرب لوبيز لا يحظى بثقة الشارع الرياضي، ولم يقنع الرياضيين وبعض المسئولين حتى الآن بمنهجيته وأسلوبه في العمل رغم قيادته للمنتخب لصدارة مجموعته المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا، فهو جعل المعسكرات والمباريات الودية حقل تجارب للاعبين كونه لم يستقر على قائمة معينة أو تشكيلة ثابتة أو طريقة لعب تتناسب مع كل مباراة، إلى جانب تغيير مراكز بعض اللاعبين وهو الأمر الذي أفقد المنتخب هويته وأدى إلى تراجع مستوياته ونتائجه سيما في المباريات الودية التي لم يحقق الفوز في أي منها بل خسرها جميعا باستثناء الأخيرتين أمام منتخبي الأوروجواي ولبنان الذي شارك بلاعبين جلهم من المنتخب الأولمبي. ولكن رغم ذلك فإن المنتخب ومدربه يحظيان في هذه الفترة على وجه التحديد بدعم كبير من اتحاد الكرة وسائل الإعلام المختلفة والجماهير التي وقفت وستقف خلف منتخب الوطن الذي غاب عن منصات التتويج 8 أعوام متوالية، وتحديدا منذ نهاية مشاركته في نهائيات كأس العالم بألمانيا عام 2006 والتي شهدت بعد ذلك مشاركته في 8 بطولات هي نهائيات كأس آسيا عامي 2007 و2011 والتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم عامي 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل، ودورات الخليج أعوام 2007 بالإمارات و2009 بعُمان و2010 باليمن و2013 بالبحرين.