تكتسب بطولة خليجي 22 التي تستضيفها الرياض في الفترة من 13 نوفمبر الجاري إلى 26 من الشهر نفسه أهمية بالغة بالنسبة للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، فهو يسعى إلى الفوز بها لاستعادة هيبته المفقودة والاستعداد لبطولة أمم آسيا المقبلة في أستراليا. ولم يحقق المنتخب السعودي كأس الخليج منذ نسخة 2003 التي أقيمت في الكويت. وبحسب مدير المنتخب زكي الصالح، فإن الأخضر «لن ينام على وسادة الترشيحات، بل سيعمل وسيجتهد من أجل أن يكون في كامل جاهزيته لخوض منافسات كأس الخليج». بدوره، يؤكد لاعب خط وسط المنتخب، مصطفى بصاص، جاهزية زملائه الذين سيواجهون المنتخب الفلسطيني في مباراة ودية بالدمام مساء اليوم الخميس. ويقول بصاص «هذه المواجهة هي تتمة للمواجهات الودية، ويجب أن نقدم مستوى ونتيجة في مواجهة فلسطين نطمئن من خلالها الجماهير السعودية». ويتحدث نجم وسط الأهلي عن الجماهير السعودية قائلاً «شهادتي في الجماهير السعودية مجروحة، فهم دائماً ما يكونون الوقود الحقيقي خلفنا في كل مكان، فكيف إذا كانت البطولة على أرض المملكة». يأمل الشارع الرياضي السعودي في استعادة هيبة الكرة السعودية عبر المشاركة التي تنتظر منتخب كرة القدم في منافسات دورة كأس الخليج الثانية والعشرين على أرضه بالرياض من 13 إلى 26 نوفمبر الجاري. ويتطلع السعوديون إلى إحراز اللقب بعد غياب عن الألقاب دام قرابة 10 سنوات، إذ تعود المرة الأخيرة التي توجت فيها السعودية بطلة لدورة كأس الخليج إلى نسخة 2003 التي أقيمت في الكويت. وأحرز منتخب السعودية لقب بطل كأس الخليج ثلاث مرات أعوام 1994 في أبو ظبي و2002 في الرياض و2003 في الكويت. وتكمن أهمية هذه المشاركة كونها تأتي بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال التي لا تتواكب مع الكرة السعودية التي تمثل عنصراً أساسيا في آسيا. ويحاول المنتخب السعودي وقف المسار الانحداري الذي بدأ عقب الخسارة أمام العراق 0-1 نهائي كأس آسيا 2007 في جاكرتا، وبانت علامات التراجع في تصفيات المونديال إذ إن «الأخضر» الذي تأهل أربع مرات متتالية إلى نهائيات كأس العالم أعوام 1994 و1998 و2002 و2006، عجز بعد ذلك عن الانضمام إلى الكبار في العالم. كما أن المنتخب السعودي الذي توج بطلا لآسيا ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996، وحل وصيفا أيضا ثلاث مرات أعوام 1992 و2000 و2007، خرج من النسختين الأخيرتين للبطولة من الدور الأول، وكانت مشاركته الأخيرة فيها في نسخة الدوحة 2011 كارثية بثلاث هزائم أمام سوريا والأردن واليابان. كما أن المشاركة السعودية في دورة كأس الخليج الحادية والعشرين في البحرين مطلع 2013 لم تكن مشجعة بإشراف المدرب الهولندي فرانك رايكارد، الذي أقيل بعدها وأسندت المهمة إلى الإسباني خوان لوبيز كارو الذي لا يزال مستمراً في منصبه برغم الانتقادات التي يتعرض لها. وقد يكون اللقب الخليجي في الرياض نقطة تحول في مسيرة المنتخب للبدء برحلة الصعود التدريجي إلى مكانته الطبيعية في آسيا. المنتخب السعودي يسير بخطى ثابتة منذ تولي أحمد عيد رئاسة اتحاد الكرة في البلاد حيث تمكن في غضون موسمين من الوصول إلى نهائيات كأس آسيا 2015 التي ستقام في أستراليا، ما جعل الترشيحات داخل الأوساط الخليجية تتجه نحو المنتخب السعودي لإحراز لقب كأس الخليج الثانية والعشرين. لكن مدير المنتخب السعودي زكي الصالح أكد أن «المنتخب السعودي لن ينام على وسادة الترشيحات بل سيعمل وسيجتهد من أجل أن يكون في كامل جاهزيته لخوض منافسات كأس الخليج»، مضيفا «سنجعل من هذه المشاركة إعداداً لنا لكأس آسيا 2015». وتابع «الجميع هنا يعمل من أجل خدمة المنتخب ومن أجل أن نكون مستعدين للاستحقاقات القادمة ونتمنى أن يحالفنا التوفيق». بداية استعدادات المنتخب السعودي انطلقت في صيف 2014 حين أعلنت إدارة المنتخب عن برنامجها الإعدادي استعداداً لمشاركتيه في كأس الخليج وكأس آسيا عبر أربع مراحل، الأولى أقيمت في إسبانيا وخاض خلالها مواجهتين وديتين أمام منتخبي مولدافيا وجورجيا، فيما أقيمت المرحلة الثانية بلندن وخاض فيها الأخضر السعودي مواجهة ودية وحيدة أمام المنتخب الأسترالي وخسرها 1-3. أقيمت المرحلة الثالثة في جدة وخاض خلالها مواجهتين وديتين أمام منتخبي الأوروغواي ولبنان، وهو الآن في المرحلة الرابعة التي انطلقت في 3 الجاري بمدينة الدمام شرق السعودية وسيخوض خلالها مواجهة ودية وحيدة أمام منتخب فلسطين. وتمكن الإسباني خوان لوبيز كارو من تخفيف حالة اللغط التي دائما ما تصاحب الإعلان عن تشكيلة الأخضر من خلال اختياراته الموفقة التي تلقى دائماً تأييداً من الشارع الرياضي، ورضا كبيرا باستثناء استبعاده السابق لحارس مرمى نادي النصر عبدالله العنزي قبل أن يقرر ضمه. وأكد لوبيز أنه «يسعى دائماً في اختياراته لما يصب في مصلحة المنتخب ويساعد على تحقيق النتائج الإيجابية»، مضيفا «دائماً أبحث عن صاحب العطاء الذي يجيد تنفيذ التكتيك الذي نبحث عن تطبيقه في المستطيل الأخضر ولا شك أنني أواجه اختلافات في وجهات النظر لكن الأهم أن تكون قناعتي كبيرة في اختياراتي».