بات متوقعا تراجع المنتخب السعودي الأول في قائمة تصنيف الفيفا للمنتخبات قبل انطلاقة كأس العالم، وذلك عطفا على نتائج المعسكر الإعدادي الذي اختتمه أول أمس في مدينة خيريز الإسبانية، حيث خسر المنتخب السعودي ثاني لقاءته الودية من منتخب جورجيا بهدفين مقابل لا شيء، منهيا البرنامج الإعدادي للأخضر في إسبانيا والذي خاض فيه لقاء سابقا ضد مولدوفا خسره بنتيجة ثقيلة لم تكن في الحسبان بعثت القلق في نفوس عشاق الأخضر، وهو الأمر الذي وضع التجديد للمدرب الإسباني لوبيز كارو محل نقد وسخط جماهيري قد يعجل برحيله، خاصة بعد تنامي موجة الانتقادات التي طالته منذ إعلانه موعد المعسكر وحتى نهايته. وكانت الخسارتين قد وجدتا سخطا كبيرا من الرياضيين بعد الأداء غير الجيد للمجموعة التي شاركت في المباراتين ووضح تأثير الإرهاق على اللاعبين. انتقادات لاذعة تمركزت الانتقادات في المعسكر حول التوقيت غير الجيد، ولم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من عبارات اللوم على إدارة الأخضر نتيجة الموافقة على الوقت والمكان، ورأى النقاد الرياضيون أن ذلك لم يكن ذا فائدة فعلية تعود على المنتخب، يقول اللاعب فيصل أبو اثنين: المعسكر جاء بعد موسم طويل وشاق ومرهق نفسيا وبدنيا، وذلك يدل بوضوع على الفوضى والاجتهاد العشوائي. فيما علق الدولي السابق عبدالعزيز الرزقان ساخرا بالقول: نحمد الله أن المعسكر انتهى بدون إصابات كما انتهى بلا أهداف لأن ذلك من المصلحة للجميع. فيما انتقد المدرب الوطني بندر الأحمدي تصريحات لوبيز، وقال: أن ينتهي المعسكر الذي أعلن المدرب أنه من أجل الاستعداد لدورة الخليج بعد 6 أشهر بدون تسجيل أهداف، فهذا أمر غير مقبول واستخفاف باتحاد القدم. وتأتي هذه الانتقادات بعد جملة من الأحداث التي واكبت المعسكر حيث حظي منذ اللحظة الأولى بكثير من التساؤلات حول دوافعه وجدواه فنيا على اللاعبين. إصابات وإجهاد شهد المعسكر منذ أيامه الأولى وجود بعض الغيابات نتيجة الشد أو الكدمات، غير أن إصابة مختار فلاتة كانت الأبرز حيث تم إبعاده من القائمة، بعد أن كان قد تم إبعاد المهاجم الآخر محمد السهلاوي للإصابة التي تعرض لها في لقاء العين والمان سيتي، وهو ما قلص عدد مهاجمي الأخضر ليصبح ناصر الشمراني وحيدا، في خانة المهاجم الصريح الذي يعتمد عليه لوبيز كارو مدرب الأخضر. وشهد اليومان الأولان غياب سالم الدوسري وعبدالعزيز الجبرين بعد شعورهما بشد عضلي كونهما يعانيان الإرهاق بحسب التوصيات الطبية. واعترف اللاعبون بأنهم عانوا بعض الإجهاد رغم محاولات التبرير من قبل المدرب أكثر من مرة، حيث أرجع محمد عيد الخسارة الثانية للإجهاد وقال: كان له تأثير علينا في اللقاء ولم نوفق نتيجة لذلك فضلا عن الحظ السيئ لنا. وقال عبدالله الزوري: حضرنا بالروح العالية والتركيز الكبير لكن التوفيق لم يكن حليفنا في معانقة الشباك والحصول على نتيجة إيجابية في المباراتين، مضيفا أن معسكر إسبانيا حقق لهم فوائد فنية عديدة برغم خسارة التجربتين أمام مولدوفا وجورجيا ورغم الإرهاق الذي عانوا منه. لوبيز يفقد أسهمه خسارة المنتخب السعودي هذه المرة قد تطيح برأس كارو لوبيز من على هرم التدريب، إذ رأى النقاد أنه ارتكب خطأ فادحا بهذا المعسكر الذي وصف بعديم الفائدة، ويظهر أن مدينة خيريز الإسبانية ستكون مقصلة الثقة في المدرب الذي حقق نتائج جيدة مع المنتخب في العام الماضي. وفي استطلاعات للرأي جرت مؤخرا وبحسب أصداء الخسارتين تهاوت أسهم المدرب كثيرا خاصة أن المنتخبين اللذين واجههما لم يكونا بذات الثقل الفني الذي يمكن اعتبار الخسارة منهما أمرا طبيعيا ومقبولا، وبات من المقلق الإبقاء عليه حتى بطولة كأس آسيا التي سيلعب فيها المنتخب ضمن المجموعة الثانية التي تضم أوزبكستان والصين وكوريا الشمالية. سخط الجماهير طالبت الجماهير الرياضية الاتحاد السعودي لكرة القدم بالوقوف على ما حدث في معسكر المنتخب الاول في إسبانيا، والعمل على إعداد الجهاز الفني للمنتخب بشكل يتواكب وحجم الطموحات المأمولة منه خاصة فيما يتعلق بتولية مهمة قيادة الدفة في بطولتي كأس الخليج في الرياض وكأس الامم الآسيوية في إستراليا. ويقول خالد حمدان الاخضر قدم مستوى مميزا ونجح في الظهور بشكل مقبول في التصفيات الآسيوية لكنه عاد وانتكس فجأة في المواجهات الودية، ويبدو أن توقيت المعسكر كان سلبيا ولوبيز ارتكب خطأ في توقيته الذي لم يكن سوى معسكر ترفيهي من وجهة نظري وعديم الفائدة. فيما قال عبدالله المالكي الامور لم تعد محل تجارب للمدربين لوبيز برهن على أنه غير قادر على وزن الامور بما يحقق المصلحة برأيي آن الاوان لتغييره خصوصا أنه يفصلنا 6 أشهر على موعد البطولة المرتقبة. أما حمدان الغامدي فقال بالنسبة لي أعتقد أن الحكم على لوبيز منذ وقت مبكر كان يجب أن يكون واقعيا بإبعاده عن الاخضر وتفريغه للفئات السنية، المنتخب لم يقدم المأمول منه في المعسكر بل حتى في التصفيات الآسيوية كان الامر عاديا ولم نشاهد منتخبا خارقا. ويتفق معه ممدوح الشيخي وفهد الغامدي اللذان ذكرا أن لوبيز عليه أن يستعيد الثقة التي يبدو أنه فقدها منذ خسارة مالدوفيا الكبيرة، العمل الجيد يحتاج إلى تخطيط جيد والمعسكر كان خطأ جسيما وقع فيه لوبيز وعليه تداركه بمراعاة الحالة البدنية والنفسية للاعبين. ويرى كل من يوسف العريشي وأحمد الغامدي وجمعان الغامدي ومحمد الشهري وأحمد أبوراس ومحمد الصعب أن الواقع يفرض نفسه ولوبيز لم يقدم شيئا والمنتخب يحتاج لمدرب ذكي يجيد التفاعل.