أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن مقاتلاتها؛ نفّذت ضربات جوية مؤثرة على مدينة بيجي (عمارة وطبان) ضمن قاطع قيادة عمليات صلاح الدين وقتل 18 إرهابيا من داعش وجرح العديد منهم, وتسعى بغداد لاستمالة العشائر السنية للتحالف معها ضد «تنظيم البغدادي», فيما اعلنت ميليشيات «عصائب أهل الحق» العراقية مبايعة المرشد الإيراني علي خامنئي. وأضاف بيان صحافي لوزارة الدفاع العراقية؛ ان طائراتها الحربية هاجمت أيضاً التنظيمات الإرهابية في بلد والضلوعية وقواطع عمليات الجزيرة والبادية؛ وعمليات الأنبار مكبّدة الدواعش خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع؛ إن «القوات العراقية وبالتنسيق مع طائرات التحالف الدولي؛ ونتيجة جهد استخباري دؤوب تمكّنت من تدمير مستودعات ومخازن لأسلحة تنظيم داعش الإرهابي جنوب مدينة هيت الطريق الدولي (الجسر الياباني) ومنطقة التحويلة». في حين أعلنت قيادة عمليات صلاح الدين «عن مقتل 143 إرهابيا ورفع وتفجير 25 عبوة ناسفة والاستيلاء على عجلة تحمل أحادية؛ وذلك بعد تطهير منطقتي المالحة القديمة والجديدة في بيجي». مبايعة خامنئي وأعلن جابر الرجبي ممثل ميليشيا «عصائب أهل الحق» العراقية في إيران مبايعة تنظيمه للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، خلال كلمة ألقاها في مدينة قم الإيرانية، حسب ما نقلت عنه وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء. ووفقا للوالة أشار الرجبي إلى أن هناك مراسم ستقام في مدينة قم لذكرى قتلى «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله العراق» الذين قال إنهم قتلوا في سوريا، حيث يخوض التنظيم معارك إلى جانب قوات نظام بشار الأسد ضد المعارضة السورية. كما نشر موقع «ابنا» تقريرا حول حضور عناصر من عصائب أهل الحق في مراسم عاشوراء الثلاثاء الماضي، في طهران وقم وهم يرتدون ملابس عسكرية يرافقون نائب الأمين العام للتنظيم محمد طباطبائي وجابر الرجبي. منظمات إرهابية وتعتبر ميليشيا عصائب أهل الحق، وغيرها من الميليشيات الشيعية العراقية نفسها في محور «المقاومة الإسلامية» ضد تنظيم «داعش» وأي تدخل أجنبي في العراق، في حين تتهم قوى سياسية عراقية هذه المليشيات بخطف وقتل وتعذيب آلاف العراقيين، وتطالب بإدراجها ضمن لائحة المنظمات الإرهابية. وانشقت عصائب أهل الحق من التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر عام 2004، حيث أسس قيس الخزعلي (الأمين العام) وأكرم الكعبي (نائبه) هذا التنظيم الذي يقدر عدده حاليا بأكثر من 10 آلاف مقاتل، وأعلنوا مسؤوليتهم عن 6000 آلاف هجوم على القوات الأمريكيةوالعراقية. وفي شهري أغسطس وسبتمبر 2012، بدأت عصائب أهل الحق بحملة ملصقات وزعت فيها أكثر من 20 ألف ملصق للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في أنحاء العراق. وقال مسؤول كبير في الحكومة المحلية في بغداد إن عمال البلدية يخشون إزالة الملصقات خوفا من العقاب على يد رجال ميليشيا عصائب أهل الحق. ويضم لواء «أبو الفضل العباس» الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري كتائب من عصائب أهل الحق، تتوزع في ريف دمشق، تحت ذريعة حماية مقام السيدة الزينب، الى جانب مقاتلين لبنانيين من حزب الله، ومرتزقة أفغان، وبإشراف ضباط نخبة من الحرس الثوري الإيراني. وكان رئيس أركان الجيش الأمريكي راي أوديرنو قد قال إن إيران تدعم عصائب أهل الحق ماليا وعسكريا ولوجستيا. استمالة العشائر السنية ويقول تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية, انه بينما تسعى الحكومة العراقية الى استمالة العشائر السنية للتحالف معها ضد «داعش»، نفذ التنظيم عمليات قتل جماعية بحق العشائر التي حملت السلاح ضده لبث الخوف في نفوسها لئلا تساند الحكومة. وفي حين قد يؤدي قتل المئات من ابناء عشيرة البونمر في محافظة الانبار على يد «داعش» الى زعزعة ثقة العشائر بحكومة حيدر العبادي، يؤكد شيوخ وخبراء ان محاولات التنظيم المتطرف لبث الرعب في صفوف العشائر قد تؤدي الى نتائج عكسية وتحضها على قتال اوسع ضده. وأقدم التنظيم الذي عرف بممارساته الدموية بحق معارضيه، على قتل ما بين 250 و400 شخص بينهم نساء واطفال، بحسب مصادر محلية. ويقول المتحدث باسم العبادي رافد جبوري لوكالة فرانس برس ان رئيس الحكومة «يؤمن بأن دور العشائر اساسي ورئيسي في قتال الارهاب». قتل جماعي الا ان تنظيم «داعش» الذي يسيطر على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه منذ يونيو، شرع منذ نهاية الشهر الماضي، بتنفيذ سلسلة من عمليات القتل الجماعي بحق عشيرة البونمر. وقاتل ابناء هذه العشيرة التنظيم لأسابيع قبل ان يسيطر على مناطق تواجدهم. وينضوي العديد من ابناء البونمر في الشرطة، كما كانوا جزءا من «الصحوات» السنية التي قاتلت تنظيم القاعدة في الاعوام الماضية. ويقول الشيخ نعيم الكعود احد زعماء عشيرة البونمر لفرانس برس «طالبنا رئيس الحكومة حيدر العبادي ونائبه صالح المطلك ان يقدموا المساعدة لعشيرتنا (قبل وقوع عمليات القتل)، من دون اي نتيجة». إلا ان النائب غازي الكعود وهو احد زعماء العشيرة وكان في عداد الوفد الذي التقى العبادي الاربعاء، أكد لفرانس برس ان رئيس الوزراء وافق على أتسليح مقاتلي عشيرة البونمر والعشائر المجاورة لها التي ما زالت محاصرة وتقاتل داعش». وتلقي عمليات القتل وعدم قدرة الحكومة على منعها او دعم العشائر لتفاديها، بظلالها على جهود بغداد للافادة من مقاتلي العشائر في مواجهة التنظيم الذي تعد مناطق سيطرته ذات غالبية سنية. وتأمل السلطات العراقية ان تشارك العشائر الى جانب قواتها في قتال «داعش» في مناطق سيطرته، والحؤول دون استحواذه على مناطق اخرى. ويرى خبراء ان ما جرى لعشيرة البونمر قد يعرقل هذا المسعى الا انه في الوقت نفسه يضع العشائر امام خيار وحيد هو القتال دفاعا عن نفسها. ويقول كاوه حسن، الباحث الزائر في مركز كارنيغي الشرق الاوسط، ان ما جرى مع البونمر «سيعقد بالتأكيد جهود الحكومة (العراقية) والولايات المتحدة لضم عشائر اخرى الى القتال ضد التنظيم». يضيف هذا الباحث المقيم في هولندا ان التنظيم يريد «ان يقول للسنة ان الحكومة ضعيفة وغير قادرة على حماية السنة المناهضين له، الجيش فاقد للمعنويات، والضربات الجوية لا تحقق نتيجة». ويتابع ان «الارهاب وحملة الابادة بحق عشيرة البونمر تشكل عاملا رادعا للسنة، لكن السؤال الاهم هو الى متى يستمر هذا الردع». ويقول مدير نشرة «انسايد ايراكي بوليتيكس» المختصة بالسياسة العراقية نايثانيال رابكين انه «نبأ سيئ للجانب الحكومي ان يتعرض مؤيدوه لمجازر». ويقول الشيخ عمر العلواني وهو من شيوخ عشيرة البوعلوان ان البعض، حتى من أبناء العشائر كانوا «يظنون ان الحرب تجري لنصرة اهل السنة، لكنهم تأكدوا ان ما يجري مجزرة بحق اهل السنة». ويتحدث عن «توحد جميع العشائر في الانبار ضد الجريمة التي راح ضحيتها اطفال»، مشيرا الى عودة عدد من ابناء العشائر الذين كانوا نزحوا الى كردستان العراق، الى الانبار مؤخرا، ليحملوا السلاح ضد المتطرفين.