يستعد المنتخب السعودي لخوض بطولة كأس الخليج، ويتمنى المواطن السعودي أن يكون كأس البطولة من نصيب أخضرنا السعودي، خصوصاً وأن البطولة تقام على أرض السعودية، ومن المفترض أن يقدم فيها المنتخب السعودي كل ما يستطيع من أجل الظفر بالبطولة، وتقديمها عربون صلحٍ مع المشجع السعودي، الذي بات اليوم متخوفاً من كل مشاركةٍ لمنتخب بلاده في أي بطولةٍ، أو حتى مبارياتٍ وديةٍ دوليةٍ، ليطمئن بعدها على وضع الأخضر السعودي قبل أن يخوض غمار أهم بطولات القارة والمتمثلة في كأس آسيا للمنتخبات. إذ لا أحد يلوم المشجع السعودي عندما يُكثر النقد والتذمر من حال منتخبه، فهو في النهاية مواطنٌ غيورٌ على وطنه، وأي شيءٍ يمس وطنه يعني له كثيراً، ليس فقط في الكرة بل في مختلف مجالات الحياة، فربما تُعتبر فطرةً فُطر عليها الإنسان؛ ليكون وطنياً بحجم أهمية وجود وطنٍ ينتمي له؛ لهذا ليس بمستغربٍ أن يقدم كل مواطنٍ رأيه في منتخب وطنه، وهو يعتبر هذا الرأي دعماً منه لمنتخب بلاده، وتقديم الرأي هنا ليس بالمعنى المتعارف عليه، ليس هذا ما أقصده، كل ما أقصده أن المواطن السعودي عندما يُعبِّر عن رأيه من خلال سلوكٍ معينٍ، كأن يهتف من مدرج الأخضر مناشداً بتغيير وضعٍ معينٍ، فهو يقول ذلك من مبدأ أن هناك خللاً ما يزعجه في منتخب وطنه، ولا يعني هذا الكلام أن كل ما تحتج عليه بعض جماهير الكرة السعودية صحيحٌ، لكن عندما تكون نسبة التوافق في نقطة الاحتجاج كبيرةً جداً، هذا يعني أن ما يُطرح يحتاج إلى إعادة نظرٍ من قبل المسؤولين عن المنتخب السعودي؛ حتى لا تظهر الصورة العامة للمشجع السعودي أن منتخب وطنه لا يعني له شيئاً، وهم فقط مَن يجب أن يخوضوا فيه ويسيروا به كما يشاؤون، هذا أمرٌ مزعجٌ إن وصل لأذهان جماهير الكرة السعودية..!! إن مدرب المنتخب السعودي لوبيز يعيش فتراتٍ عصيبة مع الأخضر السعودي، فهو يجد الدعم من المسؤولين عن المنتخب السعودي والثقة غير المبررة بعمله، بينما نسبةٌ كبيرةٌ من النقّاد والمشجعين لا يرون في لوبيز ذلك المدرب الذي من الممكن أن ينقل المنتخب السعودي على مستوى النتائج من الضعف إلى الهيبة والقوة. فهم يدونون بعد كل مشاركةٍ للأخضر السعودي مجموعة نقاطٍ، تكاد تتكرر في كل مرةٍ، وهذا يعني أن المدرب لا يؤمن بالتحاور وتبادل الآراء والمشاركة في اتخاذ القرار، وكأنه يرسم لنفسه استراتيجياتٍ معينةٍ، يسعى من خلالها إلى إعطاء نفسه كل الصلاحيات باحثاً عن أمرٍ ما نجهله تماماً، والدلائل في هذا الإطار كثيرةٌ لا يمكن أن تخفى على ذهنٍ أي متابعٍ رياضيٍّ. فأخطاء لوبيز كثيرةٌ ومتكررةٌ وبشكلٍ مستفزٍّ، ومن المفترض أن تكون بطولة الخليج هذه نقطة تلاقٍ بينه وبين المعارضين لوجوده أو انفصاله عن منتخب بلادهم وإبعاده، وذلك من خلال أمرين لا ثالث لهما، إما أن ينجح في مهمته في بطولة الخليج، وتكون النهاية مفرحةً تُختم بكأس البطولة، أو يرحل عن منتخبنا الوطني ويكفي ما جرى منه؛ لهذا هو على المحكِّ وفشله يعني قرار رحيله المنتظر من قبل الشريحة الأكبر من الجمهور السعودي. فقبل البطولة يبدأ لوبيز المهمة بمجموعة أخطاءٍ واضحةٍ، من ضمنها عدم التوفيق في اختيار بعض العناصر لتمثيل المنتخب، وأيضاً اختيار إقامة المعسكر في الشرقية واختلاف جوِّها عن مكان إقامة البطولة دليل تخبطٍ واضحٍ، خلاف بعض الجزئيات التي شغلت الرأي العام في أسلوب لوبيز التكتيكي من خلال المباراتين الوديتين اللتين خاضهما منتخبنا مع منتخب الأوروجواي والمنتخب اللبناني. يجب أن يعي المسؤولون عن المنتخب السعودي أن هذه هي الفرصة الأخيرة لهذا المدرب، ولن يقبل الشارع الرياضي السعودي أي تجديدٍ للثقة معه، وإن حصل وفشل في أول مباراةٍ له أمام المنتخب القطري - لا سمح الله - فيجب أن يكون قرار الإقالة جاهزاً، واستغلال ما تبقى من البطولة كتجهيزٍ للمنتخب لبطولة آسيا. ودمتم بخير..