أكثر ما أعجبني في المنتخب السعودي الذي واجه إندونيسيا، ليس الأداء ولا النتيجة، فهذان العاملان كانا مهمين بالنسبة إلى الشارع الرياضي السعودي، بقدر ما أشعرني الأخضر بأنه بدأ يتعافى مما أصابه طوال الفترة الماضية. من الواضح أن المدير الفني للمنتخب الإسباني لوبيز كارو استطاع أن يعالج بعضاً من أخطاء الأخضر مع الهولندي فرانك ريكارد خلال فترة قصيرة، باعتماده على أسماء شابة في مشوار المنتخب الطويل نحو آسيا 2015 في أستراليا، مع بقائه على عناصر قليلة من أصحاب الخبرة. ويبدو أن هذه الاستراتيجية التي اعتمدها لوبيز نجحت حتى هذه اللحظة، ففي مباراتين خاضهما الأخضر أمام كل من الصين وإندونيسيا، تمكنا من تحقيق العلامة الكاملة، في وقت كنا نسجل خروجاً من الدور الأول في بطولات إقليمية، وآخرها بطولة دورة الخليج التي نظمتها البحرين في يناير الماضي! هل لاحظتم كيف عاد المنتخب إلى المباراة بعد تأخره بهدف الدقائق الأولى أمام إندونيسيا؟ وهل رأيتم كيف دافع كل اللاعبين ببسالة عن تقدمهم في الدقائق الأخيرة من اللقاء؟ وكيف قدّم اللاعبون زميلهم يوسف السالم ليكون هدافاً للأخضر؟ لقد حققنا مكاسب كبيرة في عهد لوبيز، ويحسب هذا القرار لاتحاد كرة القدم الجديد الذي اتخذ قراراً جريئاً بفسخ عقد المدرب السابق ريكارد، وإسناد المهمة إلى المدرب لوبيز كارو، الخبير بكرة القدم السعودية، والباحث في أسباب إخفاقاتها! ولعل أكثر ما شدني في مجموعة الأخضر الجديدة، هو تلك العلاقة القوية بين اللاعبين، وحرص كل منهم على نجاح الآخر الذي يؤدي في النهاية إلى نجاح المجموعة، وهي أهم مكاسب هذه المرحلة، ومن خلالها يستطيع الأخضر أن يعود إلى آسيا. لكن علينا أيضاً ألّا نغفل دور النجوم الكبار أصحاب الخبرة، فقد كان لهم دورهم الداعم والمشجع والمحفز لزملائهم الشباب، وهو دور لا يقلّ عن مهمات المكلفين بها داخل الملعب، وهنا يظهر الكبار، وتظهر معادنهم. وإذا ما سِرْنا في هذا الاتجاه، فإن الطريق إلى النهائيات لن يرسمه لنا غيرنا، ولن نستعين بصديق، لأننا نعرف آسيا، وهي تعرفنا، وكل ما حدث أننا لم نحسن التصرف في الفترة الماضية، وانشغلنا بالأندية أكثر من انشغالنا بمنتخب الوطن، ودفعنا حينها ثمناً كبيراً! ليس معنى ذلك أن المنتخب وصل إلى درجة نستطيع أن نقول عنه إنه عاد كما نريد أن تكون عودته، ولكني أرى أنه يسير في طريق العودة، وستعيد المواجهات المقبلة في هذه التصفيات للأخضر شخصيته التي نعرفها، كأحد كبار آسيا، لكننا بدأنا نتعرف عليه! ربما يؤخذ علينا نحن الإعلاميين الرياضيين كتاب مقالات ومحللين، أننا مجاملون في أوقات، ونمارس الجلد في أوقات أخرى، وعلى العكس تماماً يكون المشجع العادي الذي لو سُئل الآن عن رأيه في منتخب بلاده، لكان ذلك أهم استفتاء، وأدقّ قياس لأخضر 2013! ولو سُئلت عن شعور محبي الأخضر وعشّاقه، لقلت بصوت مرتفع على لسانهم: «هذا هو المنتخب الذي نريده»، فالشارع الرياضي بات راضياً عن العمل الذي تقوم عليه أجهزة المنتخب المختلفة، ومن خلفهم اتحاد القدم، والكل يردد: «الله.. الله يا منتخبنا، إن شاء الله تحقق أملنا». [email protected] abdullahshaikhi@