نعيش في حياتنا ونخالط في كل يوم أناسا كثيرين ونواجه أمورا كذلك، غالبا نسلم أنفسنا للعادة، العادة التي جعلتنا نمارس أشياء كثيرة إن كانت صحيحة أم خاطئة فذلك لا يهم، المهم أننا نفعلها دائما بهذا الشكل. فكرت كثيرا في موضوع العادة وما تأقلم الإنسان على فعلها تلقائيا وعفويا دون أي تفكير وحاولت أن أرصد بعض هذه العادات «الكثيرة». أغلبنا إن لم نكن كلنا حين دخول أي محل أو مبنى من الباب لا يمكن أن نقرأ اللوحة المكتوبة عليه (ادفع) أو (اسحب) بل نحاول الحالتين حتى تفلح إحداهما. كثيرون من يذهبون الى المقاهي والمطاعم وبالذات في الأسواق ويقف عند البائع ويسأله «فيه منيو؟» يعني أين قائمة الأصناف، بالله عليك هل هناك من يبيع بدون قائمة أصناف؟ وإن وجد فهل يستحق أن يكون بائعا؟ أو بالأصح هل يستحق أن نشتري منه؟ وغالبا ما يقول البائع في هذه اللحظة نعم هنا تفضل، أي أن على هذا العميل أن يحرك عينيه إلى اليمين أو اليسار او الأعلى أو الأسفل بمقدار 2 سم ليجدها موجودة، لا أعلم لماذا يفترض مثل هؤلاء أن المحل بدون قائمة أصناف فالأصل أن القائمة موجودة ولا تحتاج إلى أي بحث بل إني شاهدت شخصا يقف أمام قائمة الأصناف ويسأل «وين المنيو»؟. منذ أن كنا في الابتدائية وأتذكر حينها الأسابيع أسبوع المرور وأسبوع الشجرة وأسبوع النظافة وغيرها من الأسابيع والتي لم نستفد منها أي شيء أبدا فأسبوع الشجر على مر السنين لم يفلح في زيادة معدل الرقعة الخضراء والحفاظ عليها وأسبوع المرور لم يحد من الحوادث المرورية ولم يرفع نسبة الوعي أبدا وأسبوع النظافة لم يغننا عن عمال النظافة وتصبح أماكننا وساحاتنا العامة نظيفة بل إنني أحيانا أجد النفايات بجانب حاوية القمامة أكثر مما بداخلها، وكأن هناك محاولات «لتسقيط» النفايات من بعيد إلى سلة المهملات كما يفعل الكثيرون على غرار كرة السلة فتجتمع النفايات في الخارج ولا أحد يزيلها. لن تفلح الشجرة ولا النظافة إلا إذا طبقت «شاجر» و«ناظف» على غرار ساهر الذي جعل الناس يقفون غصبا عنهم ويتقيدون بالنظام وإلا مدوا أيديهم الى جيوبهم ونهشها دون رحمة ولا رأفة، أما صورة المعجون والأسنان النظيفة فلا تقدم ولا تؤخر إطلاقا فأطفالنا كل يوم تزداد أسنانهم تسوسا ولم يستفد من اسبوع النظافة البائس إلا عيادات تجميل وطب الأسنان فقط. نعم نحتاج إلى الوعي تدريجيا ولكن أيضا نحتاج إلى الصرامة في كل شيء ان وصلنا لمرحلة الخطر. لذا من اليوم وصاعدا قررت أن أقرأ كل عبارة قبل أن أفتح أي باب وقررت أن أتعب نفسي قليلا جدا للبحث عن قائمة الأصناف كما قررت أن لا ألعب كرة السلة مع المهملات حتى أرى نظام شاجر وناظف يقتص من جيوب المخالفين. * ماجستير إدارة أعمال- جامعة الملك فهد للبترول والمعادن