يرى المار بالحدائق وبالذات المسطحات الخضراء منها فجراً أرتالاً مهولة من النفايات والمهملات والتي تكاد تغطي البساط الأخضر من كثرتها، ويدرك المشاهد لذلك المنظر عندها أنك هناك ثمة خلل واضح سواء من قبل مرتادي تلك الحدائق أو العاملين لأجل نظافتها . (الرياض) تواجدت في عدد من حدائق محافظة الرس في ساعة متأخرة من الليل وطرحت سؤالاً على الزوار : الحدائق منتصف الليل تبدو بصورة مخجلة للغاية من كثرة النفايات المتراكمة هنا وهناك فهل هذا يعود لقلة الوعي لدى الناس أم أنه اتكال على عمال النظافة؟ الإجابة جاءت مختلفة والمحصلة في ثنايا التحقيق. ديننا والنظافة في البداية يقول المواطن : فريح سالم الحربي : وجود كم كبير من المهملات يدل دلالة أكيدة على عدم الاهتمام من قبل الزائرين لتلك الحدائق سواء كان ذلك بنظافة الحديقة نفسها أو نظافة مرافقها المختلفة من ألعاب أو دورات مياه وكأن هؤلاء الزائرين يعتمدون كلياً على عمال النظافة وينتظرونهم ليبادروا بأعمالهم مع ساعات الصباح الأولى فهم حسب رأيهم أنهم أوجدوا من قبل الجهات الرسمية المعنية وتم تسليمهم مرتباتهم لهذا الغرض ولم يدرك مثل أصحاب هذا الرأي بأن ديننا الحنيف قد حثنا على النظافة وأوصانا بها في كل وقت وكل مكان. سلال المهملات الشابان تركي فارس المطير وسعد المطيري يقولان : لاشك أن كثرة اهمال الزائرين أمر وارد وملاحظ يضاعف من تراكم النفايات والمهملات بشكل كبير في كل وقت، كما أن عدم وجود القدر الكافي من الأماكن المخصصة لوضع تلك النفايات عامل مساعد على انتشارها ورميها في أماكن جلوس الناس، كما أننا نطالب البلديات بإيجاد العمالة بشكل مكثف على المتنزهات والمسطحات الخضراء ووضع مناوبات بين العمالة حتى ساعات الصباح الأولى لتظهر الحدائق بالصورة المطلوبة . الأشجار والألعاب المواطن خالد بن عبدالرحمن البطي تحدث عن الموضوع بالقول : يجب أن يكون هناك نشرات توعوية للزائرين يتم توزيعها سواء عند دخولهم الحديقة أو أثناء جلوسهم فيها بحيث تقدم لهم على شكل رسائل ارشادية وتوعوية لتذكيرهم فقط بضرورة المحافظة على المكان الذي يجلسون فيه، كما أن على أولياء الأمور دوراً هاماً جداً بمتابعة أبنائهم خلال جلوسهم معهم في تلك الحدائق فلا يتركونهم بل يوجهونهم لرمي المخلفات في مكانها الصحيح وليس المخلفات فحسب بل يجب تنبيه الأبناء على ضرورة المحافظة على سلامة الأشجار من التقطيع وسلامة الألعاب الترفيهية الموجودة من العبث والإتلاف الذي نشاهده كثيراً من الصغار والمراهقين في ظل غياب الرقابة الأسرية، كما أنني أود أن أشير إلى أن من أسباب كثرة النفايات والمهملات هو تواجد البائعين والبائعات منتشرين في مختلف أرجاء الحدائق فالمفترض أن يكون لهم مكان مخصص في أطراف الحديقة وأن يكون قريباً منهم سلال المهملات حتى يتم وضع المتبقي فيها. أكشاك للبائعات فيما يؤكد المواطن إبراهيم بن علي الضويان على ضرورة المحافظة على كافة مرافق الحديقة وليس النظافة فحسب فمن المفترض أن يكون هناك داخل الحدائق دورات مياه نظيفة ومهيأة حتى لو كان ذلك برسوم مالية قليلة كما نشاهد ذلك في بعض الدول الأخرى حتى يجد الناس مكاناً نظيفاً بحيث يكون هناك مكان أو جلسة خاصة لكل أسرة ويتم المحافظة على المكان بالصيانة والنظافة المستمرة، كما لو كان هناك رسوم عند دخول الحديقة بحيث يدخل الزائر يجد مكاناً مهيأً نظيفاً يقضي فيه وقتاً ممتعاً بعيداً عن الضوضاء وإزعاج الشباب، ومن الملاحظات الهامة التي نتمنى أن نراها هنا في الحدائق وضع أكشاك خاصة للبائعات بالذات اللاتي يبعن المأكولات والمشروبات من قبل البلدية وذلك مقابل إيجار رمزي حتى نحافظ على نظافة المكان فلا نشاهد من يرمي باقي مهملاته بهذه الطريقة وحتى تجد تلك البائعة مكاناً مريحاً لها وتضع فيها أدواتها بدلاً من عناء النقل كل يوم. الكبار قدوة للصغار المقيم شفيق السعيد مصري يقول : لانرى أحداً يلتزم بوضع النفايات في مكانها المخصص إلا القليل وقد يكون ذلك نتيجة عدم الوعي لدى الناس وعدم تذكيرهم باللافتات واللوحات المنتشرة في كافة أرجاء الحديقة، كما أن على الآباء والكبار أن يكونوا قدوة لأطفالهم وصغارهم عندما يشاهدونهم يضعون تلك النفايات في مكانها المخصص فحتماً سيعملون مثلهم. النظافة عنوان أهلها الشاب حسين بن عوض المطيري يقول : لاشك أن هناك أدواراً هامة وحيوية تغيب في بعض الأحيان وهي أدوار المؤسسات التربوية والإعلامية فهي تخاطب شريحة كبيرة من أفراد المجتمع صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً فيجب أن يكون لهم دور كبير ومتنوع من خلال البرامج الهادفة والحملات المكثفة التي تقدم توعية حية ونافعة في إطار جذاب ومقبول، كما أنني أود أن أؤكد بأن النظافة عنوان أهلها فكذلك المكان النظيف المرتب والسيارة النظيفة والمكتب النظيف والمنزل النظيف يعكس مدى نظافة صاحبه والمتواجد فيه ويعكس أيضاً مدى ثقافته ووعيه.