قررت المحكمة العليا الليبية الأربعاء حجز الدعوى المنظور فيها أمام الدائرة الدستورية والخاصة بالطعن حول دستورية البرلمان المنتخب، للنطق بالحكم حيالها في جلسة الخميس. في وقت اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» ميليشات إسلامية بزرع ألغام أرضية خلال القتال حول العاصمة طرابلس. وأثارت دستورية انعقاد مجلس النواب الليبي المنبثق عن انتخابات 25 يونيو والمعترف به من المجتمع الدولي، اعتراض نواب وميليشيات أعادوا تفعيل البرلمان المنتهية ولايته ما أغرق البلد في فوضى على مستوى المؤسسات. وقدم عدد من النواب الإسلاميين المقاطعين لجلسات مجلس النواب المنعقدة في مدينة طبرق في أقصى الشرق الليبي عدة طعون تمثلت في دستورية الانعقاد، إضافة إلى قانون الانتخابات الذي انتخب بموجبه البرلمان وتعديلات دستورية سابقة. وبعد مرافعات، حجزت الدائرة الدستورية في المحكمة الليبية العليا هذه الطعون جميعها للنطق بالحكم حيالها في جلسة الخميس 6 نوفمبر، وفقا لمشاهد نقلتها محطات تلفزة محلية قريبة من الإسلاميين. والطعون التي قدمها النواب الاسلاميون الذين يقاطعون البرلمان الجديد، اتهموا فيها هذا البرلمان الذي تعترف به الأسرة الدولية، بأنه لم يحترم الدستور المؤقت الذي ينص على أن مقره في بنغازي. والبرلمان المعترف به من المجتمع الدولي والذي يهمين عليه مناهضو الاسلاميين، يتخذ من طبرق في اقصى شرق ليبيا مقرا له منذ انتخابه، معتبرا انه لا يمكن ضمان أمنه في بنغازي معقل المجموعات الجهادية ومسرح اعمال عنف يومية. وفي طعنه، اعتبر أحد النواب المقاطعين للبرلمان أنه لم يحترم الدستور الذي نص على احياء حفل «انتقال السلطة» في طرابلس بين البرلمان الجديد والمؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته). وغالبية النواب الذين يقاطعون البرلمان يدعمون «فجر ليبيا» المكونة من عدة ميليشيات إسلامية، والتي شكلت حكومة موازية معروفة بتعاطفها مع الإسلاميين. والمؤتمر الوطني العام الذي انتهت ولايته نظريا مع انتخاب البرلمان الجديد استأنف اعماله. والبرلمان الجديد عقد أول جلسة له في طبرق في 4 اغسطس بناء على دعوة اكبر النواب سنا وهو اول رئيس للجلسة وفقا للاعلان الدستوري المؤقت. ومن المتوقع ان يؤدي انغماس القضاء في هذا الوضع السياسي المعقد الى زيادة التعقيدات في ليبيا التي تشهد اعمال عنف وفوضى دستورية غير مسبوقة. ونجحت الاممالمتحدة عدة مرات منذ نهاية سبتمبر في جمع نواب متخاصمين بهدف التوافق على شرعية البرلمان الجديد. واعتبر رئيس بعثة الاممالمتحدة في ليبيا برناردينو ليون أخيرا أن الازمة في ليبيا سياسية وليست قضائية. ورأى ان «قرار القضاء لن يحل الازمة». ألغام أرضية على صعيد آخر، ذكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان أن ميليشات إسلامية زرعت ألغاما أرضية خلال القتال حول العاصمة الليبية طرابلس. وذكرت المنظمة امس، أن ميليشيا واحدة أو أكثر زرعت ألغاما في منطقة محيطة بمطار طرابلس. يذكر أن المطار شهد عدة معارك ضارية في أغسطس الماضي على مدار عدة أسابيع، قبل أن يسيطر عليه تحالف الإسلاميين «فجر ليبيا». وتستند المنظمة في بياناتها إلى قيادي في «فجر ليبيا»، والذي ذكر أن قواته فككت في منتصف أغسطس الماضي نحو 600 لغم. ويتهم القيادي مليشيات أخرى معادية من مدينة الزنتان بزرع الألغام. ولم تتمكن المنظمة من التأكد من تلك البيانات بصورة مستقلة. وتشهد ليبيا منذ شهور معارك بين ميليشات محلية مختلفة، خاصة في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي شرقي البلاد. وقام الجيش الليبي خلال الأيام الماضية بمحاصرة إحدى الميليشات الإسلامية وسط بنغازي خلال إحدى الهجمات. اللائحة السوداء من جهة اخرى طالبت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الثلاثاء من لجنة في مجلس الامن الدولي اضافة الجهاديين من انصار الشريعة الناشطين في ليبيا الى اللائحة السوداء «للارهاب» التابعة للامم المتحدة بسبب علاقاتهم بالقاعدة. وكان تنظيم انصار الشريعة قد وضع على اللائحة السوداء للولايات المتحدة بسبب دوره في الهجوم في سبمبر 2012 على البعثة الدبلوماسية الامريكية في بنغازي، وأدى الى مقتل اربعة امريكيين بينهم السفير في ليبيا. وفي حال تم تبني المشروع، فسوف يتم تجميد ودائع وممتلكات اعضاء التنظيم ومنعهم من الحصول على تأشيرات دخول الى الدول الاعضاء في الاممالمتحدة. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد قدم الطلب في سبتبمر الماضي ووصف ليبيا بانها «بؤرة للارهاب». وطلبت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة من مجلس الامن ادراج فرع انصار الشريعة في بنغازي وفي درنة (شرق) على اللائحة السوداء بسبب علاقتهما بالقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وبتنظيمات متطرفة اخرى. سيطرة ميدانيا، أعلن مصدر بالقوات الخاصة سيطرة الجيش الليبي على المُعسكر الرئيسي في بوعطني بالكامل، وعلى مُفترق الليثي ومُفترق المساكن في بنغازي شرق ليبيا، بعد معارك متقطعة الثلاثاء، ويتقدم باتجاه أهدافه للسيطرة على بقية المنطقة وتمشيطها من مخلفات الحروب وإزاله الألغام. وأكد المصدر، الذي لم يذكر اسمه، «لبوابة الوسط الليبية سقوط قتيلين وجريحين في صفوف الجيش الليبي، بمعارك محور بوعطني في بنغازي». وقال إنّ مُعسكر ال21 صاعقة ومنطقة السليني بهذا المحور لم تتم السيطرة عليهما من قبل قوات الجيش الليبي. يذكر أنّ مدينة بنغازي تشهد عمليات عسكرية واشتباكات مُسلّحة بين قوات تابعة للجيش الليبي وشباب المناطق من جهة، وتنظيم أنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازي من جهة أخرى.