قدمت الحكومة الليبية الموقتة برئاسة عبدالله الثني والتي لا تتمتع بسلطة فعلية على البلاد التي تسيطر عليها ميليشيات مسلحة، استقالتها إلى البرلمان المنتخب، كما أفاد بيان مساء الخميس. وأعلنت هذه الحكومة التي نقلت مقرها إلى شرق ليبيا لتجنب ضغوط الميليشيات الحاضرة بقوة في طرابلس، أنها «قدمت استقالتها إلى البرلمان المنتخب» الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق التي تبعد 1600 كلم شرق العاصمة طرابلس. وورد في بيان الحكومة أنها «وفقاً للإعلان الدستوري، تضع نفسها تحت تصرف البرلمان الليبي، وأنها على يقين أن المجلس سيوفق لاختيار حكومة جديدة ممثلة لجميع فئات الشعب الليبي من دون إقصاء، تحقق آماله وتطلعاته في الأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات». ويرغب المجتمع الدولي في تشكيل حكومة تمثل كل الليبيين، ويبدي قلقه من الفوضى التي تسود ليبيا. ونددت الحكومة المستقيلة بسعي الميليشيات الإسلامية إلى تشكيل حكومة بديلة في طرابلس بعد إعادة إحيائها المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الذي انتهت ولايته مع انتخاب البرلمان الجديد في 25 حزيران (يونيو) الماضي. على صعيد آخر، اعلن «الجيش الوطني الليبي» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفر، تحطم إحدى طائراته المقاتلة، ووفاة قائدها وهو آمر قاعدة طبرق الجوية العقيد إبراهيم عبدربه المنفي. وعزت قوات حفتر التي تشن حرباً على الميليشيات الإسلامية في بنغازي وطرابلس، تحطم الطائرة إلى اشتعال النار في محركها فوق مدينة البيضاء، ما أدى إلى سقوطها في منطقة الغريقة جنوبالمدينة، فيما كانت تنفذ مهمة قصف مواقع خصومها في الجبل الأخضر (شرق). في المقابل، تبنى المقاتلون الإسلاميون إسقاط الطائرة، كما تبنوا قصف مطار الأبرق الدولي (شرق) بثمانية صواريخ «غراد». وأفادت إدارة المطار أن الصواريخ لم تسفر عن أضرار مادية أو إصابات بشرية، وسقطت كلها في محيط المطار الذي واصل تسيير رحلاته. وهذه المرة الثانية خلال أسبوع التي يستهدف مطار الأبرق بقصف صاروخي. من جهة أخرى، أكدت السفيرة الأميركية لدى ليبيا ديبورا جونز أن بلادها ستستمع إلى كل الأطراف الليبية، ولكنّها ستعترف فقط بمجلس النواب المنتخب ديموقراطياً. وقالت في حديث لصحيفة «تايمز أوف مالطا» من مقر إقامتها في فاليتا، أن اعتراف واشنطن بالبرلمان الليبي المنتخب حديثاً في ليبيا، لا يعني موافقتها على كل قراراته، مثل إعلانه أخيراً جماعات «فجر ليبيا» و«تنظيم أنصار الشريعة» جماعات إرهابية. واعتبرت السفيرة أن محاولة «الميليشيات ذات التوجه الإسلامي» السيطرة على المطار وإعادة انعقاد المؤتمر، محاولات لكسب نفوذ قبل البدء بأي محادثات. وزادت: «لن أقلل من قيمة الشرعية في أعين المجتمع الدولي الذي اعترف بمجلس النواب المنتخب»، حيث توجد غالبية من الليبيين تريد العمل من أجل دولة موحدة. في غضون ذلك، أجرى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناندينو ليون محادثات في ليبيا مع رئيس حزب «الاتحاد من أجل الوطن» عبد الرحمن السويحلي النائب عن مدينة مصراتة وأحد أبرز داعمي عملية «فجر ليبيا» التي سيطرت قواتها على طرابلس ومطارها الأسبوع الماضي. وتناولت المحادثات بين الجانبين آفاق الحل السياسي في ليبيا وتوفير البيئة المناسبة لحوار وطني شامل، «بما يضمن بناء الدولة وعدم القفز على أهداف ومكتسبات ثورة 17 فبراير» كما أفاد بيان صادر عن السويحلي. وأتى ذلك في مستهل زيارة ليون لليبيا على رأس وفد دولي يضم السفير الإيطالي في طرابلس جوزيبي غريمالدي وممثلة الاتحاد الأوروبي ناتاليا أبوستولوفا. وبدأ الوفد زيارته لليبيا أول من أمس.