تستمر الحكومة الإسرائيلية في ألاعيبها المتمثلة في توظيف التطرف، وقد أغلقت الحكومة الإسرائيلية المسجد الأقصى الشريف، ومنعت أداء الصلاة؛ بحجة منع المتطرفين اليهود من الدخول إلى حرم المسجد. وهذه حجة واهية، وأسلوب جديد من المضايقات والتحرش الطائفي في المسلمين، لأن الحكومة الإسرائيلية قادرة على منع المتطرفين اليهود من الاقتراب من المسجد الأقصى دون غلق المسجد، ولكن يبدو أن حكومة نتنياهو، وهي حكومة متطرفة أيضاً، تود توظيف نزعة التطرف اليهودية؛ لتحقيق مآرب تسعى إليها كل الحكومات المتطرفة في إسرائيل، ومنها: احتلال المسجد الأقصى وتهويده تدريجياً؛ للبحث عن الهيكل المزعوم، على الرغم من أن محققين تاريخيين وباحثين يؤكدون أنه لا توجد آثار لأي هيكل حول المسجد الأقصى. ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية ومتطرفيها وتحالفها وتمازجها مع الفكر المتطرف، ربما ستتسبب في ارتكاب جرائم جديدة، إضافة إلى جعل العدوانية الإسرائيلية حية في الضمير الفلسطيني والعربي والمسلم، على الرغم من أن حكومات إسرائيل تقدم نفسها للعالم على أنها حكومات مدنية وحقوقية، ولكنها تمارس أبشع صنوف العدوان والتمييز الطائفي وحتى العرقي، وترتكب تصرفات وتتخذ إجراءات متعمدة وغير ضرورية لإيذاء الآخرين، إضافة إلى أنها تتهرب من أية التزامات نحو السلام مع الفلسطينيين، الذين أمضوا سنين طويلة من الصبر يكابدون الجرائم الإسرائيلية، ويواجهون مؤامراتها وأساليبها العدوانية. والآن بدأت الحكومة الصهيونية باللعب على الوتر الأكثر حساسية وهو المسجد الأقصى. وتعلم إسرائيل أن المسجد يمثل رمزًا مقدسًا لمليار ونصف المليار مسلم. وربما هذا العلم هو الذي أغراها بوضع المسجد الأقصى في وسط الملعب وفي قلب المؤامرة الإسرائيلية؛ كي تستمتع باستفزاز الآخرين، وهذا بالضبط النهج الغريزي للمتطرفين في العالم والمتطرفين اليهود بالذات، الذين يمارسون عدوانيتهم بدلال وبلا محاسبة، بل ويتناغمون مع نهج الحكومة الإسرائيلية، التي تجعلهم خطا حربيا أول للدفاع عن خططها ومؤامراتها، مثل الاستمرار في بناء المزيد من المستوطنات والمحاولات الحثيثة المستمرة لتهويد مدينة القدس ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية ونهبها. وإذا استمرت الحكومة الإسرائيلية باللعب بورقة المتطرفين، فإنها ستجد نفسها أسيرة لهم وخادمة مطواعة، وفي مواجهة مع العالم وحقوقييه والتاريخ وضمير المجتمع الدولي الحر، ويمكن أن يخلق ذلك أجواء لا يمكن التنبوء بمآلاتها، خاصة حينما يتعلق الأمر بمدينة مقدسة مثل القدس، وبمسجد مثل المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، المقدس لدى مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم.