إنها مؤامرة يا أمة الإسلام.. ويا أمة المليار.. القدس والتراث الإسلامي يستغيث فهل من مجيب وهل من يعي هذه المؤامرة الدنيئة، وهذه المخططات والاستراتيجيات التي تنتهجها إسرائيل بدعم من اللوبي الصهيوني ويهود العالم. فتلك المحاولات والمخططات الإسرائيلية ستظل مستمرة لتهويد القدس من قبل إسرائيل، لنزع الهوية العربية الإسلامية التاريخية في مدينة القدس وفرض طابع مستحدث جديد وهو الطابع اليهودي. لقد قامت الحكومة الإسرائيلية منذ العام 1967م بعمل المخططات الإجرامية، بحرق المسجد الأقصى، وتهويد سكان القدس عن طريق طرد العرب المسلمين من المدينة واستقدام يهود آخرين لتغليب تعداد اليهود فيها ومروراً بتهويد ملامح المدينة عن طريق هدم المنازل وردم الآثار الإسلامية وبناء مستوطنات على أنقاضها، وتغيير المواقع الدينية الجغرافية بتدشين كنيس الخراب (معبد هاحوربا) الذي أعيد بناؤه على بعد عشرات الأمتار من الجدار الغربي للمسجد الأقصى فيما يعرف حالياً بالحي اليهودي الذي أقيم على أنقاض حي الشرف أحد الأحياء الإسلامية في البلدة القديمة قبل هزيمة العرب في حرب 1967م. ونشرت تقارير صحفية في 28/فبراير/2010م تفاصيل خطة لتهويد مدينة القدسالفلسطينيةالمحتلة خلال 30 شهراً تنتهي وفق المخطط بتغيير كامل للمعالم الإسلامية والمسيحية وطمس الآثار العربية في المدينة، كما كشف الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في 4/فبراير/2010م عن مخطط صهيوني جديد يسمى (بالقدس 2020) ويسعى إلى ضم الكتل الاستيطانية المحيطة بالقدسالمحتلة إلى المدينة وخفض الوجود الفلسطيني بها حيث يصبح بحلول عام 2020م أقل من 12% ونسبة الصهاينة أكثر من 88% مما يعني أن القدسالشرقية سيتم تفريغها بالكامل من سكانها الأصليين. أما الأمر المثير للدهشة هو دعوة وزير العلوم والتكنولوجيا الصهيوني دانيال هير شكوفيتس في 13 /مارس/2009م إلى الإعلان عن ضم المسجد الأقصى المبارك إلى التراث اليهودي كما حدث مع الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، قائلاً يجب أن يضم المسجد الأقصى إلى قائمة مواقع التراث اليهودي، وإن لم يكن هناك إمكانية للإعلان عن المسجد الأقصى موقعاً أثرياً لليهود فيجب أن نقيم مكانه معبداً يهودياً مؤقتاً. ووجهت جماعة (أمناء الهيكل) اليهودية المتطرفة دعوة صريحة وعلنية لهدم المسجد الأقصى المبارك، وإقامة الهيكل على أنقاضه معلنةً أنها ستقوم في الأول من إبريل المقبل بتنظيم مسيرة في القدسالشرقيةالمحتلة باتجاه الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي. وتهويد القدس لا يقف عند تهويد المسجد الأقصى بالهدم أو المعالم الإسلامية بالطمس فحسب، إنما أصبح التهويد مثل السرطان الذي راح ينتشر بشكل متسارع في جسد القدس خاصةً بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية بناء 1600 وحدة سكنية في القدس، فهذا يعكس حجم التواطؤ الغربي رغم الإدانة الأوروبية والأزمة الأمريكية الإسرائيلية المزعومة. إذاً علينا أن نعي بأن المخططات الإسرائيلية لتهويد القدسالمحتلة هذه المرة دخلت مرحلة حاسمة، وعلينا جميعاً كمسلمين وعرب أن نتضامن ونتحد لمواجهة هذه الانتهاكات، وأن ندق نواقيس الخطر والتحذير من هذه المؤامرة الخبيثة التي تستهدف معلماً دينياً إسلامياً تاريخياً وقبل ذلك معلماً إنسانياً.